غياب المطرب هيثم شاكر 5 سنوات عن الساحة الفنية لم يكن عادياً، فقد حمل الكثير من الأسرار والغموض. وكانت عودته أيضاً غير عادية، حيث أطلق ألبومه الجديد "معرفة قديمة" ليحتل مراتب متميزة بين ترتيب الأغاني العربية.
وفي حوار مع "العربية.نت"، تحدث هيثم عن الكثير من أسرار غيابه وعودته إلى الفن.
- هناك ردود أفعال كثيرة حول إعلانك عن مرضك بالسرطان الذي أخفيته لأعوام.. فلماذا كشفت عن ذلك الآن؟
اكتشفت منذ 6 سنوات تقريباً إصابتي بسرطان في المعدة والقولون. كان الخبر صادماً واعتبرته اختبارا كبيرا جداً وأكبر محنة يمكن أن أتخيلها. اضطررت لأن أكون شخصاً آخر وتتحول حياتي فجأة إلى حياة لا أعرفها. فقد دخلت في معركة غير متوقعة وغير مفهومة، لذلك قررت أن أخفي الأمر عن الجميع. وفضلت ذلك حتى لا يراني أحد وأنا ضعيف أو مريض، ولم أكن أعلم إلى أين سأصل، لذلك فضلت أن أخوض رحلتي في صمت، وعندما تعافيت والحمدلله أعلنت للناس عن ذلك وأنا في كامل صحتي.
- ما الذي منعك أو أخافك من الإعلان وقتها؟
في الحقيقة لم أكن أحب أن يتم تناول مرضي بشكل مشفق أو حزن أو استعطاف أو حتى يتهمني أحد بأنني أحاول المتاجرة بالمرض كما يحدث لكثير من المشاهير. رأيت أنني في محنة تتطلب السرية، وكنت أسافر إلى بريطانيا حيث تم العلاج هناك واستئصال جزء من المعدة، لهذا فضلت أن أعلن شفائي وليس مرضي. كما قررت أن أعلن عن ذلك بعد أن ينجح ألبومي بشكل كامل ويحقق المرجو منه، حتى لا يقال إنني استغللت المرض في الترويج لنفسي أو الإعلان عن عودتي بألبوم، فأنا أرفض ذلك تماماً.
- صرحت أن محنة المرض كانت منعطفا كبيرا في حياتك.. ماذا اكتشفت من خلالها؟
المرض بالفعل هو أخطر شيء يتعرض له الإنسان لأنه يشعر أن كل شيء في العالم لا قيمة له. هو اختبار حقيقي للصبر والإيمان والمشاعر الحقيقية واكتشاف المزيفين. وبالفعل تغيرت كثيراً وأصبحت إنساناً آخر لا أفكر إلا في أن أكون أفضل لأنين كنت على مقربة من الموت. واكتشفت أيضاً أن الحياة بها الكثير من المزيفين، وقد يكون هناك مقربون، وفي الشدائد ليسوا على مستوى الحب أو الثقة وبالفعل أعدت حساباتي كثيراً.
- عدت للساحة الفنية بألبوم "معرفة قديمة"، حدثنا أكثر عن تفاصيل هذا العمل؟
الألبوم يضم 14 أغنية تم اختيارها من حوالي 30 أغنية، وقد تعمدت أن تكون متنوعة ما بين الأغاني الرومانسية والخفيفة والدرامية حتى يناسب العمل كل أذواق الجمهور، والحمد لله نالت الكثير من الأغنيات نجاحاً كبيراً.
- الألبوم الأخير حقق نجاحاً اعتبره البعض مفاجئاً وغير متوقع.. فما ردك؟
لن أنكر أن نجاح الألبوم وتصدره ترتيب قائمة الألبومات الجديدة على "آي تيونز" وبعض تطبيقات الأغاني خلال أيام قليلة من طرحه كان مفاجئاً ورائعاً وربما من الأحداث العظيمة في حياتي. كنت أتوقع أن يحب الناس الألبوم لكن هذا التفوق الكبير كان أكبر من توقعاتي. أشكر الجمهور الذي أعاد لي ثقتي في كل شيء ودعمني، هو أساس كل السعادة التي أشعر بها الآن.
- بعد غيابك سنوات عن الغناء كيف استطعت مواكبة تغيير أذواق الجمهور في "معرفة قديمة"؟
لن أنكر أن ترضية أذواق الجمهور وما شهده من طفرات ورغبات متنوعة أصبحت أمرا شديد الصعوبة، خاصة أن الجمهور مطلع جداً حالياً وأصبح يقارن الموسيقى ويعلم التغيرات التي طرأت على الساحة الموسيقية، ويستطيع الحكم على الألحان والقوالب الموسيقية، لذلك كان الأمر شديد الصعوبة، لكني حاولت اختيار أحدث الألحان والتنويع بين الأفكار والموضوعات بين الرومانسي والاجتماعي والدرامي. وقبل عودتي أعتقد أني أعددت للأمر جيداً، سواء في اختيار الأغنيات أو الكليب وفكرته التي سأقدمها، وحذفت كل الأفكار المتشابهة في أغانٍ أخرى لمطربين زملاء.
- يتهمك البعض بالكسل الفني لأنك بدأت منذ 15 عاماً ولم تقدم سوى 3 ألبومات.. فما ردك؟
القصة ليست كسلا على الإطلاق، فلا يوجد فنان يكسل عن تقديم أعمال ناجحة للجمهور، لكن هناك أسباب عديدة تسببت في قلة أعمالي، منها شخصي ومنها له علاقة بالوسط الفني، وتحديداً صناعة الموسيقى.
لن أنكر أنني تعرضت لظروف صعبة جداً في العمل وكانت سبباً في بعدي لوقت طويل. حاولت كثيراً التغلب عليها، لكن في بعض الأحيان فشلت ولهذا كان إنتاجي قليلاً. يكفي أن أقول إن المطرب لا يعمل بمفرده. هذه صناعة كبيرة وحتى نخرج بعمل لا بد أن تتعاون جهات كثيرة، فليس بالرغبات وحدها نستمر وننتج ونظهر ونقدم أعمالا فنية.
- هل يعني كلامك أنك تعرضت للظلم أو لاضطهاد معين عطل مشوارك الفني؟
لن أسميه اضطهادا لكن يمكن أن نقول نعم تعرضت لبعض الظلم، ربما كان مقصوداً وربما لا، لكن هذا أثر على نشاطي الفني وإنتاجي. ويتعرض الكثير من الفنانين لذلك وقد لا يكون السبب معروفاً، لكن حسابات السوق كبيرة.