خبر

المخرج شريف عرفة: السينما بمصر هي القوة الثانية بعد الجيش

"إنه مخرج حرفي مدرك تمامًا لأدواته، فهذه الميزة الأولى.. والثانية أنه مزيج من العقل والقلب.. والثالثة أنه مرن فى تقبل الجديد؛ فلم يدخل أبدًا فى صراع مع الزمن.. والرابعة أنه متعدد الأنغام الدرامية.. والخامسة أنه يمتلك التعبير بلغة سينمائية عصرية شبابية مثلما يشعرك أنه ابن مخلص لسينما الكبار، ويفكر فى صناعة السينما، فهو جزء منها".. كان ذلك ما وصف به الناقد طارق الشناوي المخرج شريف عرفة في فيلمه الأخير "الجريمة"، مؤكدا أن الفيلم يقف علي مشارف سينما الرعب وهو نمط غائب عن السينما المصرية رغم محاولات الإقتراب منه.

وفي حوار المخرج شريف عرفة مع "العربية.نت"، أشار إلى أن فيلم "الجريمة" كان يتم التحضير له منذ ما يقرب من عام ونصف العام، كما تطرق في حديثه عن تعاونه مع المنتج هشام عبدالخالق وأبطال الفيلم، والمشاهد الصعبة التي قام بتصويرها في الفيلم.

المخرج شريف عرفة

مادة اعلانية

*فيلم "الجريمة" بدأ تصويره منذ فترة طويلة والتحضير له منذ أكثر من عام فما كانت أسباب تأجيل عرضه لأكثر من مرة؟

**بالفعل الفيلم تم التحضير له منذ أكثر من عام، ولكن كورونا كانت السبب في تأجيل التصوير أكثر من مرة، وإصابة عدد من فريق عمل الفيلم بكورونا أيضا، كما تم التصوير في أكثر من مكان، ومنها القصير والتي تم التصوير فيها في ظروف جوية صعبة.

*تؤكد دائما أن فيلم "الجريمة" مختلف.. فما الاختلاف؟

**بالفعل فهو لا يمكن أن تضعه في قالب من القوالب المعتادة لأنها تتغير مع الأحداث، كنت متأكد أن الناس هتختلف علي الفيلم لإنها ستشاهد عملا مختلفا تماما عن المتوقع بالنسبة لهم. فهناك العديد من الأمور المثيرة للمشاهد، مفاجآت كثيرة، وعلاقات كثيرة، وعديد من الأمور التي سيتعاطف معها، ويخاف أيضا منها، ثم يتعاطف ثم يتفاجأ. أعتقد إن أحداث كثيرة أعجبت المشاهدين ممن شاهدوه حتي الآن، ومن لم يشاهدوه سيعجبون به، والدليل الإيرادات التي حققها الفيلم حتي الآن والتي تشير إلي أن عددا كبيرا من الجمهور أعجابوا بالفيلم.

*المنتج هشام عبدالخالق وتاريخ طويل من التعاون بينكما.. حدثنا عن ذلك

**بالفعل، فأنا أحب العمل مع الأستاذ هشام عبدالخالق، فعلاقتنا مستمرة منذ 20 عاما تقريبا. عملنا فيها معا، وقدمنا العديد من الأفلام المتميزة، وأتمني إن شاء الله أن نكمل مسيرة النجاح التي تجمعنا. فهو من المنتجين الواعدين والقادرين علي فهم متطلبات السوق وكيف يقدم المختلف في وقت ما ليحقق نجاحا كبيرا.

*وماذا عن فريق عمل الفيلم من الممثلين؟

**عظام، أضافوا كثيرا للفيلم وساعدوني وسط ظروف قاسية وقت التصوير، وتحملوا لكي نقدم عملا مميزا، فقد أستغرق وقتا طويلا منا جميعا، ولكن الحقيقة إنهم محترفين جدا، وكل واحد منهم متفهم طبيعة السينما والعمل وما هو دور المخرج، ودور كل واحد منهم. بالفعل لقد أَضافوا لي الكثير، فأحمد عز مثلا يقدم شخصيتين ضمن أحداث الفيلم، ومنة تقدم دورا مختلفا عنها تماما، وماجد الكدواني وأيضا سيد رجب وجمعة ونبيل عيسي وغيرهم من أبطال الفيلم.

*هل هناك نية لتقديم الجزء الثالث من فيلم "الكنز"؟

**نهائيا، فالنهاية المفتوحة للتأويل تترك للمشاهد استنتاج مصير الكنز، وليس للإعلان عن جزء ثالث. فالعمل عبارة عن فيلم واحد يتطور عبر جزأين، لكن كان من الصعب تقديمه في فيلم واحد. ف"الكنز" يمثل تجربة إنسانية تعرّضت لها مصر على مدى تاريخها الطويل، فهي تتشابه في كل العصور. وأحببت من خلال الفيلم تسليط تلضوء على الأشياء التي مازلنا نحتفظ بها والأشياء التي سقطت منا، وما الذي وصل بنا إلى الوضع الراهن.

*إنتشرت العديد من الأقاويل حول إخراج لفيلم "أحمس" بطولة محمد رمضان؟

**لا أعلم شيئا عن هذا الأمر، مجرد أقاويل لا مجال لها من الصحة.

*السينما إحساس ضخم بالمسؤولية، ولك باع طويل معها حتي وصلت إلى فيلم "الجريمة".. نقلات مختلفة ومحطات غير عادية.. ولكن الإنتقادات حول هذا العمل كانت كثيرة وغير عادية بالرغم من تحقيقه نجاحا كبيرا في دور العرض وشباك التذاكر.. فما تعليقك؟

**السينما المصريّة هي القوة الثانية بعد الجيش وهي مؤثرة في الخارج جدآ، وبداية علاقتي بالسينما كانت بالوراثة، وهي بالنسبة إليّ ليست مجرد شيء أحبه لأصبح مخرجا، ولكن ترسخ بداخلي من خلال عملي مع والدي و أساتذة كبار خلقوا وصنعوا السينما المصريّة. ونحن ورثنا قوة مصر الناعمة من هؤلاء الأساتذة، ويحضر في ذهني واقعة عندما استوقف مواطن عربي الرئيس جمال عبدالناصر أثناء زيارته لإحدى الدول العربية وقال له "بلغ سلامي لإسماعيل ياسين".

فقد توارثنا السينما المصريّة وأهميتها وعندما لا نعمل من واقع وإحساس بالمسؤولية تجاه هذه السينما، سيكون هناك نقصا لأننا سنفقد قوة كبيرة جدآ، لذلك أرجو من أي شخص يعمل في هذا المجال سواء كان ناقدا أو فنانا أو سيناريست أن يفكّر في المسؤولية التي يحملها لمواصلة إرث السينما المصرية.

كما أن كل جيل له مواصفاته وأهم ميزة في الجيل القديم أنه مرتبط بالأصول والقواعد أكثر من الجيل الجديد، فليس هناك أحد أفضل من الآخر لأن كل جيل يتأثر بالمجتمع وظروفه، وكل جيل يحمل صفات المجتمع بكل عيوبه وبكل ميزاته.

*وما هو هدفك الأول من تقديم عمل سينمائي؟ خاصة وإنك نادرا ما تقدم اعمالا كل عام حيث تعتمد علي تقديم عمل كل عام او إثنان واحيانا كل ثلاث سنوات..

**عندما أقرر تقديم فيلم يكون هدفي الأول هو الجمهور لأن الهدف الأسمى هو القاعدة العريضة للفيلم. ولا يمكن تصديق المخرج الذي يقول إن النجاح في المهرجانات والحصول على الجوائز أهم من النجاح الجماهيري في شباك التذاكر. فأنا أقدم فيلما للجمهور أولا قبل المشاركة في المهرجانات. وليس لدينا قاعدة عريضة للممثل في مصر وأنا لا أصنع فيلما لنجم معين بل على العكس أبحث عن نجم يناسب الدور.

*خلال الفترة الماضية السينما المصرية مرت بصعوبات كثيرة ومنها مثلا تأثير الكورونا عليها.. فكيف أثر ذلك عليها؟

**السينما تسير بشكل جيد وحتى إن مرضت فهي لا تموت، ففي فترة الستينات عندما ضعف الإنتاج ظهر جيل جديد بعدها، مثلا عاطف الطيب وخان وبشارة، وقدموا نقلة جديدة في السينما ثم جاء جيلي بعد ذلك، فالسينما حقنت نفسها ونحن متفائلين برغم صعوبات كثيرة مرت بها.