وأضاف بروكوشيف في حديث مع "عشرين 30": "لم يقم أحد بالكشف عن السفينة في مرفأ بيروت ولم أعلم لماذا تخلفت السفينة عن دفع الرسوم في بيروت لكن اعتقد أن الاموال لم تنفذ، وهذا ليس السبب"، مضيفاً: "عندما تأتي سفينة يتم تقديم الوثائق الرسمية الخاصة بها التي تكشف طبيعة الشحنة ونحن قمنا بذلك، وعندما تم حجزها قيل لنا إنه من الضروري إزالة المواد من على متنها لكننا بقينا لمراقبة الشحنة وعرفت السلطات بهذا الأمر".
وتابع بروكوشيف: "شاري السفينة هو "شبح" لأن أحداً لم يسأل عن هويته أو مكانه، وإذا كان الشاري قد استغنى عن بضاعة قيمتها ملايين الدولارات فهذا يعني أن وجهة استخدامها لم تكن زراعية".
وفي تعليقها، اعتبرت الإعلامية في "LBCI" ريما عساف أنّنا اليوم أمام حقيقتين مدويتين، متحدثةً عن كون شاري السفينة "شخصية غير موجودة". كما نقلت عساف عن الخبيرة الدولية في شؤون الامونيوم جيمي اوكسلي تأكيدها ان ما انفجر "كان أقل من 2750 طناً". وعليه، دعت عساف إلى انطلاق التحقيق من هاتين النقطتين.
وكان بروكوشيف قال في حديث مع "الجديد" إنّه قدم استقالته من العمل على السفينة في 29 أيار 2012، موضحاً: "وبعد ذلك اشتراها إيغور غريتشوشكين، وهو يعيش في قبرص".
وتابع بروكوشيف أنه "بعد إبحاره لم تُعتبر الرحلة مربحة بما فيه الكفاية وتحوّلت السفينة إلى ميناء بيروت آواخر 2013 لتحمل المزيد من المعدات التي كانت ثقيلة للغاية بالنسبة للسفينة". وأوضح بروكوشيف أن شحنة نترات الأمونيوم حُجزت في عام 2014 وتم تخزينها في مرفأ بيروت حتى وقت انفجارها.
وقال بروكوشيف إن غريتشوشكين تخلى عن السفينة بعد أن علقت في بيروت، تاركا الفريق وقد تقطعت بهم السبل.
وكان من المفترض أن تأخذ السفينة نترات الأمونيوم من باتومي في جورجيا إلى موزمبيق، لكن في بيروت وجد المفتشون أن السفينة غير صالحة للإبحار ومنعوها من المغادرة، واُطلق سراح بعض أفراد الطاقم، لكن بروكوشيف قال إنه وثلاثة آخرين من فريق السفينة ظلوا عالقين هناك لمدة 11 شهرا، مضيفا أن غريشوشكين "لم يشتر حتى طعاما لنا، وتركنا في وضع خطير عن قصد، وحكم علينا بالجوع، غير أن مسؤولين في مرفأ بيروت أشفقوا علينا وأطعمونا".
وبعد معركة قانونية طويلة، كشف القبطان أن غريشوشكين نقل نترات الأمونيوم إلى التخزين ودفع تكاليف مغادرة أفراد الطاقم المتبقين إلى أوديسا في أوكرانيا.
ووفقاً لبروكوشيف، فإن الماء كان يتسرب إلى السفينة لكنها كانت صالحة للإبحار حين أبحرت إلى بيروت في أيلول 2013. إلا أن بروكوشيف قال إن السلطات اللبنانية لم تولِ اهتماماً يُذكر لـ"نترات الأمونيوم" المخزنة في جوف السفينة في أجولة كبيرة، وأضاف: "أشعر بأسى للناس الذين قتلوا أو أصيبوا في الانفجار لكن يجب معاقبة مسؤولي السلطات المحلية اللبنانية، لم يهتموا مطلقاً بالشحنة".
وغرقت السفينة "روسوس" التي كانت راسية في ميناء بيروت حسبما ورد في رسالة بعثها محام بالبريد الإلكتروني إلى بروكوشيف في أيار 2018، يقول فيها إن السفينة غرقت "مؤخراً".
وبحسب التقارير التي نُشرت عن غريتشوشكين في وقت سابق، فقيل إنّه يتحدر من خاباروفسك في أقصى الشرق الروسي، وكان يدير نشاطه من قبرص، وقام بتسجيل شركته في جزر مارشال في عام 2012، وتم إغلاق الشركة في أيلول 2014.