منذ الإعلان الأول لمسلسل "العاصوف" بجزئه الثاني وتناول الإعلان أحداث العملية الإرهابية على الحرم وحادثة "جهيمان" (1979)، بدأ التفاعل مع المسلسل وقد ازداد هذا التفاعل يوماً بعد يوم، خاصة وأنها المرّة الأولى التي يتم فيها التطرق لهذه الحادثة في الدراما السعودية والعربية.
وقد ظهر مؤخراً دور جيهمان في المسلسل، والذي أداه بكل احتراف وجدارة الفنان السعودي يعقوب الفرحان.
وأوضح الفرحان في حديث مع "العربية.نت" أن "الوقت حان ليتعرّف المجتمع على قصة هجوم الحرم وأسبابها ونتائجها على مجتمعنا".
وتحدث الفرحان عن كيف تم اختياره لأداء هذا الدور في المسلسل قائلاً: "تلقيت اتصالاً من الأستاذ عبدالرحمن الزايد، الذي طلب مني أن أقوم بزيارته في منزله، رافضاً الإفصاح عن السبب. وبمجرد وصولي لبيته، أخبرني عن المسلسل وعن رغبة القائمين عليه بإسناد شخصية جهيمان لي، وقبلت ذلك دون تردد".
وأضاف: "الفن ابن الوعي، وأنا مؤمن بأن الجمهور بات أكثر وعياً وأكثر استيعاباً، وأنا أرى أن حادثة اقتحام الحرم قصة تخص كل السعوديين، فهي ليست مرتبطة بمنفذيها بل بالأفكار التي أوصلتهم لذلك، وهذا ما جعلني أقبل التحدي في تقمّص شخصية من هذا النوع. دور الفنان هو الوصول لمناطق بعيدة من أجل المتابع".
وتابع: "أنا سعيد للغاية، فلا أجمل من أن تكون ضمن فريق مؤمن بأهمية ما يعمل عليه، لذا يبقى مسلسل العاصوف العمل الأكثر مشاهدة في السعودية، والفخر لي بأن أكون ضمن العاملين فيه هذا العام، وهي بلا شك تجربة مهمة لي".
وحول الشخصية التي يؤديها، قال الفرحان: "شخصية جهيمان هي حسب قراءتي شخصية نرجسية، وهذا النوع من الشخصيات تكون الأنانية عالية لديها، ويسهل عليها جذب كثير من الناس حولها، خصوصاً البسطاء وصغار السن. حاولت جمع أكبر قدر من المعلومات عنه، من خلال مذكرات ناصر الحزيمي وبعض الفيديوهات التي وثّقت الحادثة ولقاءات من زاملوه أو التقوه شخصياً".
وأكد أنه واجه "الكثير من الصعوبات مع أداء هذه الشخصية"، مضيفاً: "الممثل المحترف عندما يقدم شخصية حقيقية، يقوم بتحييد ملكة الخيال التي يتمتع بها، ويركز أكثر على البحث، ومع ندرة المعلومات حول الشخصية، كانت المهمة أصعب، ولكن استطعنا الوصول لمقاربة مقنعة.. وكلي ترقب لردة فعل المتابعين".
في سياق آخر، تحدث الفرحان عن فيلم "المسافة صفر" الذي فاز بجائزة "أفضل فيلم" في مهرجان الفيلم السعودي، قائلاً إن "العمل كان من النوع التشويقي، وكان مكتوباً بطريقة ذكية ونفذ كذلك بطريقة مبهرة. أعتقد أننا مقبلون على فترة ذهبية للصناع الجدد، وأتمنى أن تصل هذه الموجة الخلاقة لترفع من مستوى الإنتاج الدرامي التلفزيوني".
واستطرد: "أنا لستُ مقلاً، لكنني انتقائي في أعمالي الفنية. ومع الوضع النمطي للدراما المحلية، أجد نفسي في السينما أو المسرح، فمساحة العمل الفني هناك أكثر، ولا شروط من المعلنين أو قيود من المحطات".
وبيّن أن "النصوص الجيدة مفقودة، وكذلك الابتكار والخيال، والكل لديه أفكار جيدة، ولكن كتابتها كقصة وسيناريو يحتاج جهدا إبداعيا أكبر".
وعند سؤاله إذا كان سيجتمع مع زوجته الفنانة ليلى اسكندر في عمل مشترك قريباً، رد الفرحان: "كثيراً ما يصلني هذا السؤال، ودائماً أقول: أتمنى. لا أحد يكملني إنسانياً وفنياً أكثر من ليلى، من هنا أنتظر العمل الذي يستحق أن نشترك فيه سوياً، وإذا لم أجد من ينتجه، فأستنجه أنا متى استطعت".