حصدت قصة صانع السفن السعودي، علي الشطي، التي وثقها فيلم السيرة "أبو ناصر"، النخلة الذهبية عن فئة أفضل موضوع لفيلم وثائقي في مهرجان أفلام السعودية المختتم الجمعة في مدينة الظهران.
ويوثق فيه الأخوان السعوديان حسن وسعيد الجيراني سيرة وثائقية لقصة أبي ناصر، الذي يمثل جيلاً وحقبة عايشتها المنطقة الشرقية منذ الطفرة، ويستعرض تلك الفترة وما فيها من تحولات اجتماعية واقتصادية من خلال قصص ترويها الشخصية الرئيسية فيه.
وينقلان حديث أبو ناصر في الفيلم الذي مدته 30 دقيقة بأسلوبه البسيط المحبب والقريب من المشاهد، معبراً عن عمق تجربته التي خاضها في مواجهة ظروف صعبة، تخللت مسيرة حياته التي فقد فيها الكثير ولم يفقد الأمل يوماً بفضل قوة عزيمته وجمال روحه الملهمة للكثير.
أبو ناصر الذي تناولت "العربية.نت" تفاصيل واسعة من قصته في وقت سابق، ينحت نماذج مصغرة من سفن البحر بشكل متقن بكفه اليسرى بعد أن فقد يمينه في حادث عمل وسط البحر، البحر الذي يعيش بجانبه أبو ناصر مهادناً أحياناً وغادراً في أحيان أخرى.
يحكي عن البحر الذي أخذ منه أعز أصدقائه في مشهد غادر آخر يستعرضه من خلال قصص يرويها في الفيلم الغني بالمشاعر وبعض الطرائف والشعر الذي يحفظه أبو ناصر وأرشيف الصور الكبير الذي يمتلكه.
وكشف "الأخوان الجيراني" أنهما اختارا موضوع أبو ناصر الذي استغرقت عملية تصويره قرابة الأربعة أيام وقرابة الشهر في مونتاجه، لتنوع مناحي شخصيته بين الفن المتمثل في التصوير والأدب المتمثل في الشعر والحرفة المتمثلة في نحت الخشب، كونه ملهماً بقصة إنسانية فيها العديد من المحطات المتباينة.
ويقدمان عبر الفيلم رسالة إنسانية لعدم الاستسلام لأي ظرف كان وتجاوز محن الحياة وقسوتها بقلب كبير وروح مرحة لا تعرف اليأس.
ويذكر حسن أن الفوز لم يكن متوقعاً، مرجعاً هذا الحدس إلى وجود أسماء كبيرة مشاركة لها تجربتها الأطول نسبياً في صناعة الأفلام إلا أن موضوع الفيلم كان الورقة الرابحة أمام فارق التقنيات وضخامة الميزانيات، معتمدين بساطة الإنتاج وعمق المحتوى.
ويؤكد على أن هذا الفوز سيعزز لخط يحاولان انتهاجه في إنتاج نوع من الأفلام الوثائقية التي تحاكي قضايا المجتمع بصورة بسيطة غير متكلفة إنتاجياً وعميقة في المحتوى والقصة.
ولم يكن ذلك الفوز الأول لفيلم "أبوناصر" حيث فاز بالمركز الثاني في مهرجان الأحساء للأفلام الاجتماعية في دورته الأولى عن فئة فيلم وثائقي.
يذكر أن حسن هاوٍ للتصوير وإنتاج التقارير والأفلام القصيرة، شارك في إخراج ومونتاج عدد من الأفلام، وأما سعيد فهو منتج لمجموعة من الأفلام القصيرة والأفلام التعريفية بالفنون البصرية، نظم العشرات من معارض الفن التشكيلي بالمنطقة الشرقية، وأحد أبرز أعمالهما فيلم "ابن الأرض" الحاصل على تكريم الملحقية الثقافية للسفارة الأميركية في مدينة الرياض.