باللهجة الشامية والديكورات الدمشقية قدم الفنان السوري نوار بلبل عرضه "مولانا" على أهم المنصات العالمية للمسرح من خلال مشاركته في مهرجان أفينيون الفرنسي.
وتتحدث المسرحية عن التطرف الديني والتسامح بين الشعوب، وتطرح بجرأة واقع المجتمع السوري ما قبل اندلاع الثورة، وتكشف أسلوب هيمنة مؤسسات النظام على المؤسسات الدينية بهدف التحكم بالعقل الجمعي المقموع سياسيًا، والمكبوت اجتماعيًا.
وتدور شخوص وأحداث المسرحية في دمشق، العاصمة التي تضم ضريح الشيخ محيي الدين بن عربي، أحد أهم المؤسسين لنزعة الانفتاح وفلسفة الحب والتسامح، في تاريخ الفكر الإسلامي.
وتنقل المسرحية بتفاصيلها الفريدة وديكوراتها البسيطة بعض أجواء ويوميات الحي الدمشقي الشيخ محيي الدين.
بطل المسرحية عابد شخص مضطرب يعاني العزلة والاضطهاد من العائلة والمجتمع بسبب أفكاره المختلفة عن محيطه، وجد السكينة في مزار الشيخ محيي الدين بن عربي، حيث يجلس قرب ضريحه، يحدثه عن ازدواجية القيم في بيئته وعن الألم الذي يعيشه وبأنه يكاد يصل إلى حد الجنون من كثرة الضغوط، بعد أن طرده الجميع من مجالسهم لعدم انصياعه التام للأوامر.
وقال نوار بلبل لـ"العربية.نت": "مسرحية (مولانا) تحكي عن الكوادر الدينية المرسومة في سوريا وعن تسييس الدين بكافة أشكاله، وتواطؤ السلطة الدينية والسلطة السياسية لتجهيل المجتمع وتأطيره. عابد من هذا المجتمع وقد حاول أن يخرج من هذا الإطار بمساعدة صديقه عمران العلماني والفنان التشكيلي، لكن هذا الغول المجتمعي والديني والسياسي أسقط عابد كما أسقط قبله عمران".
ومع وجود ترجمة مرافقة لم تشكل اللغة عائقاً أمام الجمهور الفرنسي الذي عبر عن إعجابه الشديد بمهارة بلبل في التمثيل وطريقته في معالجة الفكرة.
تنتمي المسرحية إلى عروض المونودراما، واستطاع بلبل أن يجسد ببراعة من خلال شخصِه ست شخصيات مختلفة. ألفَها الكاتبُ السوري فارس الذهبي عام 2007، ثم عدلها بلبل وأخرجَها عام 2018، وعرضها في العديد من العواصم الأوروبية، كما كُتب النص باللغة العربية وتُرجم إلى الإنجليزية والفرنسية.
وصُنفت المسرحية من بين أهم العروض المشاركة في المِهرجان من أصلِ 1600 مسرحية عالمية. وتحتضن مدينة أفينيون الفرنسية كل سنة منذ عام 1947 مهرجاناً للمسرح تشارك فيه مئات العروض المسرحية من جميع أنحاء العالم.