خبر

عملية الجيش حمت الأجيال الصاعدة… هذه أهم مفاصل العملية النوعية التي أوقعت في الحمودية

ربما ينظر البعض الى العملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني في محلة الحمودية في بريتال وافضت الى مقتل “اسكوبار البقاع”علي زيد اسماعيل وعددا من اعوانه ببعدها الآني الصرف بينما الحقيقة تقتضي مقاربة مختلفة كليا لما بدأه الجيش في عملية انهاء “رؤوس ارهاب المخجدرات والسرقة والخطف والسطو والقتل”.

ما حصل بالامس في الحمودية هو عملية استباقية لحماية الاجيال الصاعدة من الدمار الشامل الذي يتهددهم من المخدرات القاتلة، لا بل هي عملية استباقية ستستمر لحماية اجيال لم تولد بعد وتحصينها عبر قطع دابر الذين لا يقيمون اعتبارا لاي قيمة اخلاقية ولا يردهم اي وازع ديني وانساني ووطني، مما يفرض تنظيف البلد من سرطانهم القاتل.

ما هو مجرى عملية الحمودية التي انهت رئسا خطيرا جدا من رؤوس المخدرات وتوابعها؟

… الى حضن الدولة

بعدما حزمت قيادة الجيش امرها في اعادة منطقة البقاع الى حضن الدولة بعدما استبحتها العصابات على انواعها من خلال مصادرة حرية الناس والاعتداء على اموالهم واملاكهم واعراضهم وتعريض حياتهم للخطر الشديد، مما البس المنطقة لبوسا ليس هو من شيمها وسيرتها بما يناقض ولاءها المطلق للدولة والذي عمدته بدماء شهدائها الذين ارتقوا في كل ساحات الشرف، عمدت قيادة الجيش الى وضع خطة محكمة لرصد ومتابعة الرؤوس الخطيرة واستنفرت قدراتها البشرية والتقنية، وحددت ان اي عملية ستنفذ يجب تتصف بالحرفية والسرعة وعنصر المباغتة، وهذا ما حصل، اذ بعد رصد ومتابعة لواحد من اخطر المطلوبين المدعو علي زيد اسماعيل، وبعد التأكد من وجوده في المكان المرصود، قامت وحدات الجيش باحكام الطوق على ثلاثة دوائر:

1-محيط بلدة الحمودية عبر اقفال كل منافذ الخروج والدخول اليها

2-محيط الفيلا التي يتواجد فيها المطلوب اسماعيل والمنازل المحيطة بها

3-طوق ضيق على الفيلا بما يمنع امكانية هروبه.

عند شعور المطلوب ومجموعته بحركة ما في الخارج بادروا فورا الى فتح النار على وحدات الجيش التي نادته عبر مكبرات الصوت للاستسلام من دون جدوى، لا بل عمد ومجموعته الى استخدام كل انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والصاروخية والقاء القنابل اليدوية، وعمدت وحدات الجيش الى الرد على مصادر النيران وحصل اشتباك حاول خلاله اسماعيل الهرب لكنه وقع في كمين محكم مما ادى الى مقتله مع آخرين رفضوا تسليم انفسهم وواصلوا استهداف الجيش بمختلف انواع الاسلحة.

اما مقتل والدة المطلوب يعود الى استخدامها من قبله درعا بشريا لابل كانت تشارك في اطلاق النار والقاء القنابل اليدوية وبالتالي خلال المواجهة تم استهداف كل من يطلق النار على وحدات الجيش، وكان الهدف توقيف المطلوبين لذلك من استسلم وعددهم 41 موقوفا لم يتعرضوا لاي اذى اما من قتل فهم من استمروا في استهداف الجيش بمختلف انواع الاسلحة.

السلاح الخفيف

وفي المعلومات ان وحدات الجيش استخدمت طيلة العميلة السلاح الخفيف ولتعليمات كانت بعدم استخدام اي سلاح متوسط او قذائف صاروخية او قنابل يدوية، وحتى اذا اضطر الامر لفتح احد الابواب المغلقة كانت التعليمات واضحة بعدم استخدام اي عبوة تفجير انما فتحها بالطريقة اليدوية للحد الى ابعد الحدود من الخسائر، وهذا ما حصل اذ كل القتلى والجرحى والموقوفين هم من المجموعة المستهدفة في عملية الجيش الذي تمكن من عزل الابنية السكنية المحيطة عن اي خطر ممكن.

القضاء على ادوات تدمير الاجيال

تبقى الاشارة التي لا بد منها، ان قيادات سياسية وحزبية ودينية رفيعة سبق لها ان اطلقت صرخات لتخليص لبنان والشباب اللبناني من آفة المخدرات بعدما ارتفعت الشكوى من انتشارها في المدارس والجامعات والمدن والابلدات والقرى وحتى الشوارع، وكثير من العائلات فجعت بأبنائها نتيجة جرعة زائدة وادمان لا علاج له دمر صحتهم بما لا يمكن السيطرة على تداعياته، والبعض لا سيما من رجال الاعمال خسروا ابناءهم ومنهم من خسر وحيده وهام على وجهه طارقا الابواب كلها وشاكيا لقيادات عليا ومطالبا باجتثاث هذه الافة القاتلة والمدمرة.

وما قام به الجيش بالامس، يوازي في اهميته الوطنية مواجهة العدو الاسرائيلي والارهاب التكفيري، لان القضاء على ادوات تدمير الاجيال الصاعدة يتقدم في اهميتة على اي خطر آخر، وكل الاصوات التي تخرج للتشكيك والتجييش والتخوين مردودة على اصحابها، لان الامن كلٌّ متكامل وليس انتقائيا او بالتراضي، والجميع خلف المؤسسة العسكرية في عملها المقدّر لاجتثاث كل منابع الارهاب الداخلي المتمثل بالمخدرات واستباحة حرية المواطن وماله واملاكه.