خبر

أكبر عاصفة روسية بوجه «إسرائيل» منذ 70 عاماً… وإيران تتهم الخليج بالتورّط في استهدافها

أكبر عاصفة روسية بوجه «إسرائيل» منذ 70 عاماً… وإيران تتهم الخليج بالتورّط في استهدافها
الدوما يدعو لإغلاق الأجواء السورية… والحرس الثوري لردّ لا يُنسى
لبنان يحتفل مع «القومي» بعملية الويمبي… وتشريع الضرورة يبدأ بسجالات

كتب المحرّر السياسيّ – البناء

حدثان كبيران يفتتحان مسارات جديدة في المنطقة، الأول يرسم مستقبل العلاقة الروسية الإسرائيلية، بصفتها محور قواعد الاشتباك بين القوة الدولية الصاعدة في المنطقة التي تمثلها روسيا والقوة الإقليمية التي كانت صاحبة اليد العليا في المنطقة التي تمثلها «إسرائيل»، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية نتائج تحقيقاتها بسقوط الطائرة الروسية قبالة الساحل السوري، وتحميلها «إسرائيل» المسؤولية الكاملة عن سقوط الطائرة ووصف «إسرائيل» بناكرة الجميل، وناكثة العهود والتعهدات، وصولاً لدعوة مجلس الدوما الروسي لتقييد الحركة الإسرائيلية في الأجواء السورية، وصولاً إلى إغلاق هذه الأجواء بوجه الطيران الإسرائيلي وإسقاط أي طائرة إسرائيلية تنتهك هذه الأجواء. والحدث الثاني ما شهده العرض العسكري الإيراني في الأحواز من هجوم إرهابي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء من العسكريين والمدنيين، وما تلاه من توتر تحوّل تصعيداً في العلاقات الخليجية الإيرانية، على خلفية تصريحات مرحّبة بالعملية صدرت عن مستشار ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وما أعقبها من حديث إيراني عن معلومات تكشف تورّط دول خليجية في العمل الإرهابي، وإعلان الرئيس الإيراني عن رد قاس مقبل، وما تلاه من بيان للحرس الثوري بأن الردّ سيكون مؤلماً لا يُنسى، والتورط الخليجي موضع اتهام رسمي إيراني في كلام الرئيس روحاني وبيان الحرس الثوري.

مستقبل العلاقات الروسية الإسرائيلية من جهة ومستقبل العلاقات الخليجية الإيرانية، في مرحلة جديدة عنوانها المواجهة التي لا تعني حرباً مباشرة، بل تعني الحرب بأدوات أخرى، فما كان قبل أن تسيل دماء الجنود والضباط الروس لن يكون كما بعده كما تؤكد مصادر روسية رفيعة لوسائل إعلام روسية، فوضعت الردّ الروسي المتوقع تحت عنوان، نهاية زمن اليد الإسرائيلية الطليقة في سماء المنطقة، وزوال الخطوط الحمر من طريق تزويد دول المنطقة المناوئة لـ»إسرائيل» بأحدث تكنولوجيا الدفاع الجوي لدى روسيا، حتى لو وصلت إلى أيدي حركات المقاومة، والسماء السورية ستصير مسؤولية روسية بصورة مباشرة، كما قالت المصادر. أما على ضفة العلاقات الخليجية الإيرانية، فالمواجهة التي لا تبدو مختلفة ستتخذ أشكالها الخاصة، وفقاً لمصادر إيرانية في الحرس الثوري قالت لوسائل إعلام محلية إن الذين موّلوا وسهّلوا للجماعات الإرهابية مهمتها سيدفعون ثمن فعلتهم قريباً بمجرد انتهاء التحقيقات التي تتيح تحديد المسؤوليات وطبيعة الأدوار بدقة.

في هذا المناخ الإقليمي الذاهب للمزيد من التصعيد، يتراجع الأمل لبنانياً بولادة الحكومة، بينما يفتتح المجلس النيابي جلساته التشريعية تحت عنوان تشريع الضرورة، على إيقاع سجالات وتجاذبات عادت لتحكم الجو الداخلي، حيث لا يكاد يتراجع محور سجال حتى يطل آخر، ولا يبدو مصدراً للثقة إلا ما منح اللبنانيين الأمل، بتضحيات المقاومين الذين وهبوا دماءهم ليتحرّر الوطن ولهؤلاء كان الشهيد البطل خالد علوان وعملية الويمبي أيقونات الاستقلال التي احتفل بذكراها اللبنانيون أحزاباً وشخصيات، يتشاركون مع الحزب السوري القومي الاجتماعي يوماً مشهوداً من أيام تاريخ يدعو للفخر ويرسم معالم الكرامة والاعتزاز لكل لبنان.

لم يمر مرور الكرام التسجيل المسرّب للنائب ياسين جابر والذي جاء فيه «للأسف الشديد رَوَّحوا على لبنان فرصة عظيمة وجميع الدبلوماسيين في الأمم المتحدة يسألون كيف ترفضون عرض شركة «سيمنز»، كيف تعاملون ميركل بهذه الطريقة، هل أنتم مجانين في لبنان؟»، مشدداً على أنه «للأسف الشديد هذا العهد سيدمّر لبنان بشكل غير مقبول، والآن عشية جلسة الإثنين يضغط رئيس الجمهورية ووزير الطاقة لينالا 500 مليون دولار غير المليار والنصف دولار ليؤمّنا الكهرباء لعدد من الساعات حتى نهاية 2018، للأسف الشديد البلد تؤخذ الى الهاوية».

كان للتسجيل الصوتي لجابر وقع لا سيما أن الأخير لم يعتد الدخول في أية مناكفات سياسية، والمعروف عنه نيابياً أنه يتعاطى مع الملفات السياسية والاقتصادية بواقعية ومناقبية. وعلى هذا الأساس، ورغم دخول أجواء التهدئة بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر حيز التنفيذ الإعلامي بمسعى من اللواء عباس ابراهيم، فإن النائب السابق وليد جنبلاط قال في تغريدة عبر تويتر من باب النصح «ليت المعنيين يسمعون ما قاله ياسين جابر، صوت مدوٍّ ينضمّ إلى الحريصين على المصلحة العامة يفضح مهزلة البواخر التركية التي هي أحد الأسباب الرئيسية للعجز والدين العام».

ما تقدّم استدعى تغريدة من وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل: «يا ليت الأصوات الوطنية» لجأت الى الوقائع والمحاضر بدل الشائعات والقيل والقال إذ لم نعد نعرف ماذا تريدون: اتباع الأصول أو التراضي كما تعوّدتم… واستطراداً «سيمنز» لم تشارك في أي مناقصة». فرد جنبلاط عبر «تويتر» قائلاً: «الى وزير الطاقة. إن اشارتي الى كلام النائب ياسين جابر ليست من باب الحقد كما تقولون بل من باب الحرص على المصلحة العامة كما قصد الأستاذ جابر. وليتكم أخذتم بملاحظات منير يحيى التي أدلاها آنذاك بحضور الرئيس الحريري، لكن قررتما تجاهلها لانه يبدو أن س.ظ. فوق الجميع. لكن سنتابع جهود التهدئة والحوار بوجود الكهرباء أو من دون الكهرباء وعلى ضوء الشموع او قناديل الكاز او ضؤ القمر. نحن والقمر جيران».

إلى ذلك لم تستبعد مصادر نيابية في التيار العوني أن يحضر التسجيل الصوتي لجابر في مداخلات وزراء ونواب التيار الوطني في إطار الرد على ما قاله نائب التحرير والتنمية وتفنيد الأمور بدقة، بعيداً عن الاتهامات التي اعتاد عليها وزراء تكتل لبنان القوي والتي تصبّ كلها في خانة العرقلة ووضع العصي في دوليب عمل وزراء التيار الوطني في سياق محاولة بعض المكونات قطع الطريق على تحقيق إنجازات، سواء في قطاع الكهرباء او في اي قطاع آخر تصبّ في خانة العهد، فهناك مَن يريد ضرب العهد. وهذا ما بات مكشوفاً للجميع. علماً أن جدول الاعمال لا يتضمن اي اقتراح أو مشروع له علاقة بتأمين اعتمادات لمؤسسة كهرباء لبنان.

وعليه فإن الجلسة العامة اليوم ستبحث في جدول اعمال يتضمن بنوداً لا يمكن وضعها تحت عنوان تشريع الضرورة، لا سيما أن تشريع الضرورة من المفترض أن يقتصر على اقتراحات ومشاريع القوانين المتصلة بمكافحة الفساد والتي تنسجم مع متطلبات مؤتمر سيدر. وفي المقابل تشير مصادر نيابية لـ «البناء» الى ان المجلس في حالة انعقاد استثنائية حتى تاليف حكومة جديدة ونيلها الثقة بحسب المادة 69، علماً أن المصادر نفسها تطرقت الى تساؤلات تطرح عن مآل الأمور بعد الجلسة وكيف سيتم التوقيع على قوانين تستلزم التوقيع من الرئيس سعد الحريري والوزير المختص ورئيس الجمهورية في ظل حكومة تصريف الأعمال، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن توقيع رئيس الحكومة المستقيلة يأتي من باب تصريف الأعمال.

في موازاة ذلك أشارت مصادر نيابية في التحرير والتنمية لـ»البناء» إلى أن أهمية الجلسة التشريعية اليوم تكمن في أهمية إقرار المشاريع والاقتراحات المتصلة بمحاربة الفساد للاستفادة من مؤتمر سيدر وطمأنة المجتمع الدولي. ولفتت المصادر إلى أنه لا يجوز ان يبقى المجلس النيابي معطلاً في ظل الفراغ الحكومي فالبلد لا يحتمل التعطيل، والواقع الاقتصادي المتردي يستدعي من المعنيين اتخاذ خطوات إنقاذية، وعلى رأس هذه الخطوات المسارعة في تأليف حكومة وحدة وطنية تضع خططاً للمشاكل الاجتماعية والحياتية الضاغطة.

واعتبّر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال مسيرة حسينية إلى أن التأخير في تشكيل الحكومة مضرّ للجميع، داعيًا إلى عدم استغلال عدد الوزراء للتعبير عن الحجم السياسي والشعبي للمراكمة عليه، فالحكومة ليست مسرحاً للتباهي، والحكومة ليست معبراً لأطماع، الحكومة لها وظيفة، ومن الخطيئة إدخالها مطيّة وتعطيل تشكيلها وتفويت الفرصة للإسراع في معالجاتها للأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وكل ما يحتاجه المواطن. ولفت إلى أن حزب الله وحركة أمل قدّما كل التسهيلات من اليوم الأول للإسراع في تشكيل الحكومة رافضًا سياسة الاستقواء بالخارج رحمة بالناس. فما يمكن أن نصل إليه بعد أسبوع أو شهر أو أشهر، قادرون أن نصل إليه اليوم، مع بعض الحكمة في كيفية التصرف.

في سياق آخر يلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية قبل ظهر يوم الأربعاء المقبل بتوقيت نيويورك ، بعد الظهر بتوقيت بيروت ، على أن يلتقي بعد ذلك الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس. وستكون للرئيس عون لقاءات مع عدد من رؤساء الدول العربية والأجنبية ومع مسؤولي المنظمات الدولية. وكان الرئيس عون غادر أمس ترافقه اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون، على رأس وفد رسمي وإداري وإعلامي، متوجهاً إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى افتتاح أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة. ويضمّ الوفد الرسمي: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي سينضمّ لاحقاً الى الوفد، مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة أمل مدللي وسفير لبنان في واشنطن غابي عيسى.