خبر

بوينغ تخفض إنتاج دريملاينر 787 بعد رصد مشكلة

السياسي -وكالات

أعلنت شركة “بوينغ” عن خفض إنتاجها طائرات من طراز “دريملاينر 787” (787 Dreamliner) بعد تحديد مشكلة جديدة في الطائرة، حسبما أعلنت الشركة الثلاثاء 13 يوليو (تموز) الحالي، في أحدث عقبة في سلسلة من الانتكاسات، إذ تكافح شركة الطيران العملاقة للتعافي تماماً من ركود طويل.

وقالت “بوينغ” إنه أثناء فحص طائرات 787، “حُددت مواقع إعادة تصنيع إضافية ستكون مطلوبة”.

وصرحت متحدثة باسم “إدارة الطيران الفيدرالية” الأميركية (FAA) أن المشكلة وصِفت بأنها “مشكلة جودة التصنيع بالقرب من الأنف على طائرات 787 دريملاينر”.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إنه “على الرغم من أن المشكلة لا تشكل تهديداً مباشراً لسلامة الطيران، إلا أن بوينغ التزمت بإصلاح هذه الطائرات قبل استئناف عمليات التسليم”، مضيفةً أن الشركة ستبحث أيضاً ما إذا كان ينبغي تعديل طائرات 787، الموجودة بالفعل في الخدمة.

وتزيد المشكلة الأخيرة من الرياح المعاكسة التي تواجه شركة بونيغ، في وقت بدأ قطاع السفر بالانتعاش، بعد الانكماش العميق التي فرضه تفشي فيروس كورونا، وإعلان شركات الطيران التجارية عن طلبات شراء طائرات جديدة كبيرة.

وتراجعت أسهم بوينغ عند صدور هذا الإعلان، فهبطت بنسبة 4.2 في المئة إلى 228.20 دولاراً في نهاية تعاملات يوم الثلاثاء (13 يوليو)، ما جعل منها الخاسر الأكبر على مؤشر داو جونز.

وستقوم الشركة المصنِّعة العملاقة حالياً “بإعادة ترتيب أولويات موارد الإنتاج لبضعة أسابيع” وستخفض انتاج الـ “درملاينر 787” بشكل “مؤقت” بأقل من المعدل الحالي، البالغ 5 طائرات في الشهر، وهو ما يزيد قليلاً عن ثلث مستوى ما قبل الجائحة البالغ 14 طائرة شهرياً”.

وتتوقع بوينغ تسليم أقل من نصف الطائرات المئة الموجودة الآن في مخازنها، بينما كانت توقعت سابقاً تسليم “الغالبية” منها هذا العام.

انتعاش جزئي
وتأتي أحدث مشكلة في الطائرة ذات الممر المزدوج، بعد كشف سلسلة مشاكل في طائرة البوينغ الأكثر مبيعاً في الأشهر الأخيرة.

وكانت شركة الطيران العملاقة في وضع أسوأ بكثير منذ حوالي 15 شهراً عندما كانت صناعة السفر في حالة سقوط حر، وخضعت الشركة التحقيق الجنائي بشأن طائرة 737 ماكس، والتي تم إيقافها بعد حادثين مميتين.

وتحسنت الأمور منذ ذلك الحين، مع ارتفاع توقعات السفر الجوي الآن بشكل كبير بسبب توفر للقاحات المضادة لفيروس كورونا على نطاق واسع، إضافة إلى منح “إدارة الطيران الفيدرالية” الإذن لطائرات “737 ماكس” باستئناف الخدمة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، كما حصلت “بوينغ” على تسوية بقيمة 2.5 مليار دولار من وزارة العدل الأميركية بنتيجة تفاعلات قضية الطائرات من طراز ماكس.

لكن شركة بوينغ لاقت بعض الصعوبة في العودة إلى المسار الصحيح بالكامل. فأوقفت عمليات تسليم الطائرات من طراز 787، بين نوفمبر ومارس (آذار) الماضي بسبب مشاكل الإنتاج، وأوقفتها مرة أخرى في مايو (أيار) عندما لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق مع “إدارة الطيران الفيدرالية” بشأن طريقة التفتيش على الطائرات.
كما أوقفت بوينج تسليم طائرات “ماكس” لنحو ستة أسابيع هذا الربيع بسبب مشاكل كهربائية اكتُشفت أثناء عملية التصنيع.

وقالت شركة “فيرتيكال ريسرتش بارتنرز” (Vertical Research Partners) في مذكرة إن خفض الإنتاج يُعد أكثر دلالة من عمليات التسليم المتأخرة، إذ يؤثر على مفاصل سلسلة التوريد، التي لا يمكن تشغيلها وإيقافها مثل مفتاح التبديل”.

وذكرت الشركة ذاتها إن التأخير في التسليم يعني أن بعض العملاء قد يتلقون طائراتهم من طراز 787 متأخرة لأكثر من عام. وأضافت “هذا يعطي انطباعاً بأن بوينغ لم تنظم بيتها جيداً، وأنها تتخلف أكثر، في حين أن شركات الطيران الأخرى بدأت بالاستفادة من العلامات المبكرة للتعافي في مجال السفر”.

وقال ريتشارد أبو العافية، خبير الطيران في مجموعة تيل، إن أحدث إصدار من طائرة 787 يبدو “مشكلة ثانوية نسبياً”، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود نمط من المشاكل لدى.

وقال في رسالة بالبريد الالكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية “لسوء الحظ، تعاني كل برامجهم (القيمون على شرة بوينغ) المدنية والعسكرية تقريباً من مشاكل فنية في التنفيذ، لذلك لا أعتقد أن هناك أحد يُلام غيرهم”.

وجاء الكشف عن المشكلة الجديدة في طائرة 787 في وقت أعلنت فيه بوينغ عن إتمام 79 عملية تسليم للطائرات التجارية في الربع الثاني من العام، مدعومةً بزيادة كبيرة من استئناف تسليم طائرات ماكس. ويُعدّ ذلك الرقم أعلى من تسليم 20 طائرة تجارية، في الربع ذاته من العام الماضي.