عاد سعر صرف الدولار الأميركي ليتخطى عتبة 20 ألف ليرة لبنانية اليوم الخميس، مع تزايد القلق من تدهور أكبر للأوضاع المعيشية في البلاد، حيث أزمات الغلاء وشح الوقود والدواء وانقطاع الكهرباء وقلة المياه تضغط بقوة على الحياة اليومية للمواطنين.
وازداد القلق أكثر مع إغلاق شركات نفطية كبرى، مثل “توتال” و”كورال”، محطات التوزيع العائدة لها في مختلف المناطق اللبنانية لعجزها عن استيراد المحروقات بسبب غموض أفق السوق وعدم إقدام “مصرف لبنان” المركزي على فتح الاعتمادات اللازمة لتفريغ البواخر بالسعر المعتمد حاليا والبالغ 3900 ليرة للدولار.
ولوحظ بعد ظهر اليوم، ان سعر صرف الدولار ارتفع في السوق السوداء نحو 11% مسجلا 20200، صعودا من 18200 ليرة صباحا، قبل أن يتراجع عصرا إلى 20 ألف ليرة.
وبحلول الساعة الرابعة النصف بالتوقيت المحلي لمدينة بيروت، جرى تداول الدولار بهامش بين 19950 ليرة للشراء و20000 ليرة للمبيع، وفقا للتطبيقات الإلكترونية التي تشكل المؤشر الوحيد للسوق السوداء في لبنان منذ أواخر العام 2019.
وفي أواخر تعاملات اليوم الخميس، انخفض سعر صرف الدولار إلى هامش بين 19250 ليرة للشراء و19350 ليرة للمبيع.
يأتي هذا التذبذب في سعر العملة على وقع مخاوف متزايدة من مواجهة ما قد تنشأ على ضوء التحدي القائم بين إيران وحزب الله من جهة، وأميركا والاحتلال الإسرائيلي من جهة أُخرى، مع انطلاق أول سفينة من إيران باتجاه لبنان اليوم الخميس، محملة بالأطنان من المحروقات، بعدما أنجزت كل الترتيبات والمعاملات الإدارية المطلوبة، على ما أكد الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، في كلمته له خلال ذكرى عاشوراء صباحا.
وغلبت على كلمة نصرالله في هذا الشان لهجة تهديدية حيال أي مخاطر قد تعترض رحلة السفينة الإيرانية، معتبرا أن الحزب ينظر إليها على أنها “أرض لبنانية”، مشيرا إلى أن “أزمة الوقود مفتعلة ومصطنعة وتهدف إلى إذلال اللبنانيين وكان يمكن معالجتها لو بادرت الدولة بالحزم منذ البداية”.
