نظمت نقابة المستشفيات في لبنان، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ورشة عمل عن موضوع “مكافحة العدوى في المستشفيات” في فندق “هيلتون بيروت – متروبوليتان بالاس”، في حضور العميد الركن معين شحاده ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، العميد الطبيب علي السيد ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد جهاد ضاهر ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا، الدكتورة ندى غصين ممثلة المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار، الدكتور فادي حداد ممثلا نقيب الأطباء ريمون الصايغ ، فؤاد حليحل ممثلا مدير عام الضمان الاجتماعي محمد كركي، نتالي ريشا ممثلة نقيبة الممرضين والممرضات الدكتورة ميرنا ضومط، رئيس جمعية شركات الضمان في لبنان ماكس زكار وممثلين وعاملين في المستشفيات والقطاع الصحي والهيئات الضامنة ومهتمين.
افتتاحًا كلمة منسق أعمال الورشة الاختصاصي في الامراض الجرثومية والمعدية الدكتور جاك مخباط الذي تحدث عن أهمية موضوع الورشة “مكافحة العدوى في المستشفيات” ومنع انتقال الجراثيم الذي بات خطرًا يهدد سلامة المرضى ويسيء الى سمعة القطاع الاستشفائي.
هارون
ثم تحدث نقيب المستشفيات المهندس سليمان هارون فاعتبر أن مشكلة العدوى المكتسبة داخل المستشفى أصبحت عالمية، وأخيرًا تناولها الإعلام في لبنان بشكل مضخم مما نقل الذعر الى الرأي العام. وقال: “اليوم بدأنا حملة توعية على الإجراءات الواجب اتخاذها للحد قدر الإمكان من خطورة انتقال هذه العدوى التي أصبحت تشكل نسبة 5 و7 في المئة من الحالات الطبية داخل المستشفى لترتفع الى 15 في المئة داخل أقسام العناية الفائقة عالميًا”.
وأضاف: “من المعروف أن كل مريض يبقى في المستشفى لمدة تزيد على 10 ايام اصبح عرضة اكثر من غيره للاصابة بهذه العدوى. والمشكلة تكون فعلية مع المرضى الذين عندهم ضعف في المناعة. المسؤولية مشتركة بين الجميع من مستشفيات، اطباء، جهات ضامنة رسمية وخاصة، مع العلم المسبق انه لا يمكننا الوصول إلى نسبة صفر في المئة اصابة بالعدوى.
من هنا يجب العمل على:
– تأمين سلامة المريض وحمايته.
– منع حدوث اشكالية بين المستشفيات والاجهزة الضامنة التي ترفض تحمل نفقات علاج المريض الذي يحمل هذه الجرثومة بحجة انه التقطها في المستشفى رغم الاجراءات الضرورية المتخذة.
والنقاش مستمر مع الاجهزة تمهيدا لوضع بروتوكولات تراعي سلامة المريض وتحفظ سمعة القطاع الاستشفائي وصدقية الجهات الضامنة”.
وتابع: “خلال الورشة، سنبحث في الحلول المطروحة بغية توحيد الاجراءات بين جميع المستشفيات لمكافحة العدوى، وهي تبدأ داخل كل مستشفى مع استقبال المريض والتحقيق الضروري حول حالته، مرورا بوسائل العزل وآلياته داخل المستشفى، الى طرق نقل المرضى بواسطة سيارات الاسعاف مثل الصليب الاحمر اللبناني والهلال الاحمر وغيرهما.
وايضا لا يجب تجاهل سوء استعمال المضادات الحيوية وانعكاساته على مناعة الافراد وسوء مقاومتهم للامراض والجراثيم”.
وختم: “في نهاية هذه الورشة، سنخلص الى توصيات سترفع الى وزارة الصحة العامة والاجهزة الضامنة كافة ونعمل على تعميمها لتكون الاجراءات موحدة”.
غصين
بدورها، ألقت الدكتورة غصين كلمة الدكتور عمار، فقالت: “تشكل العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية عبئا على المواطن، والمؤسسات الصحية والدولة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية نسبة 10% من حدوث عدوى مرتبطة بالرعاية الصحية.
وهنا تكمن أهمية برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها. فهي تمثل إحدى الركائز في المؤسسات الصحية. وتقوم البلدان كافة بتطوير قدراتها في هذا المجال.
وتعتمد الوقاية من العدوى ومكافحتها على تطوير التنسيق مع الأفرقاء من اصحاب المهن الصحية، المؤسسات الصحية، الجامعات، المختبرات، الجمعيات العلمية والنقابات. وترتكز على تحديد الإجراءات على الصعيدين الوطني والمؤسساتي.
وتشمل أنشطة مختلفة من اعداد البرامج الصحية، تدريب الموارد البشرية، وضع دلائل ارشادية، ترصد العدوى المكتسبة في المؤسسات، وضع استراتيجية متعددة، ومتابعة المؤشرات”.
راضي
وفي الختام، تحدثت منسقة البرامج في منظمة الصحة العالمية الدكتورة اليسار راضي عن “خطة المنظمة ودعمها للبنان في مواجهة العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، لافتة إلى أنه بحسب إحصاءات 2017، هذه العدوى المنتقلة داخل المستشفيات هي بنسبة 7% في البلدان التي هي في طور النمو وبنسبة 10% في البلدان المتطورة، وان الكلفة الاقتصادية المترتبة عنها هي في تزايد مستمر وقد ناهزت 20 مليار دولار.
وذكرت أن التنسيق جار من منظمة الصحة العالمية لمواجة الأخطار الناجمة عنها بحيث ان عشوائية استهلاك المضادات للميكروبات والافراط في استخدامها في الطب البشري والطب البيطري يعرضان الإنسان والحيوان معا للخطر.
وختمت: “تشدد خطة العمل على ضرورة اتباع نهج “الصحة الواحدة” الفاعل الذي ينطوي على التنسيق بين قطاعات وجهات فاعلة دولية عديدة تشمل الطب البشري والبيطري والزراعة والشؤون المالية والبيئية والمستهلكين والمطلعين على الامور”.
بعدها، بدأت أعمال الورشة التي تناولت مواضيع مختلفة محورها “العدوى داخل المستشفيات وسبل الوقاية منها”.