خبر

فايننشال تايمز تصف بيتكوين بالعملة القذرة

وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عملة بيتكوين المشفرة بالعملة القذرة؛ بسبب استهلاك الطاقة، والتأثير البيئي الضار لعملية التعدين الإلكتروني من أجل الحصول عليها.

ولفتت إلى أنه بعد تسليط الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الضوء على التأثير البيئي للعملات المشفرة، بدأت الحكومات بالانتباه.

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:

ولا تعد بيتكوين العملة المشفرة الوحيدة التي تستهلك الطاقة بكثافة، لكنها أكبرها على الإطلاق، وثمة عملات أخرى مثل لايتكوين، وإيثر، ودوجكوين، التي بدأت كـ مزحة ولكن بدأ استخدامها يتزايد على نطاق واسع.

ورغم الثورة التي أحدثتها تلك العملات في عالم المال والأعمال، تبقى هناك مخاوف شديدة – معظمها بيئية- مصاحبة لها، حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية.

وذكرت دراسة أجرتها مجلة ”Joule “ المتخصصة في أبحاث الطاقة في مارس من العام 2020 أن البيتكوين يمثل حوالي 80 % من القيمة السوقية للعملات التي تطبق نظام ”إثبات العمل“ proof-of-work system الذي يحتاج إلى شبكة عالمية من أجهزة الكمبيوتر تعمل على مدار الساعة، مشيرة إلى أن العملة نفسها تستهلك حوالي ثلثي الطاقة.

وزعمت الدراسة أن ”العملات المشفرة تمثل ما يقرب من 50 % من استهلاك الطاقة، جنبا إلى جنب مع بيتكوين شديدة النهم للطاقة، التي تتسبب بالفعل في أضرار بيئية كبيرة“.

وبحسب مؤشر جديد تم إنشاؤه لحساب مقدار الطاقة التي تحتاجها شبكة بتكوين للعمل، توصل الباحثون إلى أن بيتكوين تستهلك طاقة أكثر مما تستهلكه سويسرا بأكملها!

الأداة التي تم إطلاقها هذا الأسبوع على الإنترنت من قبل جامعة كامبريدج- تسمى مؤشر كامبريدج لاستهلاك بيتكوين الكهربائي- تعمل على تقدير مقدار الطاقة اللازمة لتشغيل شبكة بتكوين في الوقت الفعلي، الذي على أساسه يتم حساب وتقدير الاستهلاك السنوي.

وبحسابات هذا المؤشر، فإن شبكة بيتكوين تستهلك أكثر من 7 جيجاوات من الكهرباء للعمل، ما يعني استهلاكاً سنويا يقدر بـ64 تيراوات ساعة، وهو ما يفوق استهلاك سويسرا الذي يقدر بـ58 تيراوات ساعة، ويبقى أقل من استهلاك كولومبيا الذي يبلغ 68 تيراوات ساعة سنوياً.

هذه التقديرات تعني أن بيتكوين تستهلك نحو 25% من الطاقة المستهلكة عالميا سنويا، بحساب آخر وأقرب للواقع تساوي هذه الطاقة الطاقة التي تستهلكها غلايات الشاي في المملكة المتحدة على مدى أكثر من 11 عاماً.

ويرى البعض أن استخدام العملات المشفرة غير عملي وغير مجدٍ في الحياة اليومية، حيث تحتاج معاملة واحدة لبيتكوين طاقة أكثر مما تحتاجه بنوك العالم مجتمعة.

ومؤخرا عدل الملياردير إيلون ماسك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ ”تسلا“، عملاقة صناعة السيارات الكهربية، عن رأيه، وتراجع عن خططه التي كشف عنها في فبراير الماضي بشأن قبول بيتكوين كوسيلة للدفع للمدفوعات لشراء سيارات شركته.

وقال ماسك: ”تعتبر العملات المشفرة فكرة جيدة على العديد من المستويات، ونعتقد أن لها مستقبلًا واعدا، لكن هذا لا يمكن أن تكون له تكاليف باهظة على البيئة“.

واتهم أنصار العملات المشفرة إيلون ماسك بجهل أساليب التعدين أو بالسعي لحماية المصالح الغامضة للحكومة الكبرى.

وبالنسبة للأكاديميين الذين ظلوا لسنوات يقيسون كثافة طاقة البيتكوين، أشار ماسك ببساطة إلى حقيقة ثابتة، وإن كان ذلك بطريقته الغريبة، إنه سؤال تم تجاهله إلى حد كبير حتى الآن من قبل الحكومات والجمعيات الخيرية البيئية، والبنوك والبورصات التي تسهل صناعة العملات الرقمية الواسعة.

يقول البروفيسور بريان لوسي من كلية ترينيتي في دبلن: ”تستهلك عملة البيتكوين وحدها قدرا من الكهرباء يساوي ما تستهلكه دولة أوروبية متوسطة الحجم“. ”هذه كمية مذهلة من الكهرباء، إنه عمل قذر، إنها عملة قذرة“.

ووصف البنك المركزي الأوروبي في السادس والعشرين من مايو الجاري ”البصمة الكربونية الباهظة“ للأصول المشفرة بأنها ”مدعاة للقلق“.

وفي ورقة بحثية في وقت سابق من هذا الشهر، قال البنك المركزي الإيطالي إن نظام المدفوعات في منطقة اليورو“ Tips “ له بصمة كربونية أصغر بـ 40 ألف مرة من تلك الخاصة بعملة البيتكوين في عام 2019.