بدأت سيدة سعودية تهوى الزراعة، في تسويق أول منتجات مزرعة موز كبيرة أقامتها جنوب المملكة، وتضم مئة ألف شجرة، وسط احتفاء رسمي وشعبي.
وتمتلك زليخة يحيى الكعبي مزرعة للموز في جنوب السعودية، تعد الأكبر من نوعها في المملكة، بعد أن باعت منزلها لتوسع المزرعة وتتجاوز تجارب زراعية مماثلة للموز في المنطقة، قبل أن تبدأ بتسويق منتجات الموز بالفعل.
وخرج براد شحن كبير محمل بصناديق الموز قبل يومين من المزرعة، نحو مدينة جدة، بينما تتأهب برادات أخرى للتوجه إلى الرياض والمنطقة الشرقية، وسط تفاؤل بأن تصل الكعبي لتوفير جزء كبير من احتياجات بلادها من الفاكهة الصفراء.
وتسعى المزارعة السعودية التي انخرطت في مهنة يهيمن عليها الرجال، للحصول على قرض بنكي بقيمة 8 ملايين ريال؛ بهدف توسعة مزرعتها مجددا، بعد أن نجحت التوسعة الأولى بمبلغ 2.5 مليون ريال، هي قيمة منزلها الذي باعته، وسط مباركة من زوجها الذي يدعمها في مشروعها الزراعي.
وتشمل خطط الكعبي، تجهيز مصنع للتعبئة والتغليف بأيدٍ عاملة محلية من النساء، متحدية بذلك القيود الاجتماعية على عمل المرأة مقارنة بالحرية التي يتمتع بها الرجال، وتسببت تلك النظرة الاجتماعية بارتفاع نسبة البطالة بين النساء مقارنة بالرجال.
وقوبل بدء توريد الموز نحو الأسواق الداخلية، باحتفاء رسمي في البلاد، حيث أشادت تغريدة وزارة البيئة والمياه والزراعة، بتجربة الكعبي، ونقلت عنها قولها إنها تحلم بمنافسة الإكوادور، الدولة في قارة أمريكا الجنوبية الشهيرة بزراعة الموز.
وتنتج مزرعة الكعبي حاليا نحو 20 طنا من الموز، بينها الموز الأحمر، وهو أحد أنواع الموز المحدودة الانتشار، وذو طعم قريب من خليط الموز مع التوت، وكثيف اللب، وغني بالبوتاسيوم وفيتامين (سي).
وتخطط الكعبي لإنتاج الموز الأزرق أيضا في المستقبل، وهو نوع آخر من تلك الفاكهة التي بدأت تظهر بألوان جديدة غير الأصفر الذي عُرفت به عالميا.
وحلت الكعبي، يوم أمس الأحد، ضيفة على قناة ”الإخبارية“ الحكومية من داخل مزرعتها، في احتفاء آخر بالمزرعة من قبل وسائل الإعلام المحلية، وتحدثت عن تجربتها التي بدأت بملاحظتها نجاح زراعة الموز في دول ذات مناخ مماثل لمناخ جازان المطلة على البحر الأحمر.
وتخطط الكعبي، التي بدت متحمسة لمشروعها، إلى زيادة عدد أشجار الموز في مزرعتها، إلى 300 ألف شجرة، بمساعدة زوجها وأشقائها، مشيدة بخطط ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود خطة تغيير وتنمية عملاقة تشمل كل القطاعات.
ويعد توفير المياه في بلد محدود الموارد المائية مثل السعودية، التحدي الرئيس لمشاريع الزراعة، لكن اللجوء لطرق الري الحديثة، مثل التنقيط، وتركز الزراعات في المناطق الجبلية ذات الأمطار الغزيرة، شكلت حلولا ناجحة للمزارعين.
ولدى السعودية توجه لدعم وتعزيز الغطاء النباتي كجزء من بنود ”رؤية المملكة 2030″، ومن أجل ذلك، يتم تشجيع ودعم مزارعي الخضار والفواكه في مناطق الغرب والجنوب، الذين توارثوا تلك المهنة منذ سنين طويلة، مستفيدين من مناخ تلك المناطق المغاير لمناخ الصحراء الجاف الذي يقتصر وجوده على مناطق وسط المملكة، بما في ذلك العاصمة الرياض.