أفادت مصادر نيابية مطلعة الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون أوعز الى الوزير جبران باسيل بترتيب الوضع ولو بحدّه الأدنى، وبالتالي العمل على وقف الحملات، طالباً منه إعادة فتح قنوات الإتصالات مع “القوات”، داعياً ايضاً الوزير ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان الى الجلوس معاً، حيث عقدا اجتماعاً الأحد الماضي.
وفي حين أكد باسيل اليوم الثلثاء من مقرّ المجلس الإقتصادي والاجتماعي أنه عمّم على الجميع عدم الردّ على أي إهانة، مشدداً على الحرص على المصالحة الوطنية والمسيحية، تحدّثت المصادر عن الأسباب الموجبة التي دفعت بعون الى استلحاق ما حصل، ولخّصتها بثلاث إشارات وصلت الى القصر الجمهوري:
– معركة باسيل أدّت الى استياء عارم في الأوساط المسيحية ووصلت الأصداء الى بكركي التي تتحضّر للتدخل.
– الملفات التي فتحت في الأيام الأخيرة كان العهد بغنى عنها، وهو أكثر مَن تضرّر نتيجة ما أصابه من شظايا.
– السجال الحاصل انعكس تأخيراً في ملف تشكيل الحكومة.
الإصرار على المصالحة
في المقابل، كشفت المصادر ان جعجع منفتح على كل الطروحات، وهو منذ اليوم الأول مصرّ على إبقاء المصالحة وتمييزها عن السجال السياسي، وهو في الوقت عينه يشدّد على أن لا رجوع عنها إطلاقاً، لافتة الى أن باسيل حاول المقايضة ما بين المحاصصة والمصالحة، الأمر الذي دفع “القوات” الى تسريب مضمون “إتفاق معراب”.
وأضافت: الجانب “القواتي” لا يزال يملك أكثر من ورقة ومحضر تعود الى الزيارة الشهيرة التي فاجأ بها جعجع عون في الرابية.
وتابعت: في حال تمّ الكشف عنها، فإنها ستلحق المزيد من الضرر السياسي الذي يرتدّ سلباً على “التيار”، الأمر الذي لا يرغب به عون لا بل سيدفع ثمنه العهد.
واعتبرت المصادر ان الرأي العام وتحديداً المسيحي بات ينظر الى إتفاق معراب على أساس أنه مجرّد محاصصة الى جانب ترداد مقولة أن التيار دائماً يسحب توقيعه.
جهة ما
ورداً على سؤال، اعتبرت المصادر أن معركة بهذا الحجم لا يمكن أن يقودها باسيل دون دعم أو تنسيق مع جهة ما، قائلة: هناك أطراف عدّة مسيحية ومن طوائف أخرى تخشى دائماً من التلاحم بين “القوات” و”التيار” اللذين يمثّلا نحو 80% من أعضاء المجلس النيابي المسيحي، وبالتالي التعاضد والتعاون بينهما في السلطة والحكم سيخلق حالة مماثلة لـ “الثنائي الشيعي” التي خلقت ثقافة سياسية جديدة أقفلت بيوت شيعية وألغت عائلات سياسية، وباتت قوى متحكّمة في الكثير من المفاصل.
الوزير الخامس
وفي هذا الإطار، ايضاً، لفتت المصادر الى أن تحرّك باسيل ظهر الى العلن وبشكل واضح مع مطالبة “القوات” بوزير خامس وميل الرئيس المكلّف سعد الحريري الى التلبية.
وختمت المصادر: لكن بعد كل ما حصل فإن النقاش حول “الحصّة القواتية” في الحكومة العتيدة سينحصر بين عون وجعجع بناء على رغبة من الأخير.