خبر

الكوربة.. حكاية ميدان شيده أجنبي وأصبح من أهم معالم القاهرة

"ميدان الكوربة".. أحد أرقى الميادين بمحافظة القاهرة، التابع لحي مصر الجديدة، حيث يتميز بطراز معماري بلجيكي وزخارف تمزج بين الطراز الشرقي والغربي، ويرجع تاريخ إنشاء هذا الحي لأكثر من 100 عام على يد المهندس البلجيكي البارون إدوارد أمبان، المعروف بقصره الشهير "البارون"، أحد أبرز ملامح منطقة مصر الجديدة، التي ساهم في إنشاء معظم مرافقها.

وفي حديث لـ"العربية.نت" مع الدكتورة شيرين صادق، أستاذة التاريخ بجامعة عين شمس حول هذا الميدان، أوضحت أن الحكومة المصرية تعاونت مع المهندس البلجيكي البارون إدوارد أمبان عام 1905 بمنحه حق الامتياز لإنشاء ضاحية جديدة بمساحة 5952 فدان صحراوي، لتنشيط التنمية المحلية من خلال إنشاء المشروعات السكنية وتوصيل المرافق لهذه المنطقة لجذب السكان من أنحاء القاهرة.

لذلك قام بإنشاء أول خط للمترو عام 1910، وذلك لتربط بين منطقة عين شمس القديمة وعين شمس الجديدة، حيث كانت تسمى هذه المنطقة باسم "هليوبوليس" باللغة الهيروغليفية والتي تعني "مدينة الشمس".

ولذلك حرص البارون على تصميم هذه المنطقة بطراز معماري متميز للمباني والشكل العام للميدان الذي يتميز بشكله المثلث، الذي كان السبب في تسمية هذا الميدان، حيث ترجع كلمة "الكوربة" إلى اللغة الإيطالية التي تعني الانحناءة أو القوس، وذلك لتصميم الحي بشكل مثلث، حيث كان هذا التصميم المعماري أحد الأشكال الحديثة في هذا الوقت، ولم يسبقه أحد في استخدامه في الميادين المصرية، لذلك جاءت تسمية "الكوربة" على الميدان نسبة إلى الشكل المنحني لهذا الحي.

الكوربة
الكوربة

وأضافت صادق أن هناك بعض الروايات التي تنسب اسم "الكوربة" إلى محصلي التذاكر الأجانب الذين كانوا يعيشون في مصر من الجنسيات الأوروبية المختلفة، منها البلجيكية والفرنسية الذين كانوا يطلقون عليه اسم "لاكورب" التي تعني المنحنى أو القوس.

ويمتد ميدان "الكوربة" بدءاً من شارع الأهرام، الذي يمتد حتى قصر الرئاسة، مروراً بكنيسة "البازيليك" حتى "قصر البارون" أمبان.

ويسعى سكان ميدان "الكوربة" إلى المحافظة على الشكل الجمالي المميز لهذا الميدان والطراز المعماري المتميز والحدائق الواسعة.

كما حرص البارون أمبان في تصميمه لحي مصر الجديدة المزج بين الطابع المعماري الشرقي والغربي ليتناسب مع سكانه. كما حرص البارون على تقسيم الحي إلى مناطق مختلفة لكل منها معايير معمارية طبقاً لنوعية الحياة التي ستكون سائدة فيها، بدءاً من الفيلات والقصور حتى الحدائق العامة والملاهي الخاصة بالأطفال.

كما خضعت المباني لقواعد صارمة من حيث الارتفاع المحدد لها حرصاً على حركة الطيران كما تم تخطيط الشوارع في بعض المناطق بهذه المنطقة، مثل هليوبوليس على هيئة نجمة قلبها كاتدرائية "البازليك" لتتلاقى عندها الشوارع الرئيسية.