قالت شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية، اليوم الجمعة، إنه على الرغم من تباطؤ الاقتصاد الصيني إلا أن عملتها ”اليوان“ حافظت على قوتها، بل وتفوقت على الدولار الأمريكي العام الجاري حتى مع استعداد بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة.
وارتفعت العملة الصينية بأكثر من 8% في عام 2021، وفقا لمؤشر يقيس أداء ”اليوان“ مقابل 24 عملة أخرى، حسب الشبكة التي ذكرت أنه بناءً على هذا المقياس فهي أقل بنسبة 0.26% فقط من أعلى مستوى قياسي لها في تشرين الثاني 2015.
وأشارت إلى أن ”اليوان“ حقق أيضا مكاسب مقابل الدولار، إذ ارتفع ما بين 2.4% و2.8% العام الجاري مقابل العملة الأمريكية.
وقال مارك تشاندلر، العضو المنتدب لشركة Bannockburn Global Forex، وهي شركة تجارية لأسواق رأس المال مقرها أوهايو في الولايات المتحدة: ”مع اقتراب نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، كانت مكاسب اليوان هذا العام الأفضل في العالم“.
ولفت إلى أن الارتفاع الحاد في الصادرات والعوائد الكبيرة على السندات الحكومية الصينية كان وراء الارتفاع في العملة ”على الرغم من ضعف النمو الاقتصادي.“
واعتبر أن الأداء القوي للعملة الصينية يمكن أن يستمر حتى عام 2022، حتى مع معاناة الاقتصاد الصيني من تضخم المصانع، وتباطؤ كبير في سوق العقارات، والحملة التنظيمية المستمرة التي تستهدف القطاع الخاص.
ونقلت الشبكة عن خبراء قولهم إن سعر ”اليوان“ قد يرتفع إلى 6.3 للدولار في الأشهر القليلة الأولى من العام المقبل، بينما يشير المحللون في مؤسسة Goldman Sachs المالية الأمريكية إلى أن الأمر نفسه قد يحدث في النصف الأول من عام 2022.
ولفتت الشبكة في تقريرها إلى أنه في عام 2014، لامس ”اليوان“ ما يقرب من 6.01 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى له منذ أن أجرت الصين إعادة تقييم تاريخية لعملتها في عام 2005.
وقالت: ”هناك إيجابيات لهذا الاتجاه، إذ إنه كلما كان اليوان أقوى، زادت احتمالية احتفاظ البنوك المركزية بقدر كبير من العملة في الاحتياطي، ما يعزز استخدامها العالمي.. كما يمكن أن يساعد في خفض كلفة الواردات وكبح التضخم المرتفع، خاصة أن الصين تشتري الكثير من السلع المسعرة بالدولار“.
وأضافت: ”ولكن هناك جانب سلبي كبير إذا ارتفعت العملة بسرعة كبيرة.. ونظرا لقوة الصادرات الصينية في الوقت الحالي، فإن ارتفاع سعر العملة يمكن أن يتسبب أيضا في جعل هذه الصادرات أقل قدرة على المنافسة في الخارج، بالنظر إلى مدى أهمية التجارة بالنسبة لاقتصاد الصين، فقد يهدد ذلك التعافي الهش.“