خبر

خلاف بسبب حائط كاد أن يتسبّب بكارثة... شظية قريبة من رئة الطفلة هنادي ستلازمها مدى العمر

كتبت أسرار شبارو في النهار:

شظية استقرت على مقربة من رئة الطفلة هنادي مشيك ستلازمها طوال حياتها إن كُتب لها عمرٌ جديدٌ. فهي لا تزال قابعة في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الامل الجامعي في وضع صحي حرج، بعد ان انهمر الرصاص على سيارة عائلتها من كل حدب وصوب.

الصدفة أوجدت محمود مشيك مع عائلته، كما قال، في الزمان والمكان الخاطئين. ووفق ما شرح لـ"النهار": "كان ذلك قبل اربعة أيام، حين قصدت مع ولديّ وزوجتي الطبيب لمعرفة تاريخ ولادتها. وفي طريق عودتنا الى منزلنا في كفردان، مررت في بلدة دورس، وإذ بنا نسمع ازيز رصاص كأننا في حرب. ما إن وصلت أمام منزل شقيقي حتى أطلق علينا مسلّحون النار، أصابوا سيارتي بخمس طلقات متفجرة، تطايرت منها شظايا، لتصيب طفلتي هنادي ابنة السنوات الخمس في يدها، لكن احدى الشظايا اخترقت كتفها لتستقر قرب قلبها".

ضحية الخيمة
"ما يزيد على المئة رصاصة اطلقها المسلحون على منزل شقيقي مهدي المؤهل اول في قوى الامن الداخلي"، قال محمود مفنداً  اسباب الخلاف: "كل ما في الامر ان مهدي يريد إقامة خيمة قرميد صغيرة على ارض يمتلكها، لكن جاره من آل زعيتر يحاول منعه من دون وجه حق، حتى وصل به الأمر إلى الاعتداء على منزله بالنيران، من دون ان يقيم أدنى اعتبار لأرواح أفراد عائلته، مع العلم أن شقيقي لم يكن حينها موجوداً في البيت".

مصدر في مستشفى الامل الجامعي أكد لـ"النهار" أن "الشظية استقرت على مقربة من رئة هنادي، ولا يوجد ما يدعو لإزالتها وتعريض حياتها للخطر، إذ بإمكانها ان تتابع حياتها والشظية موجودة داخل جسمها".

"الشكوى لغير الله مذلّة"
وجهة النظر المحايدة في موضوع الإشكال شرحها رئيس بلدية دورس نزيه نجيم لـ"النهار"، قائلاً: "قبل فترة اشتكى علي زعيتر على جاره مهدي مشيك بسبب قيام الاخير ببناء خيمة على حائطه. أرسلنا عناصر من الشرطة للكشف على الموقع، سطّرنا محضراً بمشيك وأبلغنا القوى الامنية التي حضرت وسطّرت بدورها محضر ضبط بحقه، طالبة منه ازالة الخيمة. وأكمل: "صباح يوم الإشكال حضر علي الى البلدية وأطلعني ان مهدي استغل عيد الاضحى لمعاودة بناء الخيمة واضعاً أعمدتها على حائطه، فأرسلت معه شرطياً ليكشف على المكان، فطلب مهدي من الشرطي التوجه الى النيابة العامة لتمنعه لأن سلطة البلدية تنتهي عند تدخل القوى الامنية، فكان جواب زعيتر ان الشكوى لغير الله مذلّة".

طريق "النار"
بعد ظهر ذلك اليوم وصل خبر اطلاق النار على منزل مشيك. فقال نجيم: "صحيح ان مهدي خالف القانون من دون ادنى شك، اذ عليه التراجع ثلاثة امتار، إلا ان معالجة الأمر بهذا الأسلوب وتعريض حياة الناس للخطر امر مستنكر ومدان. فنحن في دولة يحكمها القانون. وقد ارشدناه إلى الطريق القانونية فحولها إلى عشائرية، مع العلم أنه شاب مهذب كذلك حال ابن مشيك"، وختم: "علمنا ان من اطلق النار شبان أرسلهم زعيتر من عائلة أخرى. وقد فتح مخفر بعلبك تحقيقاً بالحادثة، الا انه لم يتم توقيف احد حتى الساعة".

لسان حال هنادي، كما قال والدها، يطلب من الله ان يعذّب من كاد أن ينتزع الروح من جسدها، وتساءل: "هل نحن في غابة حتى تكون النار لغة الحوار؟ ما ذنب ابنتي لتصارع الموت في المستشفى وتُحرم من رؤية شقيقتها الصغيرة التي وضعتها والدتها في الامس؟ الى متى سيبقى السلاح المتفلّت يهدد حياة الناس؟ وهل هذه هي الخطة الامنية التي وضعت للبقاع، فيسرح ويمرح البعض بأسلحتهم الحربية من دون أن يخشوا شيئاً؟