هوت أسعار العملات المشفرة، اليوم الإثنين، مع امتداد المخاوف إلى الأسواق بشأن المخاطر التي تشكلها مشاكل العملاق العقاري الصيني ”إيفرغراند“ على الاقتصاد العالمي.
وهبطت بتكوين، العملة المشفرة الأكبر والأشهر في العالم، بما يزيد على 8% إلى 42 ألف و453 دولارا، وهو أدنى مستوى لها منذ السابع من آب أغسطس، قبل أن تقلص خسائرها إلى 7%.
وفي السادس عشر من أيلول سبتمبر، سجلت بتكوين أعلى مستوى في حوالي أربعة أشهر فوق 52 ألف دولار.
وهوت إيثر، منافستها الأصغر، بأكثر من 10% إلى أقل من ثلاثة آلاف دولار للمرة الأولى منذ أوائل آب أغسطس.
و”إيفرغراند“ هي أكبر شركة تطوير عقاري في الصين من حيث الإيرادات، وهي متواجدة في أكثر من 280 مدينة.
وتقول المجموعة، إنها توظف 200 ألف شخص، وتوفر بشكل غير مباشر 3,8 ملايين وظيفة.
ورئيسها شو جيايين، هو خامس أغنى أغنياء الصين، وفق قائمة ”هورون“ المتخصصة برصد أصحاب الثروات في البلاد.
وتُعد ”إيفرغراند“ تاريخيًا إحدى دعائم الاقتصاد الصيني، وأدى القطاع العقاري دورًا أساسًا في انتعاش اقتصاد البلاد بعد جائحة كورونا إذ استقطب، العام الماضي، أكثر من ربع الاستثمارات.
لكن بكين، التي تخشى تسارعًا مفرطًا في وتيرة الأنشطة الاقتصادية شدّدت، خلال الأشهر الأخيرة، شروط حصول مجموعات التطوير العقاري على القروض.
وبموجب الأنظمة الجديدة لم يعد بإمكان ”إيفرغراند“ بيع أصولها العقارية قبل الانتهاء رسميًا من بنائها، وكانت المجموعة قد استفادت في السابق من نموذج البيع قبل إنجاز البناء لتغطية نفقاتها، ومواصلة أنشطتها.
لكن مؤخرًا اشتكى مقاولون ومورّدون من عدم تسديد مستحقاتهم، كما توقف العمل في عدد من ورش البناء.
كما يأتي انخفاض العملة المشفرة أيضاً مع اشتداد عدم اليقين بشأن تنظيم العملات المستقرة ”ستيبل كوينز“، حيث ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“، الأسبوع الماضي، أن مجلس مراقبة الاستقرار المالي يمكن أن يصنف هذه العملات على أنها مخاطر منظّمة.
وأنشئت عملة البيتكوين في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث تضمن البيان التأسيسي، الذي نُشر في 31 أكتوبر من ذات العام، وصاغه ناكاموتو، أن الهدف الرئيسي من العملة هو معالجة المدفوعات عبر الإنترنت بين طرفين دون المرور عبر مؤسسة مالية.