خبر

حماده أطلق و”دلتا” برنامج مواجهة المخدرات بالرياضة: طبيعتنا الخلابة ستشكل الدواء لكل داء

عقد وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده مؤتمرًا صحافيًا في مكتبه في الوزارة، بمشاركة رئيس الجمعية اللبنانية للتعليم والتدريب والتطوير “دلتا” خضر الغضبان، في حضور مدير وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية في الوزارة مازن قبيسي، مستشارة الوزير الدكتورة جنان شعبان والمستشار الإعلامي ألبير شمعون.

وخصص الوزير حماده المؤتمر في “اليوم العالمي لمكافحة المخدرات” لإطلاق العام الدراسي الجديد، بعنوان “عام الأنشطة البيئية والطبيعية والرياضية كعنصر أساسي للوقاية من الإدمان”.

ولفت حماده الى ان “من يتهمون بالمخدرات هم أكثر الضحايا”، واعرب عن ارتياحه “لقرار المدعي العام بالفصل بين التعاطي بالمخدرات والإتجار بها في المحاكمات”، وأكد أنه تواصل مع كل من “وزير الصحة العامة غسان حاصباني ووزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي”، ولفت إلى أن الوزارتين من “الشركاء في هذه الحملة”.

وقال: “آفة المخدرات أصبحت هاجسا وطنيا يقض مضاجع الأهل والحكومات والمدارس والجامعات، وبات من المحتم مواجهتها بالبدائل المرغوبة والمفيدة والمقبولة من جميع الشباب، ويسرني أن نلتقي اليوم مع جمعية “دلتا” لإطلاق مبادرتها للعام 2018 والتي تحمل عنوان: نحو مجتمع رياضي صحي خال من المخدرات، بالتزامن مع مناسبة اليوم العالمي للوقاية من الإدمان على المخدرات في 26 حزيران، إذ تطلق جمعية “دلتا” مبادرة هادفة غير تقليدية بعنوان: “Hike and Climb against drugs” بهدف الوقاية من خطر الإدمان على المخدرات”.

ولفت الى ان “هذه المبادرة تأتي ضمن برنامج متكامل تسعى جمعية “دلتا” لتحقيقه بالشراكة مع جميع المعنيين من وزارات وبلديات ومؤسسات في القطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال”، مشيرا الى أن “وزارة التربية والتعليم العالي التي تطبق مناهج وأنشطة صفية ولا صفية، تتمحور حول البيئة النظيفة والتنمية المستدامة والحفاظ على الثروات الطبيعية عن طريق ترسيخها في الحياة اليومية للتلامذة، تجد في هذه المبادرة تكاملا مع غاياتها وأهدافها التربوية والصحية والبيئية والوطنية. وبالتالي فإن وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية والفنية في الوزارة، التي تنفذ روزنامة من الدروس والنشاطات، سوف تجد في هذا المشروع مواكبة لمسارها، تؤدي إلى مجتمع خال من المخدرات ومن الآفات الإجتماعية والعادات السيئة، مثل تدخين السجائر والأركيلة، وصولا إلى الإدمان على وسائط التواصل الإجتماعية والإنعزال عن العالم وخفض معدل التواصل البشري بين الشباب”.

واعتبر أن “تعزيز مفهوم الممارسات الصحية – الرياضية عند الشباب، بات يشكل عنصرا أساسيا للوقاية من المخدرات والآفات المتنوعة، وبالتالي فإن العمل المشترك بين وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الناشطة، بات يشكل إطارا صالحا للاعلان عن العام الدراسي المقبل (2018-2019)، عام الرياضة كأولوية، وتبني حملة العودة الى المدرسة “Back to School” رسالة الرياضة كعنصر اساسي للوقاية من خطر الادمان على المخدرات. سيما وأن جمعية “دلتا” تنفذ هذا المشروع بشراكة أساسية مع محمية أرز الشوف”.

ورأى حماده في هذه المبادرة “جهدا مباركا يساعد في التأسيس لبناء مجتمع رياضي صحي خال من المخدرات، إذ أنه يسعى إلى إيجاد صور نموذجية ايجابية تحض الشباب على الاقتداء بهم. فقد بات من المقرر ان تقوم مجموعة من الشباب الرياضيين بتنفيذ زيارات الى المؤسسات التعليمية والأندية والجمعيات لتقديم تجاربهم الناجحة، بهدف تشجيعهم على ادماج العادات الصحية. وبالإضافة الى تنظيم المباريات الرياضية المتنوعة في هذه المؤسسات، سيتضمن المشروع رحلات مشي منظمة في المحميات الطبيعية تحمل عنوان “Hiking for Purpose” أي المشي من أجل هدف. كما يتضمن رحلات المشي “Hiking” والتسلق “Climbing” التي ستقوم بتنظيمها جمعية “دلتا” وشركاؤها في المشروع، وذلك برعاية ومواكبة من مختلف الجهات المعنية والمؤسسات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، على ان تنتهي برحلة تسلق قمة ايلاند بيك “Island Peak” في النيبال، حاملة معها رسالة مناهضة للادمان على المخدرات، موجهة الى كل الفئات الشابة من خلال نشر صورة ايجابية يحتذي بها الشباب اللبناني، تحضهم على إعلاء قيمة الرياضة ونبذ السلوكيات السيئة والانحرافات”.

وتابع: “إنني أقدر تقديرا كبيرا مبادرة جمعية “دلتا” التي تحمل هدفا نبيلا وتسعى إلى بلوغه بوسائل طبيعية، ويقيني أن وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية سوف تشكل ذراعا لبرمجة أنشطة بيئية وكشفية وسوف تشكل الطبيعة اللبنانية الخلابة الدواء الطبيعي لكل داء وشكرا لجمعية دلتا وللوحدة الرياضية والكشفية”.

الغضبان
ثم تحدث خضر الغضبان، فشكر الوزير حماده “الصديق على استضافته لهذا اللقاء، والشكر الأكبر على تفاعله مع مشروع جمعية “دلتا” ومبادرته إلى إطلاق حملة الرياضة أولوية للعام الدراسي المقبل”.

وأوضح أن “هدف المبادرة هو الوصول إلى مجتمع رياضي خال من المخدرات، وهذا شيء ليس سهلا. فالرياضة هي الوسيلة الأبسط والأفعل والأقل كلفة بين مختلف السياسات الهادفة إلى الوقاية لحماية الشباب من خطر المخدرات. والمطلوب هو تعميم ثقافة الرياضة وجعل الرياضة أولوية. كما أن المطلوب تأمين الملاعب الرياضية المجانية لتكون بمتناول الجميع، وتشجيع الأنشطة الرياضية لأن الرياضة هي إستثمار بالبشر وهي أهم بكثير من الإستثمار بالحجر”.

ورأى أن “أسهل أنواع الرياضة الممكن ممارسته هو رياضة المشي، ولبنان جميل بطبيعته، وعلينا أن نكتشف جماله عبر تشجيع رياضة المشي في الطبيعة، لكي نستطيع أن نحافظ على ما تبقى من مساحات خضراء، بعدما تمت استباحته بالكسارات وبنحو 90% من الشاطئ. من هنا جاءت الشراكة مع محمية أرز الشوف وجمعية درب الجبل اللبناني لتعزيز هذا النوع من الرياضة البسيطة والفعالة”. وأمل في أن “نتمكن من إقناع بعض المسؤولين بالحفاظ على ما تبقى من جمال بلدنا، ونقول للشباب اللبناني أن لا شيء مستحيل، وأن فريقا من أعضاء الجمعية سوف يتسلق إحدى قمم الهملايا التي ترتفع نحو 6200 متر”.

وقال: “إنها رسالة للشباب الذين تورطوا بتعاطي المخدرات، مفادها أنه يمكنهم التوقف عن التعاطي، إذ أن البديل هو الرياضة، لذلك أسمينا هذه المبادرة “مبادرة نمشي ونتسلق لمواجهة المخدرات”. وإننا نوجه دعوة عامة للمشاركة في يوم المشي والتصوير المحدد يوم الأحد في الأول من تموز في منطقة نيحا، وهي المحيط الحيوي لمحمية أرز الشوف”.

وختم: “شكر للوزير حمادة وفريق عمل الوزارة وجميع الوزراء المعنيين في الصحة والشؤون الإجتماعية والشباب والرياضة، والقيمين على المحمية وجمعية أم النور ومؤسسة منتور العربية، خصوصا أننا نعمل معا نحو مجتمع رياضي صحي خال من المخدرات”.