لا ينفصل التوافق الروسي – الأميركي حول موضوع عودة النازحين عن الدفع باتجاه الإسراع في تأليف الحكومة، وخير دليل على ذلك ما عبّر عنه مجلس الأمن مساء أمس الإثنين عن تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان “على وجه السرعة”.
الدور الإقليمي
وفي قراءة لمصدر وزاري، فإن ما صدر عن “قمة هلسنكي” يترجم بأن حدود اللعبة مرسومة إقليميًا وليس متروكة منذ نحو سنتين وحتى اليوم. لفت المصدر الى أن محاولات التطبيع مع سوريا عن سابق تصوّر وتصميم من خلال ابتزاز الدولة اللبنانية، بالقول أنه في حال لم يصار الى التطبيع مع النظام فإن النازحين سيبقون في لبنان، لم تعد تجدي نفعًا، معتبراً أن ما نراه من عمليات لعودة النازحين مجموعات صغيرة ودون المستوى المطلوب هو من أجل تسجيل بعض النقاط فقط.
سقوط الإبتزاز
وقال المصدر: “ما حصل بعد “قمة هلسنكي” كبير جداً، فقد عبّر عن أن عودة النازحين لا علاقة لها بالنظام السوري، وعملية الإبتزاز سقطت، وبالتالي القرار في هذا الموضوع هو قرار دولي وتحديداً أميركي – روسي”.
واضاف المصدر: “ما ينطبق اليوم على موضوع النازحين سينطبق لاحقاً على ملف الحدو”د.
رسائل عدّة
وفي الوقت عينه لملف النازحين إنعكاسات حكومية إذ أنه سيدفع الى الإسراع بالتشكيل على اعتبار أن القمة الأميركية – الروسية في “هلسنكي” لم تتطرّق فقط الى موضوع النازحين لحل أزمتين في الأردن ولبنان، فالى جانب هذه الرسالة هناك رسائل أخرى منها الإسراع في تأليف الحكومة الأمر الذي سيدفع ببعض الأطراف المتضرّرة من عودة النازحين عن طريق موسكو لا دمشق، الى استشعار خطورة المرحلة والإتجاه الى تقديم التنازلات وتدوير الزوايا.
وبحسب المصدر فإن عدم تشكيل الحكومة سيجعل ملف عودة النازحين ممسوكاً من قبل الرئيس سعد الحريري بمفرده لكونه في آن رئيس حكومة تصريف الأعمال والرئيس المكلف، ولا مجال لدعوة مجلس الوزراء من أجل تشكيل لجنة للتنسيق مع الجانب الروسي.
المسألة ليست عابرة
وقال: “هذا ايضاً يشكّل سببًا إضافيًا لدفع هذه الأطراف الى خفض سقف مطالبها من أجل أن تكون شريكة في اللعبة السياسية – الإقليمية، لأن عودة النازحين ليست مسألة عابرة بل هي في سياق مسار بدأ يرسم للمنطقة ولبنان جزء لا يتجزأ منها.”
ورداً على سؤال، قلّل المصدر من أهمية التهويل بسقوط النأي بالنفس، معتبراً أننا دخلنا في مرحلة جديدة، حيث أن بعض المواقف والتسريبات تؤكد أن فريق 8 آذار شعر أن الحريري يتّجه الى الإمساك بالعديد من الملفات، ما لم تتشكّل الحكومة في أسرع وقت.
وأضاف: “التنازلات التي سنشهدها في الأيام القليلة المقبلة لن تكون إستسلاماً بل ستفضي الى تأليف عبر الوصول الى المساحة المشتركة”.
إرسلان وجنبلاط
وخلص المصدر الوزاري لافتاً الى إشارات عدة ستظهر خلال أيام، منها أن العُقدة المسيحية في طريقها الى الحلّ.
وختم: “موقف النائب طلال إرسلان ما هو إلا تعبير عن إدراكه أنه أصبح خارج المعادلة الحكومية وبالتالي إتجاه لحلّ العُقدة الدرزية بما يرضي رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط”.