على رغم كل شيء... الليرة بخير وهذه مقومات صمودها

على رغم كل شيء... الليرة بخير وهذه مقومات صمودها
على رغم كل شيء... الليرة بخير وهذه مقومات صمودها

إلتباس حصل في نقل حديث حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لشبكة CNN  حول "انهيار وشيك خلال ثلاثة أيام"، خلق بلبلة في ظلّ توقيت لبناني ثوري، هدأت نسبيًا بعد توضيح الحاكم نفسه لوكالة رويترز بأنّ البلد بحاجة إل حلّ فوري خلال أيام ،  مؤكدًا إلتزامه بالمحافظة على ربط العملة بالدولار.

 وفي الترجمة الحرفية تحدث الحاكم عن خسارة الثقة كل يوم ولم يربط مصير الوضعين الإقتصادي أو المالي بأيام، بل أشار في حديثه إلى الثقة التي ستنهار بعد أيام في حال استمر الوضع على حاله وتحدث عن الحاجة إلى حلول آنية لإنقاذ الوضع.

بصرف النظر عن عدم الدقّة في نقل كلام سلامة، كيف هو وضع الليرة اليوم؟ وهل يمكن الحديث عن استقرار نقدي  في ظل انكار بعض أهل الحكم للواقع المستجد الذي فرضته الحركة المطلبية الإحتجاجية المتواصلة منذ حوالي أسبوعين، وفي ظل التعامل مع الإنتفاضة الشعبية بأوراق اقتصادية ووعود لا بإجراءات وتدابير ترتقي إلى مستوى الحركة المطلبية ؟ 

على رغم ما نمر به من أزمات متلاحقة يؤكّد الباحث في الشؤون الإقتصادية البروفسور جاسم عجاقة عبر "لبنان 24" أنّ الليرة بخير وأن لا خوف على الثبات والإستقرار النقدي وأن لا خوف أيضًا على الودائع المصرفية، استنادًا إلى جملة مقومات، منها حجم احتياط مصرف لبنان من العملات الأجنبية والإجراءات التي كان المصرف قد اتخذها. 

وعن مقومات مناعة الليرة رغم استفحال الأزمة لفت عجاقة إلى أنّ هذه المناعة بفضل الإحتياط الذي يملكه مصرف لبنان من العملات الأجنبية والبالغ 38,6 مليار دولار، والإحتياط القابل للإستخدام ويقدر بـ 33 مليار دولا . وبفضل الإجرراءات التي اتخذها المصرف المركزي والمصارف، ومنها  القيود المفروضة على العملة النقدية" الكاش"  منعًا لتهريب الدولار، لأنّه من وجهة نظر مصرف لبنان ،تكمن المشكلة الوحيدة في أيّ محاولة لتهريب الكتلة النقدية خارج لبنان، من هنا يجري العمل على المحافظة على بقائها داخل لبنان بصرف النظر عن الجهة التي تملكها. كما أنّ الفائدة على الليرة لا زالت مرتفعة ومغرية.

 أضاف عجاقة "الأزمة ليست أزمة ليرة، بل متأتية من المالية العامة، لأنّه في ظل بقاء الوضع على حاله يتكبد البلد خسائر كبيرة، وهناك خوف من الوصول إلى مرحلة يضطر فيها مصرف لبنان إلى الإنفاق من مخزونه وإحتياطه لأجل تغطية عجز الدولة، وهذا أمر مرفوض".

المصارف متوقفة ولا حركة مصرفية منذ بدء الإحتجاجات فكيف ستنهار بغياب أي عمليات مصرفية 

وعن الخوف من تهافت المودعين لسحب أموالهم أو تحويلها من الليرة إى الدولار بعد فتح المصارف أبوابها، أكّد عجاقة انّ المصارف لن تستأنف عملها قبل أن تتخذ السلطة السياسية إجراءً أو تدبيرًا يشكّل مدخلًا لحل الأزمة. ولفت إلى أنّ المشكلة لا تكمن في عملية التحويل بل  بما يحصل من عمليات تهريب للدولار المكدّس وبيعه إلى دول إقليمية. ولفت إلى أنّ الناس تخزّن أكثر من ملياري دولار ونصف في منازلها، تعمد إلى بيعها في ظل الوضع القائم وهناك دولارات بأرقام خيالية في تركيا وفي دول أخرى.   

ورغم استفحال الأزمة السياسية يؤكّد عجاقة أنّ لا انهيار وفق قناعته المطلقة، ولكن بغياب النظام والفوضى تفعل الشائعات فعلها ولا بدّ من تدبير يعيد الثقة ويحدث صدمة إيجابية، وقد تكون إستقالة الحكومة مقدمة لمسار طويل. 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى