برز مصطلح "كنداكة" باحتجاجات السودان، في إشارة إلى صمود المرأة وقدرتها على المواجهة وتحقيق الانتصار، لينتشر وسط الإعلام الشرقي والغربي. وقد استخدم التعبير نفسه في اللغة الإنجليزية kandaka.
ماذا تعني كلمة "كنداكة"؟
يشير هذا اللقب الغارق في التاريخ إلى زوجات الملوك في العصور القديمة، وإلى الملكة نفسها، حيث إن المرأة حكمت في فترات عديدة من تاريخ السودان في الممالك النوبية شمال البلاد، التي تعرف بكوش.
وارتبط هذا اللقب بالملكات الحاكمات ويعني "المرأة القوية"، وبالتحديد اثنين من أوائل النساء اللواتي كن من أعظم ملكات مملكة مروي.
الأولى هي الكنداكة أماني ريناس أو (أماني رينا)، ولدت عام 40 قبل الميلاد وتوفيت عام 10 ميلادية. كانت زوجة الملك المروي تريتكاس وخلفته على العرش بعد وفاته. أطلق عليها لقب كنداكة عندما كانت زوجة أولى للملك وذلك وفق ما جرت عليه العادة في مملكة مروي.
غير أن اللقب اكتسب في عهدها معنى جديداً هو أقرب إلى وصف الملكة العظيمة. وأخذت هذا التبجيل من خلال دورها الكبير في التصدي للجيوش الرومانية الغازية من الشمال بعد دخول الرومان لمصر، ومن ثم مهاجمتهم نبتة عاصمة مملكة كوش. وانتهى النزاع باتفاقية سلام كان للملكة الكنداكة وخططها الحكيمة دوراً فيها، ولم يعد الرومان لمهاجمة الكوشيين.
أما الكنداكة الثانية فقد اعتلت عرش مروي بعد وفاة الملكة أماني ريناس وهي الملكة أماني شاخيتي، ويختلف المؤرخون حول صلة القرابة بينهما، هل الثانية هي ابنة الأولى أو أختها، فيما يقال إنها الزوجة الثانية للملك تريكتاس.
وحققت الكنداكات الرفاهية والثراء لهن وللشعب، كما تمتعن بالقوة والإرادة. واستطاعت الملكة أماني شاخيتي أن تشيد القصور والمعابد، حيث توجد بقايا أطلالها حتى اليوم.
وبفضل هاتين الملكتين، أصبحت كلمة "كنداكة" خالدة على مر العصور في التاريخ السوداني، لتستعاد الآن بقوة في تظاهرات السودان مع غناء الثائرات "حبوبتي كنداكة".