مسيرة فنية طويلة قدمتها الفنانة الراحلة محسنة توفيق، التي رحلت عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء عن عمر يناهز الـ 80 عاما بعد صراع مع المرض.
وفي آخر ظهور تلفزيوني لها تحدثت محسنة توفيق عن كواليس مسيرتها الفنية، وكيف جاءت البداية بالصدفة حينما كانت طفلة بمدرسة "غمرة" الابتدائية، حيث كانت تتابع بروفات عمل مسرحي تستعد له المدرسة.
وحينما شاهدت الدور الذي تجسده البطلة، مازحت صديقتها قائلة "لو كانوا ادوني الدور"، وهي الجملة التي سمعها المخرج فقرر أن تؤدي الدور إلى جوار زميلتها، بحيث تكون هناك شخصية رئيسية وأخرى بديلة لها.
وحينما عادت إلى منزلها ظلت تتمرن على الدور وتتحدث إلى المقعد وكأنه الشخصية التي تحاورها، وفي اليوم الخاص بالبروفة الرئيسية قدمت الدور هي وزميلتها، فما كان من المخرج إلا أن قرر أن تكون محسنة توفيق هي البطلة الرئيسية.
ذلك الأمر الذي أصابها بالحزن الشديد خاصة وأنها حصلت على الدور من زميلتها، لكنها تحملت المسؤولية وفي يوم العرض فوجئت بإشادة كبيرة من قبل مدير التعليم الابتدائي الذي أعلن عن منحها جائزة التمثيل.
وتحدثت محسنة توفيق عن علاقتها بالمخرج الراحل يوسف شاهين، معتبرة أن أهم ما كان يميزه هو إحساسه بالمجتمع الحقيقي، مشيرة إلى كونها غضبت منه بشدة بسبب الدور الذي منحه لداليدا.
حيث كان من المفترض أن تقوم هي بالدور وصورت أجزاء منه، إلا أنه قرر الاستعانة بداليدا نظرا لشهرتها العالمية، فما كان منها إلا أن قالت له "أنا مش مسامحاك يا يوسف".
وشعرت بحزن شديد حينما شاهدت الفيلم، خاصة وأن الدور كان بعيدا للغاية عن داليدا ولم تظهر فيه بشكل جيد، وكانت هي ترغب في أن تقوم بالدور.