يصل الى بيروت غداً الأربعاء وفد صندوق النقد الدولي برئاسة السيد ارنيستو راميريز في مهمة بالغة الدقة بحيث انه سيلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين الكبار ابتداء من صباح بعد غد الأربعاء بدءاً برئيس الجمهورية، قبل ان يجول على كل من رئيس مجلس النواب ووزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأركان جمعية المصارف وسط المساعي المستمرة لعقد لقاء مع الهيئات الاقتصادية.
وعلمت “الجمهورية” أنّ لراميريز هدفين من الزيارة، أولهما الاطلاع على الإجراءات التي اتخذها لبنان بموجب الاتفاق الذي عقد معه على مستوى الموظفين الكبار بما يضمن تطبيق ما قال به هذا الاتفاق. وثانيهما حَض المسؤولين اللبنانيين على ضرورة المضي في تنفيذ بنود الاتفاق الذي سيؤدي في حال الالتزام به الى التفاهمات المقبلة.
ولفتت المصادر الى أنّ المسؤولين اللبنانيين سيكونون مُحرجين أمام رئيس الوفد واعضائه، فالاتفاق الذي عقد في نيسان الماضي مع الصندوق لم يطبّق منه أي بند بعد. وبعدما أنجز مجلس النواب قانون تعديل السرية المصرفية جَمّده رئيس الجمهورية ورَدّه إليه بملاحظات تؤكد اهمية الحفاظ على مطالب الصندوق التي لم يراعِها المجلس عند البت بالقانون.
وختمت المصادر لتقول عمّا سيبلغه المسؤولون للوفد حول الشروط الباقية المتصلة بالموازنة العامة وقانون الـ”كابيتال كونترول” وقانون إعادة هيكلة المصارف من ضمن خطة التعافي والإنقاذ المتعثرة.
ومن اللافت انّ وفد الصندوق يعود الى لبنان غداً في ظل إقفال المصارف كمظهر من أسوأ مظاهر الازمة المالية التي يعانيها لبنان كما سيطلع في بيروت على الأسباب التي قادت الى شلل الإدارة الرسمية ومنها قصور العدل، حيث شَلّ العمل فيها اضراب القضاة والمساعدين القضائيين بالإضافة الى فقدان الطاقة الكهربائية والازمة التي منعت وصول المياه الى منازل اللبنانيين، مما يوحي انه سيكون له موقف متشدّد من ضرورة تغيير الآليات المعتمدة في مواجهة مجموعة الازمات التي يواجهها لبنان لتجاوز العجز المتمادي في معالجة أي منها.