رأى نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني أن “ما ينقصنا في لبنان أولا المؤسسات الفاعلة من ناحية الشفافية والإدارة ومحاربة الفساد، ثانيا البنى التحتية من صرف صحي وكهرباء واتصالات، وثالثا الجو الاقتصادي العام، فالقائم حاليا لا يسهل الاستثمارات مع أن سوق العمل في لبنان مشجع من ناحية الطاقات البشرية الهائلة”.
وفي المقابل، لفت حاصباني الى ان “ما يتميز به لبنان هو المستوى التعليمي العالمي، كما أن تصنيفنا الصحي عالميا متقدم على الولايات المتحدة بمرتبة، وحتى من ناحية الابتكار، لبنان من أكثر الدول تقدما ولكن المشكلة هي الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية”.
وعاد في حديث في حديث إذاعي، الى أيام الطفولة في الرميل ونشاطاته الرعوية والمدرسية قبل الانتقال أواخر الثمانينات مع العائلة الى لندن حيث تابع تعليمه المدرسي ثم الجامعي. وقال: “أقدمت على اختصاص التكنولوجيا لأنني أحببته ودرست هندسة الكهرباء. دخلت إحدى الشركات العالمية التي لها علاقة بشركة كهرباء في إنكلترا، والبعض ينتقد ملاحظاتي على مواضيع الطاقة والكهرباء في لبنان من دون ان يعلم ما هو اختصاصي وما هي خلفيتي”.
أضاف: “انطلقت في حياتي المهنية من بريطانيا وعملت في دول أوروبية عدة، بعد ذلك انطلقت إلى الاستشارات سنة 1999 من خلال شركة عالمية في لندن افتتحت مكتبا لها في بيروت لاحقا، وسرعان ما اتصلت بمكتب بيروت وبدأت بالعمل معه ولكن كل العمل في لبنان في قطاع الاتصالات والكهرباء كان مجانا، إذ قدمت دراسات واستشارات للدولة باستثناء مشروع واحد”.
وعن العلاقة مع “القوات اللبنانية” والدكتور سمير جعجع، قال: “تركت لبنان صغيرا، ولكن منذ البداية كنت اؤمن بالثوابت التي دافعت عنها “القوات” وتمثل جونا. معرفتي بالدكتور جعجع قديمة على الصعيد الوجداني وتعود إلى الطفولة. التقيت به كمواطن لبناني لديه نجاحات في الخارج وكنا دائما نتشاور في بعض الأفكار ونضع الدراسات، وكنا نواكب ما يحصل في الحكومات وخصوصا في مرحلة حكومة الرئيس تمام سلام رغم أن القوات كانت خارجها. فعقدنا الندوات في معراب واعددنا الدراسات، وعملت في تلك المرحلة من ضمن “القوات” على مواضيع عدة ابرزها ملف الحكومة الالكترونية والنفط ومعايير الشفافية في هذا الملف. علمت بموضوع توزيري قبل فترة قصيرة من تشكيل الحكومة السابقة ولم أطالب بأي حقيبة لأننا كنا وضعنا دراسة شاملة ك”قوات لبنانية” ولم تكن هناك أي وزارة مستعصية”.
وردا على سؤال، قال: “لدى جعجع قدرة هائلة على حفظ المعطيات وتحليل المعلومات والأرقام وربط الاستنتاجات بعضها ببعض والتي دائما تصيب، لديه المفكر الاستراتيجي عينه وهذا ما نحن في حاجة إليه في السياسة”.
سئل عن زملائه في الحكومة السابقة، فقال: “لكل وزير ميزته الأساسية، وبالنسبة إلى الوضوح في الرؤية، لفتني الوزير محمد فنيش من حيث الخلفية وطريقة نقاشه ومقاربته للملفات. رغم اننا أخصام في السياسية، كان هناك تلاق بالآراء في مواضيع عدة.
وتابع: “أتعاطى بكل الأمور كرجل دولة لأنني ممثل لكل اللبنانيين، ولكنني في الوقت عينه لست محايدا ولدي موقف صريح، وعندما أرى ضرورة لا أتردد بالتدخل. كل ما يصب في إطار خدمة الإنسان هو الأهم، وهذا المعيار اعتمدته في عملي وهو ما ساعدني في النجاح. مثالي الأعلى مارغريت تتاشر وماهتما غاندي، وهما أكثر شخصيتين أثرا في حياتي المهنية”.
وختم حاصباني: “أتمنى أن يكون هناك وعي وجداني عند كل اللبنانيين وأن نعود إلى الوطن ونحميه لا أن ندمره ونلوثه. علينا العمل انطلاقا من هذا الوجدان لبناء الشعب والحفاظ على الأرض من الناحية البيئية والجغرافية”.