في رحلة الحياة، صراعات تدخلها "شمس" التي تعمل كسائقة "أوبر" في مدينة جدة السعودية، ورغم المصاعب التي تمر بها من أجل توفير حياة آمنة لها ولابنها، إلا أنها تصطدم برغبته في السفر بعيدا عنها من أجل تحقيق حلمه.
تلك هي قصة الفيلم السعودي القصير "نور شمس" للمخرجة فايزة أمبة، الذي يشارك ضمن مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الجونة السينمائي، وعرض للمرة الأولى مساء السبت ولاقى استحسان وترحيب كبير من الجمهور الحاضر.
مادة اعلانية
الفيلم الذي يمثل التجربة الأولى لبطلته عائشة الرفاعي، ويتقاسم معها البطولة أحمد صدام، كان لـ "العربية.نت" لقاء مع بطليه، عقب الانتهاء من عرضه.
حيث أعربا عن سعادتهما بمشاركة الفيلم ضمن مهرجان الجونة السينمائي، وردة الفعل الكبيرة التي حصل عليها العرض، حيث كانت المقابلة عادة ما تنقطع بسبب مباركة يحصلان عليها من فنان مصري حاضر أو فرد من أفراد الجمهور.
عائشة أكدت أن ترشيحها جاء بعد مشاركتها في مسرحية ضمن موسم جدة، ووقع اختيار المخرجة عليها وقتها، وعملا معا لـ 5 أشهر كي تصل إلى المستوى الذي قدمته في الفيلم.
حيث عملت معها المخرجة كثيرا كي تصل إلى مرحلة الإحساس بالكلمات دون أي تصنع، فيما أشار أحمد صدام إلى كونه منذ الـ 14 من عمره، وهو يقدم فن الراب.
ملصق فيلم نور شمس
وحينما كان في الثامنة عشرة من عمره شارك في أحد المسلسلات، وتواصلت مشاركاته الفنية، حتى وقع اختيار فايزة أمبة عليه، معتبرا أن الفيلم يتضمن حاله إنسانية، وحينما يراه المشاهد سيصل إلى حالة إحساس تجعله يندمج بشكل كلي مع العمل.
وأوضح صدام أن الصناعة الفنية السعودية صارت كبيرة للغاية، وكان هناك ترحيب كبير من القائمين عليها بعد أن منحوهم التصاريح، وهو ما يبشر بأن يكون المستقبل باهر.
علاقة الأم بابنها صدقها الجمهور رغم فارق السن البسيط بين الثنائي، وهو ما علقت عليه عائشة وأرجعت الفضل إلى المخرجة، خاصة وأنها لم تلتق بزميلها من قبل، ولم تستمع إلى أغانيه، وهو ما مازحها عليه زميلها قائلا "مع إني مطرب مشهور".
وتابعت البطلة لتؤكد أن المخرجة كانت تستضيفهما في منزلها، وكانت عائشة تطهو له الطعام بنفسها من أجل إزالة كافة الحواجز، كما أوضحت أن لديها شقيقة تزوجت وهي في سن صغير.
لذلك صارت البطلة خالة وهي في المرحلة الابتدائية، ما جعل الأمر يبدو سهلا بالنسبة إليها، كما أنها قبل بدء التصوير بأسبوع، اصطحبتها المخرجة إلى الحارة التي تم التصوير بداخلها، ما ساهم في إزالة الرهبة بداخلها، وجعلها تتأقلم بشكل طبيعي للغاية.
وفيما يخص تطلعاتها كممثلة، أكدت عائشة أن مصر هي أم الفنون، وهي تعشق النجم المصري عادل إمام وقدرته على إضحاك الجميع بنظرة واحدة، وهي من جانبها تهوى التمثيل الكوميدي، وشعرت خلال التصوير أنها لم ترهق المخرجة في اتقان الشق الكوميدي للشخصية.
وحول التغيير الحادث في المملكة العربية السعودية وتأثيره على الفن، أكدت عائشة أن المملكة بها العديد من المواهب وكذلك هناك العديد من الإمكانيات، مشيدة بالاهتمام الشديد الذي يقدمه الملك سلمان وولي عهده للمواهب السعودية، وكذلك الاهتمام المقدم من المستشار تركي آل الشيخ في كل مواسم جدة.
معتبرة أن الهدف من كل هذه الأمور هو الوصول للعالمية، وهو ما سيصلون إليه بمشيئة الله، متمنية أن تشارك في تجارب مصرية مستقبلا.
فيما أكد صدام أن الصناعة السعودية في تطور وتقدم كبير، ورغم أنها متواجدة منذ سنوات طويلة، إلا أنها لم تكن بهذا الشكل الواسع في الوقت الحالي، حيث صار هناك دعم كبير مؤخرا في كافة المجالات.
وحول مشروعه المستقبلي رفض صدام أن يتم تصنيفه كممثل فقط أو "رابر"، ورأى أنه فنان يجسد من خلال الفن حالة مزاجية وحالة إنسانية مهما اختلفت التصنيفات، وفيما يخص مثله الأعلى أكد على كونه خريج للمدرسة المصرية، وهو يحب بشكل خاص أحمد حلمي وكريم عبد العزيز وأحمد السقا، حيث كانت أعمالهم تؤثر فيه بصغره، وتمنى أن يلتقي معهم فنيا في المستقبل القريب.