أخبار عاجلة

المغرب يترقب 200 ألف سائح إسرائيلي في 2022

المغرب يترقب 200 ألف سائح إسرائيلي في 2022
المغرب يترقب 200 ألف سائح إسرائيلي في 2022

السياسي -وكالات

دشّنت رحلتان قادمتان من مطار بن غوريون بتل أبيب خط سير السياحة إلى المغرب مع وصول الطائرات إلى مطار مراكش الدولي، بعد استئناف العلاقات بين البلدين نهاية 2020. وقد أقّلتا وفداً من 211 راكباً بدأ الترحيب بهم بارتداء عمال الطائرة الزي المغربي، وانتهى بورد وأهازيج فولكلورية مغربية بالمطار.

الرحلتان جرى اعتبارهما افتتاحاً للخطوط الجوية بين إسرائيل والمغرب، حيث تعتزم شركة “العال” طرح ثلاث رحلات أسبوعية بين القاعدة الجوية لتل أبيب بن غوريون ومطار مراكش – المنارة، على متن طائرات “بوينغ 737″، التي تسع 16 راكباً بدرجة الأعمال، و159 راكباً بالدرجة الاقتصادية. وابتداءً من الشهر المقبل ستنظم شركة “العال” ثلاث رحلات أسبوعية نحو مطار الدار البيضاء محمد الخامس. فيما ستطلق شركة طيران ثالثة “أركيا” رحلاتها ابتداءً من سبتمبر (أيلول) القادم.

50 ألف سائح إسرائيلي حتى نهاية العام

في دراسة بحثية توقع المتخصص السياحي، الزوبير بوحوت، ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين للمغرب حتى نهاية العام إلى 50 ألف سائح. وأضاف في تصريح لـ”اندبندنت عربية” أنه سابقاً، وقبل إطلاق الخط المباشر بين البلدين، كان المغرب يستقبل نحو 70 ألف سائح إسرائيلي يزورون المملكة عبر رحلات غير مباشرة، بالتالي فإن تدشين خطوط مباشرة بأثمنة معقولة سيكون مشجعاً أكثر للسياح.

وحسب الدراسة، فإنه وصل إجمالي عدد السياح الإسرائيليين إلى نحو 50.000 سائح بنهاية العام الحالي، ويتوقع المغرب 200.000 سائح سنوياً، ابتداءً من العام المقبل، وهو رقم مرشح للارتفاع في ضوء الإمكانات التي تتمتع بها الجالية المغربية على وجه الخصوص في إسرائيل، التي يناهز عددها 800.000 شخص.

المتخصص السياحي أكد أن عدد المواطنين الإسرائيليين المهتمين بالسفر والسياحة عرف تزايداً بنحو الضعف خلال السنوات التسع الأخيرة، وبالضبط بين عامي 2010 و2019، حيث انتقل عددهم من نحو 4 ملايين ونصف المليون سائح عام 2010 إلى أكثر من 9 ملايين سائح سنة 2019، كما ارتفع إجمالي الإنفاق السياحي الخارجي (غير مشمول بالنقل الجوي) من 3.9 مليار دولار عام 2012 إلى 7.66 مليار دولار عام 2018. وبلغ متوسط إنفاق السائح نحو 950 دولاراً في المتوسط بين عامي 2012 و2018.

الترويج للسياحة المغربية

بمناسبة وصول أول رحلتين من تل أبيب تجاه مراكش أصدر المكتب الوطني المغربي للسياحة بلاغاً أكد فيه أن رحلتي اليوم ما هما إلا ثمرة للمباحثات الجادة والمستمرة التي أجراها المكتب منذ شهور مع مهنيي السياحة الإسرائيلية. وقد سبق للمكتب أن تعبأ، منذ إعادة العلاقات ما بين المغرب وإسرائيل لدى كبار الفاعلين بمجال التوزيع والأسفار بإسرائيل بغية مواكبة عملية إحداث جسور جوية مباشرة بين البلدين.

وبالمناسبة، كان قد انتقل نائب رئيس المبيعات والقسم التجاري لدى شركة “العال” للمغرب، حيث وجد في استقباله عادل الفقير، مدير عام المكتب الوطني المغربي للسياحة. وعلى هامش هذا اللقاء، جرى التوقيع على اتفاقية بين المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الطيران “العال”، حدد بموجبها الإطار العام للشروع في الترويج لوجهة المغرب، والتسويق المشترك من كلا الطرفين.

لقاءات بين مهنيي السياحة

رحلة “العال” جاء على متنها مهنيو السياحة، وعشرات الصحافيين والمؤثرين الإسرائيليين، تلبية لدعوة المكتب الوطني المغربي للسياحة، وسيقيم هؤلاء الضيوف بالمغرب حتى الخميس 29 من الشهر الحالي، وبهذه المناسبة، ينظم المكتب سلسلة من اللقاءات بهدف ربط العلاقات بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، بكل من مراكش والصويرة “أكبر الوجهات السياحية بالمغرب” في أفق التعريف أكثر بوجهة المغرب ومؤهلاتها السياحية.

اتفاقات ثنائية برعاية أميركية

وشهدت الرباط هذا العام الماضي زيارة لوفد إسرائيلي رفيع المستوى رافقه مستشار الرئيس الأميركي السابق جاريد كوشنير زيارة أعلن فيها عن إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وجرى على هامشها التوقيع على أربع اتفاقات مهمة، الأولى الإعفاء من إجراءات التأشيرة بالنسبة لحاملي الجوازات الدبلوماسية وجوازات الخدمة، وشملت الثانية مذكرة تفاهم في مجال الطيران المدني، والثالثة مذكرة تفاهم حول “الابتكار وتطوير الموارد المائية”، ونصت الاتفاقية الرابعة على إنعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من خلال التجارة والاستثمار، إضافة إلى التفاوض حول اتفاقات أخرى تؤطر هذه العلاقات.

وهكذا، وبعدها بثلاثة أشهر، وقّع شكيب العلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورون تومر، رئيس هيئة المشغلين وأرباب الأعمال الإسرائيلية Israeli Employers and Business Organizations  وجمعية مصنعي إسرائيل (MAI)، إضافة إلى يوريل لين، رئيس اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية (FICC)، عبر المناظرة المرئية، اتفاقية شراكة استراتيجية من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والتطوير التكنولوجي بين المغرب وإسرائيل.

وستمكن هذه الشراكة من تعزيز التعاون بين مجتمعي الأعمال المغربي والإسرائيلي وتبادل المعلومات والخبرات في المجالات التي تشكل اهتماماً مشتركاً، مثل التصدير والاستيراد، والبحث والتطوير، والتكنولوجيا والابتكار.

ويرى اقتصاديون أنه يمكن للقطاعين الخاصين المغربي والإسرائيلي التعاون معاً، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو العالمي، نظراً إلى المزايا التي يزخر بها البلدان في مختلف القطاعات، مثل السياحة، والصناعة، والطاقات المتجددة، والتكنولوجيا والابتكار.

الطاقة أبرز اهتمامات إسرائيل من التعاون مع المغرب

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية “جيروزالم بوست” عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية، أن “الاهتمام ينصب نحو التعاون في مجال الطاقة، إذ يستورد المغرب نحو 90 في المئة من طاقته منذ عام 2013، ويسعى لتوسيع استخدامه للطاقة المتجددة، في المقابل تصدر إسرائيل الغاز الطبيعي، ولديها خبرة في مجال الطاقة الشمسية”.

كما تشكل الفلاحة نحو 40 في المئة من اقتصاد المغرب، وجزءاً كبيراً من صادراته، ما يطرح إمكانية اهتمامه بابتكارات التكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية، وكانت تقارير سابقة قد كشفت عن أن المغرب اشترى طائرات من دون طيار إسرائيلية مقابل 48 مليون دولار، وفقاً للصحيفة.

وتعود التجارة بين البلدين إلى سنوات طويلة، حيث استوردت إسرائيل 68 مليون دولار من البضائع المغربية، وقامت بتصدير ما يعادل قيمته 5 ملايين دولار عام 2018، بحسب معهد التصدير الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن العلاقات المغربية الإسرائيلية لم تعد بشكل كامل، وعلى الرغم من عدم تبادل زيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، فإنها بدأت تعرف زخماً في الآونة الأخيرة.

وعليه، جرى الاتفاق بين رئيسة المجلس الإقليمي للسياحة، بورزازات سهام رضا، والرئيس المؤسس لجمعية الصداقة الإسرائيلية – المغربية، خبير السياحة الإسرائيلية، سيمون حاييم سكيرا، على التوقيع على اتفاقية شراكة يتعهد بموجبها المجلس “باستقبال وكالات الأسفار والمنعشين السياحيين والصحافة التي تقترحهم الجمعية، وفقاً لبرنامج سنوي متفق عليه ودعوة أعضاء الجمعية للفعاليات الثقافية والفنية والعمل على دمج التراث اليهودي غير المادي في المهرجانات والفعاليات التي ينظمها المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات”، إضافة إلى “دمج جميع العناصر التي تسلط الضوء على التراث اليهودي في وثائق الترويج بالتنسيق مع جمعية الصداقة الإسرائيلية – المغربية”.

ومن جانبها، تتعهد الجمعية بالتعريف بمنطقة ورزازات لدى الجالية المغربية في إسرائيل وبتطوير النشاط السياحي في المنطقة، لا سيما من خلال إجراء اتصالات ترويجية مع وكالات السفر والمنعشين السياسيين في إسرائيل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى