أزمة جديدة تطل برأسها على الاقتصاد السوداني، تضاف إلى رصيده المتضخم من الأزمات بعد التصعيد المستمر لمشكلة شرق البلاد، والتي تنعكس بصورة مباشرة على مجمل حركة الاقتصاد.
تفاقمت مشكلة الشرق في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، عقب إعلان مجلس تكوينات قبلية شرق السودان أو ما يعرف بـ “المجلس الأعلى لنظارات البجا”، عن إغلاق كافة الموانئ على البحر الأحمر والطريق الرئيس بين الخرطوم وبورتسودان.
تنبع أهمية شرق السودان، لوجود الميناء البحري الوحيد الذي تدار عبره حركة الصادرات والواردات في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر.
أزمة في المواد البترولية
كما أنّ خط نقل نفط جنوب السودان عبر السودان وصولاً إلى البحر الأحمر، والذي تم تعطيله مؤقتا من جانب المجلس أيضاً، يعتبر الأطول في أفريقيا وبكلفة 1.8 مليار دولار.
ويرى وزير النفط الأسبق، إسحق جماع، أنّ استمرار التصعيد لمشكلة الشرق سيؤدي إلى إيقاف كامل لحركة الاقتصاد السوداني.
وتوقع حدوث أزمة في المواد البترولية خلال الأيام القليلة المقبلة، تزامناً مع التصعيد المستمر من قبل مجلس الشرق.
وأشار إلى أنّ “إيقاف ميناء بشائر المتخصص في استقبال وتصدير المواد البترولية، سيتلف خطوط أنابيب صادر الجنوب، لجهة أنّ عدم استمرار مرور الخام بالأنابيب يعمل على تجميد الخام”. ولفت الوزير السابق إلى أنّ 90% من المواد البترولية الواردة، تمر عبر خطوط الأنابيب.
ويوجد خطان للأنابيب من ميناء بشائر، يعملان على نقل واردات المشتقات، الأول ينتهي في منطقة الجيلي شمال الخرطوم، والثاني في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم.
وقال إنّ “مخزون عشرة أيام لا يعد مخزوناً استراتيجياً.. أي تصعيد أكبر في الفترة المقبلة وقطع كامل للخطوط يعني أن البلاد ستدخل أزمة شح وقود”.
مخزون القمح مهدد
في المقابل، أعلن مسؤول في قطاع مطاحن القمح بالبلاد، فضل عدم الكشف عن اسمه، عن اقتراب نفاذ مخزون القمح، مشيراً إلى “نسبة لتوزيع الدقيق على المخابز تصل إلى 50% من الحصص المقررة”.
وقال: “توقفت واحدة من أكبر المطاحن عن توزيع الدقيق لنفاد القمح الخاص بها”.. نتوقع حدوث أزمة خبز ابتداء من بداية الأسبوع المقبل، حال لم يصل الطرفان إلى حلول مرضية”.
ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنوياً، فيما يتراوح إنتاج البلاد بين 12 و17% من احتياجاتها.
وقال صاحب مخبز بمنطقة جبرة (جنوب الخرطوم) إن هناك تراجعا كبيرا في حصص الدقيق الموزع على المخابز بنسبة تصل 70 بالمئة.
وقال : “لو استمر الوضع بهذه الصورة، سنتوقف عن العمل خلال اليومين المقبلين”، داعيا الحكومة التدخل لحل الإشكال القائم في شرق البلاد.