خبر

الدراجات تغزو شوارع دمشق تجنبًا لأزمة المواصلات

غزت الدراجات الهوائية والكهربائية شوارع دمشق خلال السنوات الماضية، بسبب قلة الحافلات، وعدم توافر الوقود باستمرار، إلى جانب ارتفاع أسعار المواصلات.

وتشير أرقام مديرية النقل إلى وجود 200 حافلة و2000 سرفيس مخصصة للنقل الداخلي، وهو رقم متواضع بالنسبة إلى دمشق وريفها، حيث يقطن 24% من سكان سوريا، تبعًا للمكتب المركزي للإحصاء في دمشق.

وشكلت الدراجات خيارًا مناسبًا بالنسبة لطلبة الجامعات، والمدارس، والموظفين، الذين يعانون كثيرًا في ذروة الازدحام الصباحية، وعند انتهاء الدوام.

ويقول مواطن: ”أنقذتني الدراجة من انتظار باص النقل الداخلي المزدحم، وبدل أن يستهلك الطريق أكثر من ساعة إلى جامعتي، صرت أصل خلال ربع ساعة بفضل البسكليت“.

ودفع الازدحام، الكثير من الطالبات إلى ركوب الدراجات هربًا من المضايقات.

وتقول طالبه: ”يتسع الباص لنحو 30 مقعدًا، لكن السائق يحمّله أكثر من 100 راكب، وهو ما يسبب معاناة للبنات“.

ويتجاوز سعر الدراجة الهوائية صينية المنشأ، أكثر من 500 ألف ليرة سورية (نحو 200 دولار)، أما الدراجة الكهربائية فيتجاوز سعرها مليون ونصف ليرة (نحو 600 دولار)، وهي أرقام مرتفعة بالنسبة للطلبة ومحدودي الدخل.

ويقول تاجر دراجات في شارع خالد بن الوليد: ”يفضل الناس شراء الدراجات الوطنية المستعملة، نظرًا لانخفاض سعرها إلى النصف مقارنة بالدراجات الصينية“.

وسابقًا حاز ”السكوتر الكهربائي“ شعبية واسعة نظرًا لصغر حجمه، لكن صعوبة شحنه بسبب التقنين الجائر للكهرباء، جعل الناس يفضلون اقتناء الدراجات العادية.

ويقول مواطن: ”الدراجة أفضل من السيارة، فهي تنقذني من الازدحام، وتوفر مشقة البحث عن كراج أركنها فيه حتى نهاية الدوام“.

وأمام الجامعات، يُظهر مشهد الدراجات الكثيرة المركونة على الأسوار، أهمية الدراجات العادية بالنسبة للطلبة الذين يعانون كثيرًا في المواصلات.

وتقول محافظة دمشق إن هناك أكثر من 800 ألف سيارة مسجلة تتحرك في المدينة، بالإضافة إلى 200 ألف سيارة زائرة تأتي من المدن الأخرى خلال النهار، وهو ما يتسبب بتفاقم الزحام على الطرقات.

وحددت المحافظة شروطًا لترخيص الدراجات الهوائية والكهربائية، لكن عدم وجود مسارب خاصة بالدراجات في الشوارع، جعل هذه القضية مثار جدل دائم.

وتشير آخر إحصائية لمحافظة دمشق، إلى وجود 27 ألف دراجة كهربائية مرخصة، و11 ألف دراجة هوائية، أما الدراجات النارية فلا تُرخّص إلا للمؤسسات العامة من أجل القيام بخدمات محدودة.

ويُسبّب مبيت الدراجات مشكلة للساكنين في الأبنية الطابقية، فالبعض يحملها إلى داخل المنزل خوفًا من السرقة، وآخرون يربطونها بجنازير مقفلة عند مداخل البنايات.

ورغم فوائد الدراجات في الخلاص من أزمة المواصلات، إلا أنها تسببت بحوادث كثيرة على الأوتوسترادات الضخمة بسبب غياب المسارب الخاصة، وعدم الالتزام بقواعد المرور.

وبلغ عدد الحوادث المرورية في سورية، العام 2019، حوالي 10 آلاف حادث، نالت الدراجات النارية حصة كبيرة منها، تبعًا لجداول وزارة النقل التي تقول إنها لن ترخص هذا النوع نظرًا لخطورته.