استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم الخميس، في عين التينة، الرئيس فؤاد السنيورة وعرض معه للاوضاع الراهنة.
وقال الرئيس السنيورة، بعد اللقاء: “كان اجتماعًا طيبًا جدًا جرى فيه استعراض العديد من المسائل المتعلقة بالاوضاع العامة، وبالتداعيات التي تحملها معها التطورات الاقليمية والدولية وعلى اهمية العمل على صعيد المحلي لتدارك الازمات التي يفترض باللبنانيين ان تتضافر جهودهم من اجل مواجهتها. واني ومع التأكيد على اهمية انجاز سريع لتأليف الحكومة، لكنني ارى ان هناك حاجة ماسة ايضا، في ضوء التطورات التي نشهدها، للثقة بين المواطن والدولة، وايضا الفئات السياسية المختلفة بسبب ما نشهده من تداعيات على مدى هذه السنوات من امور ادت الى هذا الانحسار بالثقة بين المواطنين والدولة. وهناك حاجة لتعزيز هذه الثقة الداخلية، ولتعزيز الثقة ايضا بين لبنان واللبنانيين مع المجتمع الدولي”.
أضاف: “في ضوء ذلك، أرى حاجة لإحداث صدمة ايجابية في لبنان يشارك فيها الجميع، وهذه الصدمة الايجابية كما اقترحها قد يخيل للبعض انها تتعرض للبديهيات، وانا اعني اهمية هذه البديهيات للبنان واللبنانيين. واعني بذلك بداية العودة للالتزام ليس بالكلام وكما يقول القرآن الكريم “يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم”، ان نعني حقيقة العودة الى احترام اتفاق الطائف، واحترام الدستور الذي انبثق من هذا الاتفاق، والعودة الى احترام القوانين من قبل الجميع. لا نقبل بأن يقول وزير هنا او وزير هناك انه لا يريد تطبيق هذا القانون لانه لا يعجبه. اذن العودة لاحترام القوانين لاننا نريد دولة، دولة قانون وليس باستطاعتنا تعزيز الاقتصاد وحركة الاستثمار اذا لم يشعر المستثمر بأن هناك دولة تحترم فيها القوانين، اذن العودة لاحترام القانون”.
وتابع: “ثالثا احترام حقوق الدولة اللبنانية بسيطرتها الكاملة على جميع مرافقها لا ان تكون هناك مرافق من هنا وهناك ويحصل تسريب لوارداتها وامكاناتها بشكل او بآخر. اما الامر الرابع فهو العودة الى احترام معايير الكفاءة والجدارة في تحمل المسؤوليات في الدولة اللبنانية اكان ذلك على صعيد الوزارة ام على صعيد الادارة اللبنانية لانه بهذا الامر نستطيع ان نعيد للادارة اللبنانية كرامتها وصدقيتها والثقة بها لا ان تكون هي ملك للاحزاب والطوائف والمذاهب كل يأخذ حصته منها، وبالتالي لا يعود هناك الولاء للدولة بل للاحزاب والميليشيات”.
وأردف: “أنا أقول ان هذه الصدمة لا تكون صدمة الا عندما يعلن الجميع لا سيما من قبل الرئاسات الثلاث، التزامهم بأنه لن يكون من تصرف بعد الآن بأي امر دون الالتزام بهذه القواعد. بهذه القواعد نحدث صدمة إيجابية نستطيع بها الدخول في اصلاحات حقيقية بحاجة لها والتي كنا نراوغ على مدى 25 سنة ونستعصي على عملية الاصلاحات. أعتقد انه آن الاوان لنواجه بشجاعة ومسؤولية الوضع الذي اصبحنا عليه، ونحن قادرون على ان نخرج من هذه المآزق التي تجمعت ولكن هذه هي المسارات التي علينا ان نتبعها حتى نستطيع الخروج منها”.
وختم: “أحببت ان أذكر هذه النقاط خلال هذه الزيارة لدولة الرئيس، واعتقد انه في كثير من الامور كان هناك توافق على هذه القضايا”.
سئل: هل الجلسة التشاورية التي يعتزم الرئيس بري القيام بها يمكن ان تحدث الصدمة الايجابية؟ وكيف ينظرون اليها؟
اجاب: “تحدثت مع دولته في هذا الشأن، واخذ بالاعتبار كل هذه الافكار وسيتصرف بالذي يراه مناسبا”.
سئل: هل تعتبرونها مساسا بصلاحيات رئيس الحكومة؟
اجاب: “أعتقد انه بالامكان الوصول الى الهدف بطرق أخرى. ودعونا ان يكون لدينا المبدأ الذي اؤكد عليه، واعتقد ان دولة الرئيس بري حرص مثلي واكثر ايضا على الاحترام الكامل للنصوص الدستورية”.
الخازن
ثم استقبل الرئيس بري سفير لبنان الجديد في الفاتيكان النائب السابق فريد الياس الخازن.
وفد عسكري
واستقبل الرئيس بري بعد الظهر، وفدًا من قيادة الجيش برئاسة العميد الركن رفعت رمضان وعضوية العميد الركن فاتك السعدي والعقيد الركن ايلي مزهر، نقل الى رئيس المجلس تحيات قائد الجيش ودعوة لحضور حفل تقليد السيوف لضباط دورة فجر الجرود الذي سيقام الاول من آب بمناسبة عيد الجيش.