أكد وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل أننا نعيش تحديًا على المستوى الداخلي يعكس نفسه على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للناس الذين يشعرون بوجع الفاقة والحاجة جراء الازمات المتراكمة في البلد، وقال: “ان هذا الامر يتطلب ترفعًا من كل القوى السياسية ويقدموا المصالح الوطنية على المصالح الخاصة وعدم تسخير مقدرات الوطن لخدمة الطوائف والمذاهب، وسنعمل كما كنا على الدوام على توظيف كل طاقاتنا من اجل خدمة الوطن والمصالح الوطنية وعلى هذا الاساس قاربنا في المرحلة الماضية مسألة تشكيل الحكومة الجديدة وقلنا اننا لا نريد الدخول بمناورات سياسية او حسابات قد تعيق تشكيل الحكومة الجديدة، وقلنا فلننطلق الى عملية توزيع عادل يعكس نتائج الانتخابات النيابية ويعكس ايضًا تمثيلًا سياسيًا يسهل عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، ان ما نشهده وما نسمعه وما نراه وما يحكى في العلن وفي التسريبات الخاصة لا يوحي ان جميع المعنيين في هذه القضية هم على قدر المسؤولية لتجاوز هذه الازمة وهذه المحنة وعلينا ان نعرف وليس على قاعدة التهويل انما على قاعدة الاحساس بالمسؤولية بأن ضياع الوقت لم يعد مسموحًا وان هناك مشكلًا حقيقًيا بحاجة الى قيادة سياسية في البلد تضع الاصبع على الجرح واتخذ القرارات وتعمل على حل المسائل وترسم الخطط التي تسمح لنا بالانتقال من موقع المتفرج على ما يحصل على ما يجري في المنطقة انما الى موقع التفاعل الايجابي بما يخدم مصلحة لبنان واستقراره على المستويات”.
كلام خليل جاء خلال حفل في بلدة حناويه، قال خلالها: “كل من يريد التصحيح في هذا البلد يبدأ بالمقاربة السياسية للملفات، محاربة الفساد تبدأ بأن لا نفسد انفسنا حول حصص تتجاوز كل ما هو متعارف عليه خلال كل الازمنة السابقة لنخلق حواجز وعوائق امام الوصول الى تفاهمات ان الامر يحتاج الى وعي حقيقي الى عمل جاد، اولا اطلاق المسؤولية السياسية من خلال الحكومة وثانيا الى الانطلاق بمحاربة حقيقية للفساد الذي لا يحارب باعتماد الشعبوية وعدم استغلال الناس ووجعهم من اجل التركيز على قضايا تؤدي الى الانقسام على كل المستويات، كما حاول البعض في الايام الماضية على خلفية نتائج دورة تطويع في مؤسسة امنية ان يخلق اشكالات ويرمي بتهم لا تتصل بالحقيقة على الاطلاق لضرب اسفين بالعلاقات الاجتماعية بين منطقة وأخرى”.
وختم خليل: “اننا معنيون بالاهتمام بكل قضايا الناس في كل المناطق على مستوى واحد من الاهتمام والمساواة مؤمنين بضرورة اعطاء الفرص لاصحاب الكفاءات، من يريد ان يمس بالاستقرار الاجتماعي بالنسبة الينا هو مس بالخطوط الحمر، لا مصلحة لاحد على الاطلاق بها ولا مصلحة لاحد باحياء العصبيات القبلية والمناطقية تجاوزناها منذ زمن طويل”.