السياسي-وكالات
تعتزم شركة “جونسون آند جونسون” العالمية الشهيرة سداد مبلغ يتجاوز 100 مليون دولار وذلك من أجل تسوية مئات الدعاوى القضائية المرفوعة ضد منتجها الأبرز والأشهر، وهو مسحوق الأطفال المعروف والمنتشر في مختلف أرجاء الكون، وهو ما يعني أن الشركة باتت برمتها مهددة بعد سنوات من الملاحقات القضائية.
وبحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية المتخصصة بالأخبار الاقتصادية فإن الشركة ستدفع هذا المبلغ مقابل تسوية أكثر من ألف دعوى قضائية مقامة ضد المنتج نفسه وللأسباب ذاتها، وذلك في محاولة لإغلاق ملف شائك مفتوح منذ سنوات.
ويزعم أصحاب هذه الدعاوى القضائية أن مسحوق الأطفال العالمي الشهير الذي تنتجه شركة “جونسون أند جونسون” يتضمن مواد تُسبب السرطان وتضر بالصحة.
وهذه التسوية هي الأولى منذ أربع سنوات من الملاحقات القضائية، حيث تواجه الشركة ما يقرب من 20 ألف دعوى قضائية تزعم أن منتجات بودرة الأطفال من شركة “جونسون آند جونسون” تسبب السرطان بسبب وجود مادة ملوثة هي “الأسبستوس”، فيما ستقوم الشركة بهذه التسوية لألف دعوى قضائية، وهي أول تسوية منذ أربع سنوات.
وقامت الشركة باستدعاء 33 ألف عبوة من منتجات بودرة الأطفال في تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي 2019، وقالت إنها جمعت هذه العبوات من الأسواق “بدافع من الحذر الشديد” بعد العثور على كميات ضئيلة من “الأسبستوس”.
وفي وقت لاحق من ذلك الشهر قال الرئيس التنفيذي لشركة “جونسون آند جونسون” أليكس جورسكي: “نعتقد بشكل قاطع أن بودرة الأطفال لدينا لا تحتوي على الأسبستوس”، لكن بعد 13 يوماً فقد من هذا التصريح قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنها عثرت على مستويات ضئيلة من “الأسبستوس” في عبوة من هذا المنتج.
وكانت الشركة قد توقفت في أيار/مايو 2019 عن بيع بودرة الأطفال التي تحتوي على هذه المواد المشكوك فيها داخل الولايات المتحدة، وذلك على الرغم من إصرارها على أنها آمنة، لكن الشركة بررت ذلك بالقول إنه “يرجع في جزء كبير منه إلى التغيرات في عادات المستهلك والتي تغذيها المعلومات المضللة حول سلامة المنتج”.
وكانت القضية المتعلقة بهذا المنتج قد بدأت في عام 2018 عندما نشرت جريدة “نيويورك تايمز” تحقيقاً أظهر أن شركة “جونسون أند جونسون” كانت على علم منذ 50 عاماً على الأقل باحتمال تلوث “الأسبستوس” في منتجاتها دون إخبار المستهلكين.
ولاحقاً لذلك تم رفع آلاف الدعاوى القضائية ضد الشركة من قبل أشخاص يزعمون أنهم أصيبوا بورم الظهارة المتوسطة وسرطان المبيض، وكلاهما مرتبط بالتعرض للأسبستوس، بعد استخدام منتجات خاصة بالشركة.