ما لقيصر… وما لـ«حزب الله»

ما لقيصر… وما لـ«حزب الله»
ما لقيصر… وما لـ«حزب الله»

جوزف الهاشم-جريدة الجمهورية

يَـبْنونَ بالمالِ الحرامِ عروشَهُمْ وبـهِ رؤوسٌ دُحْرِجَتْ وعروشُ.

مِنْ أجل المال الحرام قصَّتْ دليلةُ شعرَ شمشون…
ومن أجل المال الحرام قُتِلَ الإمام الحسن مسموماً بيـدِ زوجته…
ومن أجل التاج المرصَّع بالذهب خلعَتْ الأمبراطورة الروسية كاترين الثانية زوجها القيصر.
وبسبب العقد المذهَّب الذي اشترته الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت من خزينة الدولة النازفة… تـمَّ إعدامها وإعدام الملك.
ومن أجل ثلاثين من الفضَّة سلّم «يهوذا» المسيحَ للجلاّدين…
ومن أجل هذا الربّ الوثني الذي إسمه المال، كان في لبنان حكومات «يهوذيَّـة» فاستشرى معها الفساد، ليصبح لبنان على مشارف السقوط أو يكاد.
قديماً، قصَّت دليلةُ شعـرَ شمشون فهدَم الهيكلَ على أعدائه… واستُشهد الحسن فانتصر الدين… وبفضل عقد ماري أنطوانيت كانت الثورة الفرنسية…
وبعد صلب المسيح كانت القيامة… وشَـنقَ يهوذا نفسه…
واليوم… تسقط الهياكل وتتساقط الضحايا ويستمر المال منهوباً… ويستمرّ الملوك على عروشهم، فلا ثورة، ولا مقصلة ولا قيامة، حتى ولا حُرمَةَ لأَساورِ الذهب النحيلة، تُنزَعُ من زنود الصبايا اليتامى، وبها يحتفِظْنَ هدايا متواضعة من آبائهنّ الشهداء.
واليوم، يعود الشعراء التكسبيُّون ليتخذوا من الفساد عروساً للشعر، والعرس لا يزال دائـراً، وربّ البيت يضرب بالطبل.
والذين ينظمون القصائد هم الشعراء وهم الخليفة، وهم الذين دخلوا هيكل الحكم فقراء فجعلوه مغارة للّصوص وخرجوا منه أغنياء، وهم: «الكتبة والفريسيون والمراؤون الذين يأكلون بيوت الأرامل»… وهم الذين يعبدون «ربيّن: الله والمال»…
أيها السيد… السيّد حسن، «ألاَ إنَّ نصرَاللهِ قريبٌ»، وأنت تعبده ربّـاً في السماء وتقود حزباً لهُ على الأرض، أعلنتها حرباً جهادية بكل أنواع الأسلحة على هذا الشيطان الأكبر الذي إسمه الفساد والذي «ظهـرَ في البرِّ والبحر» «ليهدد وجود لبنان».
أنت تعرف، وتعرف أنّ الناس يعرفون، أنَّ «الذين يسعون في الأرض فساداً» هم من كل الأحزاب وكل الطوائف وكل الفئات والكُتَل، وأسماؤهم معروفة، وجيوبهم مكشوفة، ووجوههم موصوفة.
إذا تلكَّـأ حزب الله عن مطاردة جميع المتورطين دونما استثناء أو تحيُّـز أو تمييز، يكون «حزباً منافقاً كاذباً» هكذا قلتَ أنتَ، ولا يصحّ أن يُنسب النفاق الى حزب يحمل إسم الله… «والله جامعُ المنافقينَ والكافرينَ في جهنّم جميعاً».
وإذا خسر الحزب معركته ضـدّ هذا العدوّ المبـين، فقد تسقط انتصارات معاركه السابقة ضـدّ الأعداء الآخرين.
وإذا استثنى الحزب أنصاره وحلفاءه مخافة أن يخسرهم، فقد يخسر نفسه، «وماذا ينفع الإنسان إذا ربح العالم كلَّهُ وخسر نفسه».
عليك الرهان يا سّيد، فكنْ أنت سيفَ الحق لا «سيفَ دولةِ» المتنبّي، الذي كان هو الخصم والحكم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى