مخزومي: في لغتنا تكمن هويتنا

مخزومي: في لغتنا تكمن هويتنا
مخزومي: في لغتنا تكمن هويتنا

 

أيها الحفل الكريم
بفخر وإعجاب أقف اليوم هنا محدثاً عن قيمٍ حضارية، وإيمانية وفكرية تزدان بها لغتنا العربية صاحبة الأفضال الكثيرة علينا وعلى حضارات أُخرى.
أليست هي صاحبة الإسهامِ الكبير في نهضة الغرب وكانت، منذ قرونه المظلمة المعروفة بالقرونِ الوسطى، قد حملت إليه وإلى العالمِ بأسرِه علوماً من أبرزِها ما حوَته مؤلفات ابن سينا في الطب، وكتابات الإمامِ الغزالي التي ألهمت فكر ديكارت ممهدةً للعقل دروبه المستنيرة؟
بفضل العربية حُفِظ الفكر الإغريقي بعدما ضيع الغرب مصادره فعثر عليه في كتابات أعلامِنا الكبار وأولهم ابن رشد؟
أليست لغتنا العربية لغة الوحي الإلهي وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”؟
لغة سلكت بالإيجاز دربها إلى الإعجاز، في عبارتها عبور بين الأماكنِ والعصور، وفي بلاغتها بلوغ لأرفعِ المعاني وأنبل المقاصد، وفي فصاحتها إفصاح ووضوح، وفي بيانها ذروة التبيين.
ليس غريباً أن تصنف اللغة العربية بين اللغات الخمس الأولى عالمياً على صعيد عدد الناطقين بها، وأن يُقام لها يوم عالمي، ولكن الأهم يبقى في حفظ الجميل.
كما حملت اللغة العربية أمانة الوحي والشعر والتاريخ والفكرِ والعلوم، كذلك ينبغي أن نحمل بدورِنا أمانة اللغة العربية، فنعمل على تطويرِ مناهجِ تعليمها، وتشجيعِ التأليف والنشرِ فيها، وتحفيز أجيالنا على تعاطيها ومطالعة ما يصدر بها من كتابات.
هي أمانة لبنانيين كثر وكبار منهم أحمد فارس الشدياق، وناصيف وابراهيم اليازجي، والمعلّم بطرس البستاني، وعمر فروخ، والشيخ عبد الله العلايلي وآخرون نعتز بإنجازاتهم.
في لغتنا تكمن هويتنا، وفي غنى مضمونها يتسع مدى انتشارِها، فلنحفظْ أمانتها بالسهرِ على عقول تفكر وتعبّر كما فكَّر وعبَّر عمالقة الأدب والفكرِ العربيين…
إنها لغة الضاد، لغة الأجداد، لغة الله… فلنحسن صيانتها ولنحمل أمانتها.
وشكراً.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى