رحل في بيروت، الجمعة، الشاعر والموسيقي والصحافي اللبناني غسان علم الدين، بعد عودته من مغتربه أستراليا.
وفور إعلان نبأ وفاته التي كانت صادمة للوسط الثقافي، توالت عبارات الرثاء والعزاء، من موسيقيين وأدباء لبنانيين، على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورحل علم الدين عن 53 عاماً، بجلطة قلبية مفاجئة، ولم يكن يعاني أي مرض، ونعاه الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة، السبت، على حسابه في فيسبوك قائلاً: "غسان علم الدين سافر وأودع الذي خلفه للصمت والحنين، تنهّد دمعتين وأسلم العينين، يا صديقي الجميل، إن الحياة أكذوبة، وعاشقة زائفة".
الراحل ينحدر من طرابلس، شمال لبنان، وغادر مسقط رأسه مع بدايات الحرب الأهلية اللبنانية، منتصف سبعينيات القرن الماضي، إلى أستراليا التي عاش فيها سنوات طويلة، لكنه كان يزور بلده الأصلي، بين الوقت والآخر.
وعاد علم الدين إلى لبنان في تسعينيات القرن الماضي، وأصدر كتبا شعرية عديدة، مثل (خيط بياض) أول كتبه، و(حين سرب فراشات اصطدم بالنافذة) و(محرمة الساحرة الطويلة) التي ترجمت إلى اللغة الإسبانية، و(أخضر في سهول الجراد).
إضافة إلى موهبة علم الدين الشعرية، فهو موسيقي محترف، أسس مركزا للموسيقى في مغتربه، كان يحيي فيه مناسبات أدبية وفنية وثقافية يداخل فيها الشعر بالموسيقى، وهو من عازفي العود الكبار ويمتلك صوتاً يجيد الغناء العربي، إلا أنه لم يتخذ الغناء مهنة له، بل كان مجرد جزء من نشاطه الثقافي والأدبي والفني المتنوع، الأمر الذي دفع عددا من عارفيه لإطلاق لقب "الفنان المتكامل" عليه.
"الحسّ المرهف" و"الروح الخلوق" الذي كان يميز الراحل، بحسب تعليقات عبرت عن صدمتها برحيله المفاجئ، هو الذي قاده لمناصرة السوريين في ثورتهم وما تلاها من أعمال قتل وتهجير طالتهم، فكان نصيرا لثورة السوريين، وكتب مرارا مدافعًا عن اللاجئين السوريين في لبنان، منتقداً بحدة، كل الدعوات المطالبة باقتلاعهم وإعادتهم قسرًا إلى بلادهم التي هربوا منها خوفا من آلة حرب النظام السوري.
وتحدث علم الدين، في منشور له على حسابه بفيسبوك، يعود تاريخه إلى السادس من سبتمبر 2018، عن "لهجات عنصرية مسمومة" تتصاعد ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وشن هجوماً عنيفاً على أصحابها.
يذكر أن آخر منشور للشاعر الراحل، يعود إلى تاريخ السابع من الشهر الجاري، وكان عبارة عن مقطوعة شعرية قال فيها: "ليس وهماً ما كان يطوّق عنقك كل صباح"، وهو المنشور الذي كتب في الساعات الأخيرة لقدومه إلى لبنان من أستراليا، حيث توفي فجأة، بعد يومين من وصوله، وفق ما ذكرته صفحة (وفيات طرابلس والجوار) على فيسبوك، الجمعة.
ونعاه المنتدى الثقافي اللبناني المعروف باسم (شموس للموسيقى والأدب والفن) في مدينة بريزبن الأسترالية، ووصفه بـ"الرجل الطموح والمعطاء" وأنه سوف يترك فراغاً كبيراً في أستراليا، وتوجه المنتدى بالتعزية لزوجة الراحل، السيدة أمان السيد.
ونعته الشاعرة السورية المعارضة، رشا عمران، قائلة "سمعت الآن خبراً لم أستطع تصديقه، الشاعر والفنان اللبناني الصديق غسان علم الدين غادر الحياة". وأضافت: "كأنه أتى (من أستراليا) ليبقى في طرابلس التي لم تفارقه يوماً"، مشيرة إلى موقف الراحل الواضح من "إجرام النظام السوري ومجازر حزب الله بحق السوريين" ومساندته ثوار سوريا واللاجئين السوريين.