خبر

سلالة أوميكرون تهدد تعافي النفط

فيما تراجعت هوامش أرباح شركات تكرير النفط الآسيوية إلى أدنى مستوى لها خلال خمسة أشهر، بالتزامن مع المخاوف من سلالة ”أوميكرون“ قال محللون إن ”العالم يحتاج إلى أسبوعين لمعرفة تأثير هذه السلالة الجديدة على طلب النفط“.

ورغم أن الطلب على النفط كان تضرر بالفعل من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا، إلا أن نتيجة لذلك فرضت الحكومات في جميع أنحاء العالم قيودا على السفر.

وكانت القيود من جنوب أفريقيا للحد من انتشار أوميكرون، الذي اكتشِف للمرة الأولى هناك.

ويتسابق العلماء لمعرفة ما إذا كان انتشار السلالة أكثر قابلية للانتقال أو يسبب أعراضا أشد خطورة من سلالات كورونا الحالية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تلقت فيه هوامش أرباح شركات التكرير في آسيا وأوروبا بالفعل ضربة في الأسابيع القليلة الماضية، إذ عاود العديد من الدول الأوروبية فرض قيود كورونا لاحتواء حالات كوفيد-19 المتزايدة.

وتهدد الضربة المزدوجة بعرقلة الانتعاش الاقتصادي العالمي وبالتالي إضعاف الطلب على النفط، الذي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو من 5.5 إلى 96.3 مليون برميل يوميا في عام 2021.

وقال الخبير الاقتصادي في بنك (أو.سي.بي.سي) في سنغافورة ”هوي لي“: ”إن هذه انتكاسة في وقت يعاد فيه فتح العديد من خطوط السفر“.

وأضاف ”نحتاج إلى أسبوعين _على الأقل_ لمعرفة تأثير هذه السلالة الجديدة على الطلب على النفط“.

وتسببت المخاوف بشأن سلالة كورونا الجديدة في انخفاض أسعار النفط الجمعة الماضي.

وتراجعت أسعار النفط أكثر من 10% الجمعة الماضي وهو أكبر انخفاض يومي لها منذ أبريل 2020 لكنها عوضت بعض تلك الخسائر اليوم الاثنين، كما ارتفعت إلى أكثر من 3% اليوم الاثنين.

وأظهرت بيانات ”رفينيتيف“ أن الهوامش المجمعة في سنغافورة، وهي مقياس لأرباح شركات التكرير الآسيوية، بلغت 2.15 دولار للبرميل يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى منذ الـ30 من حزيران/ يونيو من العام الجاري.

وقبل شهر واحد فقط، بلغت الهوامش ذروتها عند 8.45 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2019.

وقال مسؤول في شركة تكرير في كوريا الجنوبية ”شهدنا انخفاضا حادا في هوامش التكرير خلال الأيام القليلة الماضية بسبب المخاوف بشأن السلالة أوميكرون السريعة الانتشار“. مشيرا إلى العدد المتزايد من الدول التي تفرض قيودا على السفر بسببها.

وأضاف ”نواجه ضربة مزدوجة فيما يتعلق بالمصافي وانخفاض أسعار النفط، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى تدهور أرباحنا“.

وعلى الرغم من ضعف توقعات الطلب على وقود الطائرات، يتوقع بعض المحللين أن يظل الطلب على البنزين ثابتا في الوقت الحالي؛ لأن معظم الحكومات لم تفرض قيودا محلية على الحركة بسبب متحور أوميكرون.

توقعات المحللين

قال محلل في سنغافورة فضل عدم ذكر اسمه بسبب سياسة الشركة ”الطلب على وقود الطائرات سيتراجع بشدة لكنني أعتقد أن البنزين سيبقى كما هو“.

وأضاف ”أوروبا تتجه بالفعل إلى الإغلاق؛ لذا فإن الأمر يتعلق أكثر بالطلب على البنزين في الولايات المتحدة وآسيا“.

وقال محلل آخر من شركة استشارية مقرها بكين ”إن الضوابط الحدودية الصارمة في الصين قد تبقي أوميكرون بعيدا عن أكبر مستورد للنفط في العالم، في حين أن انخفاض الأسعار قد يفيد مصافي التكرير والمستهلكين الصينيين“.

بدوه قال محلل مقيم في الصين، طلب عدم نشر اسمه أيضا بسبب سياسة الشركة ”إنها أخبار سيئة للعالم لكنها جيدة للصين مع انخفاض أسعار النفط بشدة“.

تصنيف سلالة أوميكرون

وكانت منظمة الصحة العالمية صنفت أخيرا السلالة الجديدة بأنها ”مقلقة“ وأطلقت عليها اسم ”أوميكرون“ (Omicron) وفرضت دول _من بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وغواتيمالا ودول أوروبية_ قيودا على السفر من جنوب القارة الأفريقية، حيث تم رصد السلالة.

فيما تسبب الكشف عن سلالة جديدة لفيروس كورونا في دفع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى فرض قيود على حركة السفر الجوي؛ ما أدى إلى عمليات بيع في جميع أسواق المال.

وذلك رغم أن الباحثين لم يحددوا بعد ”ما إذا كانت هذه السلالة“ أكثر قدرة على العدوى أو أشدّ فتكًا عن سابقاتها.