مانشيت “الجمهورية”: التعطيل يدخل الشهر السابع … و»الخلوة الرئاسية» لم تلامس المخارج

مانشيت “الجمهورية”: التعطيل يدخل الشهر السابع … و»الخلوة الرئاسية» لم تلامس المخارج
مانشيت “الجمهورية”: التعطيل يدخل الشهر السابع … و»الخلوة الرئاسية» لم تلامس المخارج

صحيفة الجمهورية

يتمّ اليوم تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، شهره السادس، ويدخل غداً شهره السابع وعجلة التأليف تكمل دورانها في الاتجاه العكس الى الخلف، ويزيد ابتعادها أكثر فأكثر عن بلوغ مخرج ينتشل هذه الحكومة من قعر الأزمة. وصار الحديث عن إمكان ولادة الحكومة في المدى المنظور ضرباً من المجازفة، بالنظر الى السباق الجنوني على حلبة التأليف وإمعان أطرافه جميعهم، في حبس الحكومة ومعها البلد وأهله وما يتهدّدهم من أزمات وما يعانونه من تحدّيات، داخل حقيبة وزارية.
هذا المستوى المتدني من الصراع على حقيبة وزارية وكأنّها كنزٌ ثمين، المترافق مع تخلّ فاضح عن الشعور بالحد الأدنى من المسؤولية التي يتطلبها وضع بلد يحتضر على حافة الأزمات المتتالية والمتراكمة في شتى المفاصل، أطفأ باعتراف أطراف الصراع كل بارقة أمل في بناء هيكل حكومي مطلوب ولو من حيث الشكل، ليقود السفينة اللبنانية ويحدّد سُبل المواجهة والصمود أمام الآتي الأعظم، وأكّد باعترافهم ايضاً، أنّ الحكومة رُحّلت مسافات الى الأمام، أقلّه الى آخر السنة، وهو ما ذهب إليه مرجع سياسي، مع أنّ الصورة التشاؤميّة القائمة حالياً، في رأيه تدفع إلى الإفتراض بأنّ الحكومة رُحِّلت أشهراً وإلى ما بعد آخر السنة، وصولاً حتى الربيع المقبل إن لم يكن أبعد من ذلك.

الفاتيكان يحذّر

وسط هذه الأجواء اللبنانية القاتمة، يبرز التحذير الذي أطلقه الكرسي الرسولي للبنانيين، وحثّهم على الحفاظ على بلدهم في وجه التحدّيات التي قد تواجهه. مع التأكيد على وقوف الفاتيكان والبابا فرنسيس الى جانب لبنان والتنوّع فيه.

هذه الصورة، نقلها بعض الزوار اللبنانيين الى الفاتيكان في الأيام الاخيرة، ومن بينهم شخصيات وحزبيون ونواب مثل علي بزي، الان عون، نعمة افرام، ياسين جابر، نديم الجميل، طوني فرنجية، شوقي الدكاش، نقولا نحاس، وغيرهم.

وبحسب هؤلاء، فإنّ البابا فرنسيس، أكّد أمام من التقاهم من هؤلاء الزوّار على عمق العاطفة التي يكنّها للبنان، آملاً أن يستعيد عافيته، ومنوّها في الوقت نفسه على أهمية التوازن المسيحي – الإسلامي الفريد في لبنان، مؤكّداً انّ هذا التوازن قوي كأرز لبنان.

على انّ المحطة الأبرز لهؤلاء الزوّار، كانت مع وزير خارجية الفاتيكان، الذي قدّم أمامهم عرضاً مفصّلاً للوضع في المنطقة ومن ضمنها لبنان. وبحسب ما نقلوا، فإنّ وزير خارجية الكرسي الرسولي مرّ على الملف الإيراني، داعياً الى عدم التقليل من أهمية دور إيران في المنطقة.

واما في الملف السوري، فلم يرَ انّ الحل السياسي ممكن حتى الآن، وإن كان أشار الى انّ الرئيس السوري بشار الاسد قد لا يمانع في ان يكون رئيساً حتى على مساحة لا تشكّل كل المساحة السورية.

وحول الوضع اللبناني، أكّد انّ الفاتيكان يريد ان يرى حكومة في لبنان، ونُقل عنه قوله: «لا اريد ان أرسم أمامكم صوراً وردية او اقصّ عليكم قصص أطفال، الى اين أنتم ذاهبون بلبنان، وضعكم لا تُحسدون عليه، انتبهوا، يجب ان تنظّموا أنفسكم وبلدكم لكي تستطيعوا مواجهة الكمّ الكبير من التحدّيات التي تنتظركم، والكرسي الرسولي سيبقى داعماً للبنان، لكنّه بالتأكيد لا يملك عصا سحرية».

والنقطة الأهم التي ركّز عليها وزير خارجية الفاتيكان، كانت موضوع النازحين السوريين في لبنان، وفوجىء الحاضرون اللبنانيون بصراحته حيث قال: «موضوع النازحين في لبنان يشكّل عبئاً كبيراً، وبالتأكيد انّ لبنان لا يستطيع ان يحتمل العبء الإضافي الذي يشكّله تزايد ولادات النازحين التي باتت تزيد عن 200 الف ولادة، ولكن مع الأسف، انّ عودتهم الى بلادهم قد لا تتم، إذ ليس هناك في العالم من هو مستعد ليقدّم المساعدة للبنان في هذا الموضوع، نحن ننصح بأن يطرق لبنان باب واشنطن علّه يلقى مساعدة في هذا المجال».

تنسيق العودة

من جهته، ورداً على سؤال حول موضوع النازحين، اكّد بري انّ «هذا الملف شديد الحساسية بالنسبة للبنان، وعودتهم الى بلادهم لا بدّ ان تحصل، وانا ورئيس الجمهورية متفقان على انّ هذا الامر يجب ان يحصل، لكن الاساس في هذا الموضوع يبقى في حصول حوار بين لبنان والحكومة السورية في سبيل تنسيق هذه العودة».

داخلي أم خارجي؟

الى ذلك، فإنّ المثير في الأجواء الحكومية المعطلة، هو المحاولة التي تبدو متعمدة للهروب الى الأمام والقفز فوق أصل أزمة التعطيل القائمة، عبر إعادة إشعال النقاش الداخلي حول مسببات التعطيل، وليس حول الحلول، بين رأي يحصر هذا التعطيل بعامل داخلي مرتبط فقط بعقدة تمثيل سنّة 8 آذار والتصلّب المُتبادل بين أطرافها، وبين رأي آخر يقول بوجود عامل خارجي – البعض يقول إنّه أميركي، وبعض آخر يقول إنّه سعودي وبعض ثالث إنّه إيراني – أوحى بهذا التعطيل وعدم السير بتأليف الحكومة الى حين تبلور الظروف الملائمة لإعادة إطلاق عجلته من جديد.

خلوة عموميات

واذا كانت خلوة الدقائق العشر التي جمعت الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري في القصر الجمهوري قبل تلقيهم التهاني بعيد الاستقلال، قد شكّلت، وعلى رغم قصر أمدها، نقطة رهان لدى كثيرين بأنّها قد تؤسّس لمخرج جدّي لعقدة تمثيل سنّة 8 آذار، فإنّ البحث الرئاسي فيها لم يخرج عن إطار العموميات، دون ان يلامس أي مخرج لهذه العقدة، ما خلا الرغبة المشتركة التي أبداها الرئيسان عون والحريري في السعي الى المزيد من الجهود للعثور على حل.

بري: البلد يتداعى

وبحسب مطّلعين على أجواء الخلوة، فقد برزت فيها مصارحة بري للرئيسين، بأنّ الوضع لم يعد يحتمل، وصرخات الناس تتعالى يوماً بعد يوم، ولم يعد من الجائز الاختباء خلف الأصبع او دفن الرؤوس في الرمال كالنعام، يجب ان نعترف انّ البلد على شفير ان يتداعى لو استمر الحال على ما هو عليه.

واكّد بري «آن أوان تشكيل الحكومة، وكل تأخير إضافي يدفّع البلد مزيداً من الأكلاف والأضرار التي قد يصل معها الى لحظة لا يعود في مقدوره احتواءها او لملمة سلبياتها، ولذلك وزير بالزايد او وزير بالناقص، أعتقد انّه ليس مهماً على الإطلاق، يا اخوان البلد في وضع صعب».

ولفت بري أمام زواره، الى انّ الجو جامد حكومياً ولا حلول آنية في متناول اليد، لا بل انّ افق الحلول مغلقة بالكامل. وتبعاً لذلك أوحى بأنّ الحكومة مطوّلة وما من شك في هذه الحالة انّه من الآن والى ان يحين موعد ولادتها، يبقى الصمت سيّد الكلام.

العقدة السنّية

في هذا الوقت، طلب نواب «سنّة 8 آذار» موعداً للقاء الرئيس المكلّف، واكّدت أوساطهم انّهم لم يتلقوا جواباً حتى الآن، على الرغم من الاجواء التي سبقت طلبهم الموعد، واكّدت عدم رغبة الرئيس المكلّف في إتمام هذا اللقاء، وهو الامر الذي اعتبرته مصادر النواب الستة، خطوة تصعيدية من قبل الرئيس المكلّف، الغاية منها الهروب الى الامام والامعان في عدم الاعتراف بحقهم التمثيلي في الحكومة الذي فرضته الانتخابات النيابية، ولا يستطيع احد ان يتجاوزه او يقفز عنه مهما طال الوقت، ومهما رفع مستوى مغالاته في هذا المجال.

«المستقبل»

وإزاء ذلك، قال مصادر قيادية في «تيّار المستقبل» لـ«الجمهورية»: انّ طلب النواب الـ 6 موعداً من الرئيس المكلّف خطوة إضافية في مسلسل عرقلة تأليف الحكومة، وهو يأتي في ربع الساعة الأخير، بعد أن أصبحت التشكيلة الحكومية جاهزة للإعلان منذ قرابة 3 أسابيع، ولا يؤخّرها إلا امتناع «حزب الله» عن تحديد أسماء وزرائه الثلاثة، بعد أن اتخذ من النواب الـ6 ذريعة لتحقيق مصلحة إيران، التي اعتادت أن تأخذ لبنان واللبنانيين رهينة صراعات لا تمت لمصلحة لبنان واللبنانيين بأي صلة».

وإذ تركت المصادر القيادية «أمر تحديد الموعد أو عدمه للرئيس الحريري وحده»، سألت عن «الغاية من هذا الموعد، فإذا كانت الغاية أن يعرضوا مطلبهم بالتوزير، فقد طالب بذلك الأمين العام لـ«حزب الله» في خطاب واضح، وحصل على جواب أكثر وضوحاً في المؤتمر الصحافي للرئيس الحريري. أما إذا كان المقصود أن يعرضوا وجهة نظرهم، فهي معروفة من خلال تصاريحهم اليومية، أما إذا كانت الغاية الجلوس مع الرئيس الحريري، فكما تابع الجميع، فإنّ الرئيس المكلّف اجتمع اليهم في المشاورات التي أجراها في مجلس النواب، وكان 4 منهم في عداد كتلهم النيابية التي ستُمثل في الحكومة، نسخة طبق الاصل عمّا كانوا عليه في استشارات تسمية الرئيس المكلّف في قصر بعبدا، فقد حضر فيصل كرامي وجهاد الصمد ضمن كتلة «المردة»، وقاسم هاشم ضمن كتلة الرئيس بري، والوليد سكرية ضمن كتلة «حزب الله»، في حين حضر عبد الرحيم مراد وعدنان طرابلسي منفردين، وبذلك يكون الرئيس الحريري التقى النواب الستة بخلاف ما يدّعون».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى