وفي هذا السياق، تقول مصادر ديبلوماسية مطلعة، أن انعكاسات هذا التطور الخطير قد بدأت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحريق في منشآت "آرامكو"، إذ أنه وبعد المفاجأة المدوّية، انطلقت المقاربات الدولية والإقليمية وصولاً إلى تكوين معادلة جديدة مفادها أن ما قبل فجر يوم السبت الماضي لن يكون كما بعده. ومن هنا، فإن المشهد السياسي الداخلي، وكما تعتبر هذه المصادر، لن يكون في منأى عن هذه التطورات، كما عن الخطوات التالية التصعيدية، وذلك انطلاقاً من قرار الإدارة الأميركية بتشديد العقوبات على إيران، والذي يبدو جلياً أنه يشكل سقف السيناريو الأميركي المرسوم لمواجهة الفصل الجديد من الإشتباك الأميركي ـ الإيراني، وفق المصادر الديبلوماسية التي كشفت عن حراك ديبلوماسي أميركي يهدف إلى حشد رأي عام إقليمي ودولي مؤيّد لمسار العقوبات ضد طهران، وبالتالي، الإنتقال من مرحلة العقوبات الأميركية إلى العقوبات الدولية،.
لذا تقول هذه المصادر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي بادر إلى الخروج من الإتفاق النووي الإيراني، يركّز حالياً على الدول الخمس التي ما زالت متمسّكة بالإتفاق، إلى أن تحذو حذو الولايات المتحدة الأميركية، وذلك انطلاقاً من توظيف هجوم "آرامكو" من أجل تكوين موقف دولي من الأمم المتحدة يصبّ في الإتجاهات الأميركية في هذا المجال.
وإذا كانت الساحة اللبنانية ترصد حركة التطورات هذه بمزيد من القلق والخشية من التحديات المستقبلية، فإن المصادر الديبلوماسية ذاتها، تؤكد أن الإرباك قد يقتصر فقط على مجال النفط، وهو إرباك عالمي وليس فقط إقليمياً أو لبنانياً. ولذا، فإن أشهراً صعبة تنتظر المنطقة في ضوء تفاقم الأزمة الإقتصادية في أكثر من ساحة، بحسب المصادر عينها، والتي توقّعت مساراً طويلاً من الضغط الأميركي السياسي والمالي والإقتصادي، ولكن بالطبع ليس العسكري، لأن الرئيس ترامب، لم يعدّل موقفه السابق بعدم الدخول في أي صراع عسكري أو حرب مع أي دولة، وفي أي بقعة جغرافية.