خبر

أكوا باور السعودية تجذب أكبر طلبات اكتتاب منذ طرح أرامكو

جذب الاكتتاب العام الأولي المزمع لشركة “أكوا باور إنترناشيونال” السعودية، والبالغ قيمته نحو 1.2 مليار دولار، والذي من المقرر أن يتم تسعيره في وقت لاحق من هذا الشهر، اهتماما كبيرا من المستثمرين هو الأعلى منذ طرح شركة “أرامكو” النفطية.

ويبحث المستثمرون عن التعامل مع الشركات التي يُنظر إليها على أنها أساسية لخطط الحكومة السعودية، لتنويع اقتصادها، بعيدا عن النفط الخام.

ونقلت وكالة “بلومبرج”، عن مصادر مطلعة على العملية، قولها إن الطرح الأولي تلقى طلبات شراء تبلغ عدة مليارات من الدولارات، وسيضطر المستشارون لتحديد عملية التخصيص للمستثمرين من المؤسسات.

وفي حين أتاح الاكتتاب العام القياسي لـ”أرامكو” في 2019 للمستثمرين امتلاك حصة من الثروة النفطية لدى السعودية، فإن “أكوا باور” المتخصصة في تشغيل محطات توليد الطاقة وتحلية المياه، توفر لهم الدخول إلى مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين التي تعتبرها الرياض مستقبلها.

ووفق رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية “محمد بن عبدالله أبونيان”، فإن الاكتتاب العام بزيادة رأسمال “أكوا باور”، يحظى بثقة كبيرة من المستثمرين العالميين والخليجيين.

وأضاف أنه تم التواصل خلال الأسابيع الماضية مع مستثمرين محليين وعالميين والذين أبدوا رغبة شديدة في الاستثمار بالشركة.

وأشار “أبونيان” إلى أن الأهم من ذلك هو الانتقال بالشركة إلى العالمية، إذ يحظى الاكتتاب الحالي بثقة كبيرة.

وأضاف أن “أكوا باور”، لديها نظرة استراتيجية أن تكون شركة سعودية بوجود عالمي، ويكون لها ريادة وتفوق في العالم.

من جانبه، توقع “نافيد ناز” المراقب المالي لمجموعة “الجماز” العائلية السعودية، أن يتمّ الإقبال بشكل كبير على اكتتاب “أكوا باور”.

وأضاف: “نتوقع أن تكون الشركة قادرة على تنفيذ خطط النمو الخاصة بها، وأن يتضاعف حجمها 3 مرّات في غضون 7 إلى 10 أعوام”.

ومن المتوقع أن تتولّى “أكوا باور” التي يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي (الصندوق السيادي) نصف أسهمها، إنجاز ما لا يقل عن 70% من مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة، بحلول عام 2030.

في وقت تتوقع فيه البلاد تحقيق هدفها الخاص بصافي انبعاثات صفرية قبل المستهدف الحالي في 2050.

ووفق مراقبين، فإن الاهتمام الكبير من المستثمرين، هو الأعلى منذ طرح شركة “أرامكو” النفطية في السعودية.

وحول الاكتتاب العام بزيادة رأسمال “أكوا باور” بنسبة 11.1%، أشار رئيس مجلس إدارة الشركة، إلى أن زيادة رأس المال ستستخدم في تمويل الاستثمارات القادمة وتوسعات الشركة.

وتوقع أن يبدأ الاكتتاب برفع رأس المال خلال الشهر الجاري، قائلا: “سنكون قادرين على إنهاء الاكتتاب في الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل حسب ما نصت عليه نشرة الإصدار”.

وقال “أبونيان” إن الطلب المبدئي للمستثمرين قوي جدا للاكتتاب بزيادة رأسمال “أكوا باور”، سواء من أوروبا وآسيا وأمريكا، كذلك المستثمرون من الصين واليابان وكوريا، بالإضافة إلى الطلب غير المسبوق من المستثمرين السعوديين.

ولفت إلى أن الطلب العالي يدعم الثقة ويعزز وضع الشركة، مضيفا أن “أكوا باور” استطاعت أن تُكون الثقة في 17 عاما الماضية من خلال عمل مؤسسي شفاف يراعي العمل الاجتماعي ومعايير الحوكمة.

وذكر أن “أكوا باور” تعد أكبر شركة تحلية للمياه في العالم بإنتاج 6.4 مليون متر مكعب سواء بمشاريع الإنتاج أو المشروعات تحت التنفيذ، كما استطاعت الشركة أن توفر الطاقة المتجددة على نحو اقتصادي منخفض التكلفة.

ويرى كبير مسؤولي الاستثمار في شركة مضاء للاستثمار “ثامر السعيد”، أن الاكتتاب في أسهم “أكوا باور سيتجاوز المعروض بمعدل كبير، بسبب طبيعة الطرح الذي يعتمد على زيادة رأس المال وليس التخارج أو البيع”.

ووفق مصادر “بلومبرج”، فإن الصندوق السيادي السعودي، الذي زاد حصته في الشركة المنتجة للطاقة أواخر العام الماضي، لا يتطلّع إلى بيع أي من أسهمه.

ومهد اكتتاب “أرامكو” القياسي، الذي جمع نحو 30 مليار دولار، الطريق أمام المزيد من الشركات السعودية للقيام بالطروحات.

ويأتي الطرح العام الأولي لشركة “أكوا باور” في الوقت الذي تتصدر فيه الشركات السعودية المدعومة من الصندوق السيادي، البالغ قيمته 430 مليار دولار، الطروحات الجديدة في أكبر بورصة بالشرق الأوسط، حيث تندر الاكتتابات العامة بالمنطقة.

ووضع أكبر اقتصادات المنطقة العربية قدما أخرى في اتجاه بلورة استراتيجيتها المتعلقة بالتحول إلى الطاقة البديلة مع اكتمال جمع التمويلات لأحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم والذي سيقوده تحالف من الشركات المحلية في مقدمتها “أكوا باور” المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة وعملاق النفط “أرامكو”.

و”أكوا باور” المتخصصة في تشغيل محطات توليد الطاقة وتحلية المياه توفر للمستثمرين الدخول إلى مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين التي تعتبرها الرياض مستقبلها.