خبر

هاني سلامة: السينما حبي الأول.. وهذا سبب تفضيلي للدراما حالياً

منذ إطلالته الأولى، ظهر هاني سلامة كفنان من طراز خاص ومشروع نجم كبير.. ولم يخطئ المخرج الكبير يوسف شاهين عندما وجد في الفتى العشريني المغترب روح نجم متربع على منطقة خاصة من القلوب.

وكان هاني سلامة على قدر المسؤولية وسيطر لسنين على شباك التذاكر وحافظ على احترام الجمهور والنقاد.

وقدم هاني سلامة على مدار السنوات الماضية عدة مسلسلات ناجحة كان آخرها مسلسل "قمر هادي" الذي عرض خلال موسم رمضان الماضي.

"العربية.نت" التقت بالنجم هاني سلامة وأجرت معه حواراً خاصاً تطرق لأعماله التليفزيونية والسينمائية وسبب تكثيفه للدراما في الفترة الأخيرة.

ما سبب تواجدك التليفزيوني في السنوات الأخيرة رغم مقاطعتك للشاشة الفضية مسبقا لسنوات؟

لا أنكر أنني لفترة طويلة كنت أركز على السينما وكنت أخشى التليفزيون لأنه كان هناك فارق تقنيات كبير بين الاثنين، كما كنت مشغولا دائما بالأعمال السينمائية التي لم تكن تسمح بوجود شريك لها. لكن حدثت طفرة في السنوات الأخيرة جعلت الدراما متقدمةً جدا ومغرية لأي فنان من حيث التقدم في الموضوعات والتصوير والتقنيات. ولهذا تحمست وعدت للدراما بكل حب.

دخلت الدراما التلفزيونية بمسلسل "الداعية" وقد أحدث هذا الأمر لغطا كبيرا خاصةً مع الحرب الشرسة على تشن على بعض الدعاة. فلماذا اخترت هذا الموضوع؟

بكل أمانة، كنت في فترة متخوفاً من الموضوعات التي تتناولها الدراما وكنت أبحث عن شيء يجعلني أتحمس لتقديم الدراما حتى عرضت علي فكرة مسلسل "الداعية". ولأن الفكر مثيرة للجدل وفيها الكثير من المحاور الإنسانية والنفسية والسياسية التي كانت مثار جدل كبير، قررت أن أدخل الدراما بهذا الموضوع. كانت مغامرة محسوبة لأنها مكتملة الأركان الفنية والمهنية والفكرية، والحمد لله نجح المسلسل في تقديم صورة حقيقية وواقعية عن شخصية أحد الدعاة الشباب.

هاني سلامة
بعد نجاحك في "الداعية"، ما هي الشروط التي وضعتها لتستكمل مسيرتك بالدراما؟

نجاح "الداعية" الكبير زاد من مخاوفي جداً، فلم يكن من السهل استكمال المسيرة بنفس النجاح، وكانت أهم شروطي وجود فكرة أو موضوع مختلف تماماً ومثير للاهتمام وحقيقي. وعندما وجدت فكرة مسلسل "نصيبي وقسمتك" سعدت جداً حيث كانت عبارة عن ثلاثيات، كل ثلاث حلقات "حدوتة" مختلفة وممثلين مختلفين. كان هذا الأمر ممتعاً ورائعاً وتسبب لي في حالة من الانتعاش الفني والرضا. ونجح المسلسل بقوة. ووجدت أن الدراما يمكن أن تكون رائعة إذا تحققت لها أسباب النجاح من دقة واختيار وتركيز.

منذ ثلاثة أعوام تتعاون تلفزيونيا مع المخرج رؤوف عبد العزيز حيث قدمتما معا "طاقة نور" و"فوق السحاب" و"قمر هادي"، فما أسباب هذا التكرار في التعاون؟

بالتأكيد لن يتكرر التعاون مع مخرج أو منتج أو مؤلف إلا إذا كان هناك تفاهم عظيم بين الممثل وبينه، وهذا بالضبط ما يحدث مع رؤوف عبد العزيز، فهو مخرج ومدير تصوير عظيم في رأيي. وهو ملتزم ودقيق ومبدع وموهوب ومتفاهم. وأشعر معه أنني في يد أمينة، وهو قادر دائما على التطوير والإبداع، لذلك أتعاون معه وأنا مغمض العينين. كما أنه صديق شخصي لي، لكن بعيد تماما عن أسباب الاختيار فلي كثير من الأصدقاء ولكن الصداقة وحدها لا تخرج عملاً فنياً مهماً ومميزاً.. وأنا شخص عملي ولا أجازف.

هناك اتهام يتردد بأنك من يختار فريق العمل بالمسلسلات التي تقوم ببطولتها، فما صحة ذلك؟

لا أعلم من أين تنطلق مثل هذه الشائعات التي أعتبرها مغرضة، وهذا غير حقيقي بالمرة، فأنا أحترم عمل الآخرين. أنا ممثل بالنهاية، والمخرج هو صاحب وجهة النظر الوحيدة في الاختيار، سواء كانت على صواب أو خطأ. أنا قد أبدي رأيا استشاريا من باب الصداقة فقط، إذا وافق المخرج كان بها وإن تعارض مع رأيه فهو الأول والأخير في اتخاذ القرار.

حدثنا عن سبب اختيارك تحديدا لمسلسل "قمر هادي" لتقدمه هذا العام في رمضان؟

نوعية الأعمال التي تنتمي لما يسمى "السيكودراما" نوع "مستفز" وجاذب لأي فنان، وهو تحد لقدراته كممثل. وأنا قبلت التحدي ووافقت على الدور بكل عناد وحماس لأن الشخصية كانت شديدة الاختلاف عن كل أدواري السابقة سواء في السينما أو التلفزيون. وربما لأنني قدمت أنواع الأكشن والجريمة في أعمالي الأخيرة، كنت مصمماً على تقديم نوع مغاير تماماً لما سبق. لذا عندما عُرضت علي فكرة "قمر هادي" وشخصية "هادي أبو المكارم" رحبت بها على الفور. وبكل صدق استمتعت جدا بالمسلسل وبفريق العمل وأسعدني أكثر إعجاب الناس وإشادتهم بالمسلسل.

يقال إنك تعرضت لضغوط نفسية شديدة أثناء التصوير وتوجهت لطبيب نفسي، فما حقيقة الأمر؟

من ناحية الضغوط النفسية، فهذا حقيقي لأن شخصية "هادي أبو المكارم" من أصعب الشخصيات التي قدمتها لأنه شخصية مريضة ومتقلبة، وكل لحظة بحال وتكسوه حالة من الغموض في انفعالاته وتصرفاته. هذا جعلني أمام انفعالات متوترة وغامضة، وكان علي أن أكون في كل لحظة بحال، حسب الشخصية. هذا الأمر وترني نفسيا بشكل كبير جداً حيث شعرت أني أجسد 20 شخصية بالحلقة الواحدة. وفعلاً، نصحني البعض بالتوجه لطبيب نفسي حتى أستوعب شخصية مريضة نفسيا مثل التي أجسدها، لكنني رفضت وقررت أن أقدمها بأحاسيسي حتى تخرج طبيعية وليست مرسومة ومصطنعة.

ما أسباب ابتعادك عن السينما لمدة تقترب من ثماني سنوات؟ وهل هذا يعود لاقترابك من الدراما؟

الدراما لم تبعدني عن السينما طبعاً، فهي الحب الأول في قلبي وهي بداياتي وشهرتي، وحبي للتمثيل جاء من خلالها، لكن لا بد من عودة قوية تليق بسنوات الغياب. لم أجد عملا قويا يعيدني بالشكل الذي يناسبني ويناسب جمهوري. حقيقةً، أنا اشتقت للسينما وأعد الجمهور بالعودة قريباً.

ترددت أقاويل عن شروعك في بطولة فيلمين للسينما هما "شر الحليم" و"المدد"، فما صحة ذلك؟

فيلم "المدد" لا أعرف عنه أي شيء، وفوجئت بالشائعات مثل الجميع. لم يُعرض عليّ ولم أتواصل مع أي فرد من صناعه. ربما رشحوني لبطولته، لكن لم يحدث أي تفعيل للموضوع. أما فيلم "شر الحليم" فهو مشروع فعلا موجود أمامي وأعمل عليه منذ فترة وأنا معجب به جداً، لكنه مؤجل لبعض الوقت وأبحث عن شيء آخر أعود به للسينما.