خبر

أزمة الرقائق -واشنطن تستنجد بتايوان لتوريد المزيد لصناعة سياراتها

السياسي -وكالات

لا تزال أزمة الرقائق الإلكترونية ترخي بظلالها على قطاعات صناعية مهمة في الاقتصادات الكبرى، ما دفع بوزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو اليوم الثلاثاء، إلى حث شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات وشركات تايوانية أُخرى على إعطاء أولوية لحاجات مصنعي السيارات الأميركيين لتخفيف النقص في الأجل القصير.

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:

وأبلغت ريموندو ندوة استضافها مجلس الأميركيتين أنه في الأجل الطويل ستكون هناك حاجة إلى زيادة في الاستثمارات لإنتاج المزيد من أشباه الموصلات في الولايات المتحدة وإعادة سلاسل إمداد في مجالات حيوية كثيرة أخرى إلى أميركا أو دول حليفة.

وكانت شركة “فورد موتور” أعلنت في 14 أبريل/نيسان المنصرم عن سلسلة جديدة من إغلاقات المصانع بسبب نقص رقائق أشباه الموصلات العالمي، وتشمل أحدث الإجراءات 5 مصانع في الولايات المتحدة وواحداً في تركيا. وكانت الشركة توقعت في مارس/آذار أن تدور تكلفة نقص أشباه الموصلات بين مليار و2.5 مليار دولار.

وتُستخدم أشباه الموصلات استخداماً كثيفاً في السيارات، لوظائف مثل مراقبة أداء المحرك وإدارة التوجيه أو النوافذ الكهربائية وفي حساسات التوقف وأنظمة الترفيه.

وبسبب نقص الرقائق أيضاً، أعلنت “نيسان موتور” اليابانية حينها عن تقليص ساعات العمل بمصانع لها في الولايات المتحدة، وقالت “هوندا موتور” إنها قد تخفض إنتاج بعض مصانعها الأميركية من 19 أبريل/نيسان.

كما قررت “فولكسفاغن” الألمانية وقف إنتاج سيارتها “تيغوان” في مصنعها بمدينة بويبلا المكسيكية، فيما قال مسؤولون في قطاع صناعة السيارات إن النقص سيتفاقم في الربع الثاني من العام مقارنة مع الربع الأول. وسبق أن قالت “جنرال موتورز” الأميركية إنها تتوقع أن يقلص نقص الرقائق أرباحها بما يصل إلى ملياري دولار.

واستغل الرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعاً افتراضياً عبر الإنترنت، عقده الأسبوع الماضي، مع قادة المؤسسات حول النقص العالمي في أشباه الموصلات، للدفع بخطته للبنية التحتية والتي تبلغ قيمتها 2.3 تريليون دولار، حيث أخبرهم أن الولايات المتحدة يجب أن تكون رائدة صناعة رقائق الحاسب الآلي في العالم.

وقال بايدن لمجموعة تضم 19 مديراً تنفيذياً من شركات صناعات التقنية والرقائق والسيارات: “نحتاج إلى بناء البنية التحتية (التي نحتاجها) للوقت الحالي، لا إصلاح البنية التحتية التي كانت موجودة بالأمس… الصين وبقية العالم لا تنتظر ولا يوجد سبب يدعو الأميركيين للانتظار”.

وظهر بايدن في الاجتماع الذي ضم مسؤولي الإدارة وقادة الشركات لمناقشة تطوير سلسلة توريد رقائق الكمبيوتر الأميركية أقوى. وجاء الاجتماع في وقت تواصل أزمة نقص الرقائق عالمياً فيه التأثير سلباً على مجموعة واسعة من الصناعات.

وفي 12 أبريل/نيسان، قال البيت الأبيض إن حزمة الاستثمارات في البنية التحتية التي اقترحها الرئيس جو بايدن والبالغة تريليوني دولار تتضمن 300 مليار دولار لتعزيز قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة، من بينها 50 مليار دولار لإنتاج وبحوث الرقائق.

وأعلن بايدن الملامح الرئيسية لمسعاه لإعادة بناء قطاع التصنيع في تعليقات إلى اجتماع لمسؤولين كبار بالبيت الأبيض والرؤساء التنفيذيين لحوالى 20 شركة كبرى سيركز على نقص في أشباه الموصلات يعكر صفو صناعة السيارات وشركات التكنولوجيا.

وقال البيت الأبيض في تقرير بشأن خطة بايدن للوظائف إن الاستثمارات المقترحة تتضمن أيضاً 50 مليار دولار لإنشاء مكتب جديد بوزارة التجارة لمراقبة الطاقة الصناعية المحلية وتمويل استثمارات في إنتاج سلع حيوية.

وتتضمن الخطة 46 مليار دولار لإعطاء دفعة لتصنيع الطاقة النظيفة من خلال مشتريات اتحادية وتعزيز الابتكار في قطاعات مثل السيارات والموانئ والمضخات وأيضاً تكنولوجيات حيوية مثل المفاعلات النووية المتطورة والوقود.

هذا وتواجه قطاعات صناعية كثيرة تشمل الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية والسيارات، منذ عدة أشهر صعوبات في التزود بأشباه الموصلات.

والشهر الماضي، قالت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة “تي إس إم سي”، أكبر منتج لرقائق المعالجات في العالم لصالح الشركات الأخرى، إن إيراداتها ارتفعت بنسبة 16.7% خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مع انتعاش الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا.

وتنتج “تي.إس.إم.سي” الرقائق الإلكترونية للعلامات التجارية الكبرى بما في ذلك “أبل إنك” و”كوالكوم إنك”. ومعظم أشباه الموصلات المستخدمة في الهواتف الذكية والمعدات الطبية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من المنتجات مصنوعة في تايوان وكوريا الجنوبية والصين.

وفي 2 أبريل/نيسان، ذكرت صحيفة نيكاي أن اليابان والولايات المتحدة ستتعاونان بشأن إمدادات مكونات مهمة للرقائق، وتهدفان إلى التوصل لاتفاق في هذا الشأن حين يجتمع زعيما البلدين في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وفي 19 مارس/آذار، قررت “نيسان” اليابانية تعليق جزء من إنتاجها في أميركا الشمالية لأيام بسبب النقص المستمر في أشباه الموصلات.

وفي 17 مارس/آذار، قال مسؤول كبير في جمعية صناعة أشباه الموصلات الصينية إن العالم يمر بنقص غير مسبوق في الرقائق، بعد نمو مبيعات أشباه الموصلات 18% العام الماضي.

وقال تشو زي شيوي، رئيس الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات خلال مؤتمر “سيميكون الصين”: “يتعين علينا تعزيز تعاوننا، وأن نولي اهتماماً أكبر بالابتكار. هذه هي الطريقة الوحيدة حتى تتمكن صناعتنا من إدارة التحديات التي تواجهنا”.

والصين أكبر مشتر ٍلأشباه الموصلات في العالم، لكن إنتاجها المحلي هامشي. وقد نمت المبيعات لديها 17.8% في 2020 عن العام السابق إلى 891 مليار يوان (137 مليار دولار)، وفقاً لجمعية صناعة أشباه الموصلات الصينية.