خبر

إتفاق معراب، أو تسليم لبنان

بغباء مطلق
وتحت ستار خديعة "أوعى خيّك"
و"المصالحة المسيحية"، ويا لمعاني القدسية في هاتين الكلمتين!
ارتكب ميشال عون وسمير جعجع
ومن غير تبكيت ضمير
ما هو أفظع من "اتفاق القاهرة"
الذي لاحقت خطيئته بيار الجميّل وكميل شمعون
وبدآ على الفور الاستعداد لزمن آخر مختلف
سلّم عون وجعجع لبنان
بسياسته الخارجية وقراره الداخلي وأمنه
إلى "حزب الله"
في مقابل اتفاق بينهما
على قسمة مغانم ومناصب
حفظها "اتفاق الطائف" للمسيحيين
وعلى أمل أن يحكما البلد
وبالطبع كان عون سبق الجميع إلى التسليم
لكن الأخ سيعود إلى الغدر بأخيه
وكان سبقهما إلى تسليم قرار لبنان للخارج  في التاريخ الحديث
سياسيون وزعماء ظنوا
أنهم إذا استرضوا عبد الناصر، ثم ياسر عرفات، وحافظ الأسد، واليوم الخامنئي
فسيكون تسليمهم هذا لطرف خارجي كافياً
ليتهربوا من تبرم المسلمين
حيال دولة لا تحقق تطلعاتهم
ومن اندفاعاتهم أحياناً لتدميرها
كرمى لفلسطين وغيرها
ولينعم المتزعمون المسيحيون بحكم هادئ
فاتهم أن تفاهماً وطنياً عريضاً
مع المسلمين
متى أمكن تحقيقه
يظل مليون أفضل وأضمن للبنان
لأنه يتيح قيام دولة في هذه البلاد
وإن غير مثالية ، وإن يلزمها شغل كثير
أما اليوم فماذا؟
دولة "حزب الله" المرئية وغير المرئية
خارج الشرعية ومن داخل الشرعية
أقوى تأثيراً بما لا يُقاس
من التأثير – والأذى- الذي كان
للحركات الناصرية، وللتنظيمات الفلسطينية، وحكم  عنجر
خرج المسيحيون من الإحباط الداخلي، يمكن
وانتقلوا إلى اليأس من لبنان
والتخلي عنه، خلافاً لكل تاريخهم
إلا الحالمين منهم  بأزمنة وردية
في ظل رئاسة جبران أو سمير.

كاتب صحافي وناشر "الصوت"