موقفان كان لهما الأثر الأكبر في تغيير مسار وحياة الفنان المصري الراحل سعيد عبدالغني الذي غيبه الموت، اليوم الجمعة، عن عمر ناهز الـ81 عاماً.
الموقف الأول حدث خلال حرب يونيو من العام 1967 حيث كان الفنان الراحل يعمل صحافياً بالقسم العسكري بصحيفة "الأهرام"، وخلال تغطيته لأحداث الحرب تعرض لصدمة شديدة عقب رؤيته لجثث وأشلاء الجنود المصريين، وقتل عدد من أصدقائه أمام عينيه.
وعقب الحرب عاد عبدالغني لمنزله، وظل لمدة 10 أيام كاملة لا يتحدث مع أحد ولا يتناول الطعام، ورفض منذ تلك اللحظة ارتداء أي ألوان في ملابسه سوى اللون الأبيض لكراهيته للون الأسود الذي يذكره بالحداد على أصدقائه، وبعدها طلب من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير "الأهرام" آنذاك، نقله للقسم الفني وعدم إعادته للعمل في القسم العسكري وبالفعل حقق له هيكل رغبته.
وعقب عمله بالقسم الفني، حدث المسار الثاني في حياة الفنان الراحل، فقد ارتبط خلال عمله بقسمه الجديد بصداقات عديدة مع الفنانين المصريين، ومن خلالهم عشق الفن واتجه للعمل به، وأثناء تلك الفترة ارتبط بقصة حب مع شقيقة الفنانة الكبيرة زهرة العلا، توجت بالزواج وأنجب منها ابنه الفنان أحمد سعيد عبدالغني.
بداية حياته الفنية كانت على خشبة المسرح وكانت أول مسرحياته "القرار" تلاها بالعمل في مسرحية "جبل مغناطيسي" على مسرح الطليعة عام 1973، وكانت أول أعماله السينمائية فيلم "الفاتنة والصعلوك" مع ميرفت أمين وحسين فهمي، ثم شارك في فيلم "العصفور" للمخرج يوسف شاهين ثم تبعه بدور آخر في فيلم "المذنبون"، وبعدها توالت أعماله.
قدم سعيد عبد الغني نحو 190 عملاً فنياً، ورغم انخراطه في العمل الفني، لم يترك عمله الصحافي حتى مرضه الأخير، حيث ظل مسؤولاً عن صفحة السينما في جريدة "الأهرام المسائي" التابعة لمؤسسة "الأهرام" الصحافية.
وفي العام 2017 أقيمت الدورة الـ65 لمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية، وشهدت آخر ظهور للفنان الراحل حيث تم تكريمه في المهرجان، وبدا شاحباً ويعاني من فقدان الوزن بشكل كبير ما تسبب في قلق زملائه.
نال سعيد عبدالغني وسام الدولة من الطبقة الأولى للفنون، كما حصل على جائزة "أفضل ممثل دور ثان" عن فيلم "أيام الغضب".