من مدرسة فنية قوية خرجت موهبة الفنان السوري قيس الشيخ نجيب الذي تميز باختيار أدوار صعبة ومركبة وتاريخية في معظم الوقت، وظهر في آخر أعماله بشخصيات تتراوح بين التاريخي والمعاصر.
وفي حواره مع "العربية.نت"، تحدث قيس عن مسلسل "مسافة أمان" و"الحرملك" والهجوم عليه، كما كشف تفاصيل عدم مشاركته مع شقيقه المخرج سيف الشيخ نجيب في أعمال فنية، بالإضافة لموقفه من الدراما المصرية وعدم مشاركته فيها حتى الآن.
*أعربت عن سعادتك الشديدة بالمشاركة في المسلسل السوري "مسافة أمان".. حدثنا عنه وعن سبب سعادتك به؟
**مسلسل "مسافة أمان" عرض بعد شهر رمضان، وهو مسلسل مميز جدا وقوي، ويحكي عن الواقع السوري ما بعد الحرب ونتائج الحرب، وتأثيراتها على الناس، والمسلسل حقق تفاعلا كبيرا، وأنا شخصيا سعيد بهذا النجاح العام للمسلسل، وكذلك بالشخصية التي جسدتها، وهي شخصية يوسف الفنان التشكيلي الذي يملك طموحات وأحلاما ولكنه ملاحق من جهات مجهولة.
ولمست نجاح المسلسل من وجود رد فعل جيد جدا ومن خلال التعليقات، وفعلا أنا سعيد بهذه التجربة تحديدا لأنني منذ فترة كنت منقطعا عن الدراما السورية وعدت بهذا العمل.
*وماذا عن كواليس المسلسل وأماكن تصويره؟
كواليس المسلسل كانت رائعة جدا، وكان لديّ شوق كبير للعمل بدمشق مع فريق عمل رائع بقيادة المخرج الكبير المحترف والمميز الليث حجو، الذي إلى جانب احترافيته يتميز لوكيشن التصوير الذي يديره بالأجواء المرحة والإيجابية، وتم التصوير في دمشق، وكنت سعيدا بالبيوت الدمشقية والحارات القديمة والشوارع العتيقة هناك.
كما أنه شرف لي أن أجسد بالمسلسل معاناة الشباب السوري الذي عانى ومازال يعانيها بسبب الحرب.
*الحرملك عمل تاريخي تناول مرحلة الحكم العثماني، ولعبت فيه دور "عامر" الشاب الفقير المتعلم الذي يعيش حال صراع بين رفضه أن يكون شخصاً انتهازياً وبين إغراء المال والحب.. بعض الآراء هاجمت مسلسل "الحرملك" واتهمته بأنه استنساخ أو تقليد لمسلسل "حريم السلطان" فما ردك؟
**لا أكيد لا يوجد أي تشابه بالعملين سوى أنهما يتناولان حقبة من تاريخ الدولة العثمانية، ولكن شتّان ما بين العملين، خاصة أن "حريم السلطان" تناول فقط السلطان سليمان وزوجاته وعشيقاته، وكان هذا هو المحور الأول، ولكن في "الحرملك" الوضع شديد الاختلاف في كل شيء، وهذا اتهام غريب جدا، ومن شاهدوا المسلسل سيدركون أن لا تشابه مع التركي أبدا.
*كيف حضرت لمسلسل "الحرملك" وهل للمسلسلات التاريخية طقوس خاصة في الاستعداد أم تلتزم فقط بالسيناريو؟
**أكيد المسلسلات التاريخية لها استعدادات خاصة جدا، فعندما تكون الشخصية تاريخية لابد أن يكون الممثل على دراية تامة بخلفيتها التاريخية بكل دقة، وأنا شخصيا عند تجسيد أي شخصية تاريخية أذاكرها جدا وأحضر لها وأجمع كل المعلومات، لأنه أحيانا يعطي التاريخ معلومات جافة ومهمتي كممثل جمع المعلومات الإنسانية والنفسية والسلوكية لجعل الشخصية من لحم ودم، فأعرف بوجه الدقة كيف تتكلم وتبكي وتضحك الشخصية، بالإضافة لأني حريص على أن أدرس كل الأبعاد التاريخية العلمية عن أي شخصية وأقرأ أكثر من مرجع لأفهم كل شيء.
*هل بالفعل هناك جزء ثانٍ من "الحرملك"؟
**نعم هناك جزء ثانٍ يتم تحضيره لرمضان 2020، وسبب الحماس للجزء الثاني هو النجاح المدوي للجزء الأول.
*هل كنت تتوقع هذا النجاح لمسلسلاتك في رمضان العام الماضي؟ وهل تستطيع الحكم على المسلسل إن كان سيحقق جماهيرية أم لا؟
**أنا كممثل عند تناول أي شخصية أو تقديم مسلسل لا أستطيع حتى بالخبرة أن أعرف هل سيحقق رد فعل ونجاحا قويا أم لا، وهناك مسلسلات لم نتوقع لها رد الفعل والنجاح الذي تحققه، وهناك مسلسلات يكون هناك توقع كبير أنها ستنجح ولا يستقبلها الجمهور، أو يركز فيها بالقدر الذي تستحقه، ولذلك أنا كممثل يهمني الدور الجيد والشخصية المختلفة بغض النظر عن التوقعات للعمل ككل. فأحيانا الجمهور يحب أشياء خارجة عن توقعاتنا.
*لماذا لم تتعاون مع أخيك المخرج سيف الشيخ نجيب في أعمال تلفزيونية كبيرة؟
**أتمنى العمل معه بكل تأكيد، لكن كل شيء نصيب، وهو أحيانا يدخل لتصوير أعمال والوقت أو الشخصية لا تناسبني، وحتى مع والدي وهو الممثل والمخرج الكبير لم يتم التعامل معي بدافع القرابة، ولم أظهر معه إلا في عمل واحد كضيف شرف، وبعد عملي بالفن بتسع سنوات، ونحن كعائلة فنية نحاول التعامل بمنتهى الاحترافية وليس الأسرية، والمهم الدور المناسب، وإن شاء الله نقدم مشروعا مشتركا ويكون على مستوى المسؤولية، وقد سبق بالمناسبة، وظهرت كضيف شرف بمسلسل خليجي خلال حلقتين مع الفنانة سعاد العبدالله منذ سنتين، والحلقتان كانتا من إخراج أخي سيف الشيخ نجيب، وحققتا صدى كبيرا في الشارع العربي، وكان عملا ممتعا جدا.