تاريخ فني طويل كتبه الراحل محمود الجندي، الذي رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح الخميس عن عمر يناهز الـ 74 إثر أزمة صحية تعرض لها.
وبعيدا عن الساحة الفنية كانت هناك محطات ظل الجميع يتذكرون الجندي من خلالها، وتحدث عنها باستفاضة في عدد كبير من لقاءاته التلفزيونية.
والبداية كانت في عام 1967 حينما تخرج محمود الجندي في معهد السينما محملا بالطموحات والأحلام الفنية، إلا أنه بدلا من ذلك التحق بالجيش المصري وبات جنديا مقاتلا.
وفي تلك الفنرة روى الجندي أنه كان يرغب في تقديم العديد من الأدوار الفنية، لكن الجميع فوجئوا باندلاع الحرب والتحق بعدها الجندي بالجيش كضابط احتياط وظل في القوات المسلحة 7 سنوات كاملة.
ولم يكن الجندي وحده من التحق بالجيش بل تواجد معه عاطف الطيب وأحمد عسر، واختتم الفنان الراحل مرحلة الجندي المقاتل بمشاركته في حرب أكتوبر عام 1973.
وبعد اجتيازه تلك المرحلة، ومشاركته بأعمال فنية كثيرة لمع اسمه من خلالها، بدأ يعيش مرحلة الشك والغرور، حيث كان يرى أنه من يصنع النجاح لنفسه.
إلا أن الحريق الذي نشب في شقته وتسبب في وفاة زوجته الأولى، كان له أثر كبير في نفسه، حيث أعاد التفكير فيما كان يفعله بحياته، ورأى أن الدنيا زائلة.
وروى الجندي من قبل أنه قبل نشوب الحريق توفي زميله مصطفى متولى، وبعدها نشب الحريق في منزله، وحينما كان يحاول إخماد النيران وجد أن الكتب الخاصة بالشك تحترق ما أوصل إليه رسالة بعينها.
فما كان منه إلا إعادة التفكير في معتقداته، حيث توفيت زوجته ومن قبلها صديقه، فقرر أن يبتعد عن طريق الشك وعاد إلى طريق الحق مرة أخرى.
وفي زيجته الثالثة من الفنانة عبلة كامل، لم يرغب الفنان الراحل في استمرار الزيجة، معللا ذلك بأنه يرفض لقب "زوج الست" بعدما وجد أن عبلة كامل تفوقه في نجاحها.
والأصعب من ذلك أن الأدوار التي كانت تعرض على الجندي في تلك الفترة كانت تأتي تقديراً لزوجته ومكانتها الفنية ومجاملة لها، وهو ما دفعه للانفصال عنها رغم الاحترام الذي يكنه لها، إلا أنه لم يرغب في استمرار هذه المعاناة.