خبر

المجذوب تفقد ومديرة اليونسكو مدارس متضررة من الإنفجار

تفقد وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب والمديرة العامة لمنظمة اليونيسكو أودري أزولاي، مدرسة الثلاثة أقمار الأثرية في الجميزة ومدرسة الأشرفية الثالثة الرسمية ومدرسة الحبل بلادنس لراهبات المحبة، في حضور مساعدة المديرة العامة لشؤون التربية ستيفانيا جيانيني، سفيرة لبنان لدى اليونيسكو سحر بعاصيري، مدير المكتب الإقليمي لليونيسكو حمد الهمامي والدكتورة ميسون شهاب وفريق عمل المكتب، وضم وفد الوزارة المدير العام للتربية فادي يرق، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، المستشار الإعلامي ألبير شمعون والمهندسة مايا سماحة.

 

وجال الوفد على أرجاء المدارس وشاهد الدمار الكبير الذي هدم الجدران وسحق الزجاج والأبواب والنوافذ، وحطم التجهيزات والمختبرات والمكتبات والقاعات.

 

وبعد الجولة الميدانية، قال المجذوب: "في النكبة التي أصابت بيروت نجد الأصدقاء إلى جانبنا، وفي مقدمتهم منظمة اليونسكو والمنظمات الدولية الشريكة والدول الصديقة. لقد أصاب عصف الانفجار المدمر لمرفأ بيروت مجموعة من أهم المدارس والمؤسسات التربوية والجامعية الرسمية والخاصة، وسقط بنتيجته ضحايا أعزاء، وتعطلت القدرة على نهوض المؤسسات مجددا بقواها الذاتية، نظرا للأزمات الاقتصادية والوطنية المتتابعة ولأزمة كورونا، وتحول أكثر من نصف الشعب اللبناني إلى فقراء، فأصبحت المؤسسات التربوية عاجزة عن الاستمرار وقد أقفلت أبواب الكثير منها، لكن الطامة الكبرى اجتاحتنا بانفجار المرفأ الذي قضى على آخر قوانا".

 

أضاف: "إن حضور المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي إلى بيروت الحزينة لكي تتفقد مدارسها المدمرة والمتضررة، إنما يعطينا بعض الأمل بالعودة إلى الحياة، خصوصا وأنها سوف تتولى التنسيق في موضوع المساعدات التي نأمل وصولها بالسرعة القصوى لإنقاذ العام الدراسي. إننا نقدر عاليا حضور السيدة أزولاي بيننا في هذه المحنة، ونتقدم منها ومن فريق عمل اليونسكو في بيروت برئاسة الدكتور حمد الهمامي بالشكر والامتنان، للجهود التي يبذلونها لجهة التنسيق وجمع المعطيات وتوفير المعلومات الفنية والمسح الميداني، تسهيلا لعمليات الترميم وإعادة البناء المنتظرة".

 

وتابع: "يهمنا التذكير بأن نحو 90 ألف طالب تعطلت دراستهم نتيجة هذا الانفجار الآثم، وأصبحت نحو 30 مدرسة مصابة بأضرار جسيمة، بالإضافة إلى أضرار متوسطة ومقبولة في ما يزيد عن 160 مدرسة. إن حاجاتنا كثيرة جدا وتشمل الحاجة إلى تجهيزات إلكترونية وأجهزة كمبيوتر محمولة لتطبيق التعليم المدمج أو التعلم عن بعد، ونأمل أن تشمل مساعي السيدة أزولاي توفير هذه الحاجات من الاصدقاء والمانحين في العالم. كما أنها مناسبة للتأكيد على التزامنا الإنساني بتقديم التعليم لجميع الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية من لبنانيين ولاجئين ونازحين، حفاظا على حقهم في التعليم".

 

وختم: "نشكر اليونسكو على التعاون معنا في ورشة تطوير المناهج وتطوير التعليم الرقمي والتفاعلي. شكرا للمديرة العامة لليونسكو على هذه الزيارة، وعلى الأمل الذي منحتنا إياه لكي ننهض ونحافظ على رسالة التربية والتعليم، سبيلا لتحقيق النهوض العام في بلادنا الجريحة".

بدورها، قالت أزولاي: "جئت بإسم الأونيسكو لأحمل رسالة وشهادة تضامن وصداقة للشعب اللبناني في ظل الأزمة. وتفقدنا مدرستين في الأشرفية التي عانت كثيرا ورأينا فداحة الأضرار، وتأثير ذلك على الأولاد وعلى العائلات. لقد تضرر الكثيرون وإننا سنعمل على تنسيق المساعدات لا سيما وأن الأكلاف المقدرة أوليا لإعمار المباني المدرسية تقارب 22 مليون دولار".

 

أضاف: "إننا نعلن عزمنا عقد اجتماع للاتحاد العالمي للتربية سوف يكون لمواجهة أزمة كورونا ولدعم لبنان تربويا وجامعيا، ليتمكن من استعادة الحياة التربوية".

 

وأشارت الى "عزم الأونيسكو دعم التعلم عن بعد والإفادة من التجارب الدولية لليونسكو"، وقالت: "سوف نعمل على إيصال التجهيزات التي تساعد التلامذة على القيام بذلك، كما ستكون لنا مبادرة نحو التلامذة غير القادرين على متابعة التعليم من اجل تأمين حقهم بالدراسة".

ثم عقد المجذوب وأزولاي وجيانيني إجتماعا في إحدى قاعات التدريس، تخلله عرض الواقع والحاجات والتحضير للمؤتمر الذي ستعقده اليونيسكو في 4 أيلول المقبل، من أجل طلب دعم المانحين في العالم للتربية في لبنان. وتم البحث في الخطوات المقبلة.

 

وانتقل المجذوب والوفد المرافق إلى قاعة المحاضرات في الوزارة حيث عقد ومساعدة المديرة العامة لليونيسكو للشؤون التربوية ستيفانيا جيانيني اجتماعا مع رؤساء الجامعات وممثليهم، في حضور المدير العام للتعليم العالي بالتكليف فادي يرق، وممثلة المكتب الإقليمي للأونيسكو الدكتورة ميسون شهاب وفريق عمل اليونيسكو.

بعد كلمة ترحيب من يرق تحدث المجذوب فقال: "قبل انفجار المرفأ ليس كما بعده. فقد أغرقت المصيبة البلاد بكل مناحي الحياة، ولكن اللبنانيين الذين ليس لهم أمل إلا في تربية أبنائهم وتخصصهم الجامعي، باتوا متمسكين أكثر من أي وقت مضى بمؤسساتهم التربوية والجامعية الرسمية والخاصة لفتح كوة في جدار أزماتهم المتراكمة".

اضاف: "الهاجس التعليمي بات رابضا على الصدور مثل أكوام الركام الرابضة فوق حطام بيروت ، وإن زيارة المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي اليوم إلى بيروت مع السيدة جيانيني التي نرحب بها اليوم في حضور أركان المكتب الإقليمي والشركاء في أسرة الأمم المتحدة، هذا الحضور يشكل بالنسبة إلينا بارقة امل نتمسك بها لإعادة النهوض وإبقاء بعض ابنائنا في وطنهم ليقودوا لبنان الرسالة من جديد".

وتابع: "إن جامعاتنا التي تضررت بعصف انفجار المرفأ، لم تخرج بعد من عصف الأزمة الإقتصادية والمالية والنقدية، وبات إفلاس اللبنانيين حقيقة واقعة نعيشها كل يوم في وزارة التربية وفي الجامعة اللبنانية وفي الجامعات الخاصة، إذ تعجز هذه المؤسسات التي صمدت في الحرب العبثية عن مواكبة أجيال صناعة المستقبل اللبناني. نعم الصورة قاتمة، والحاجات متعاظمة للترميم والتجهيز والتمويل والعصرنة واستخدام التعلم الرقمي وعن بعد. ولكن الإتكال كبير على جهود اليونسكو لتنسيق هذه الورشة الكبيرة التي نالت من الحجر وكادت تقضي على أحلام الشباب. ينتظرنا عمل كثير يتطلب جهودا وتضحيات تستدعي وقوف الأصدقاء إلى جانبنا وأنتم أنتم أفضل الأصدقاء وأكثرهم وفاء وإخلاصا للتربية والعلوم والثقافة وحفظ تراث بيروت ولبنان".

 

من جهتها، قالت جيانيني: "تعيدني هذه القاعة إلى عملي الأساسي كأستاذة جامعية، إن ما نقوم به في بيروت هو الوقوف على الصورة الحقيقية للوضع التربوي بعد الإنفجار الآثم، والمديرة العامة للأونيسكو زارت مدارس رسمية وخاصة متضررة جدا وتتابع الوضع الثقافي بعد إصابة مؤسسات ثقافية مرموقة. إن الوضع صعب خصوصا مع انتشار فيروس كورونا وهناك 33 مليون طالب يعيشون ظروفا دقيقة".

 

اضافت: "لقد زرت في العام 2007 الجامعة اليسوعية والجامعة الأميركية واعجبت بالمستوى وبالعمل على التواصل الثقافي والعالمي. بيروت تعيش في قلب الأزمة واريد ان استمع إليكم واطلع على مواقفكم وتحدياتكم في مواجهة الأزمة. سيما وأن المدارس كانت تطلب إعادة الإعمار والترميم والتأهيل، والحصول على أجهزة كمبيوتر لتتمكن من مواصلة التعليم عن بعد. والجامعات تعمل على تواصل المعرفة وإنتاجها ومعها يمكن أن تجعل الشباب منخرطين في استنهاض البلاد، وتحريك المجتمع الدولي".

 

وتابعت: "إن التحدي أمام لبنان وهو جعل المنظومة تعمل وتستعيد عزمها في الأزمة وإن اليونيسكو تعمل على تنسيق المساعدات مع المانحين ومع المعنيين في لبنان. ونحن نعتزم عقد إجتماع دولي للاتحاد العالمي للتربية للبحث في التحديات لمواجهة الفيروس وسيكون هذا الإجتماع مخصصا لإيجاد الحلول للبنان في أزمته، وذلك بالتنسيق مع المانحين. وسوف تعود المديرة العامة لإرساء طريقة الدعم للتربية. وإننا نراهن على الأكاديميين اللبنانيين لتفعيل المؤسسات. كما نأمل من الوزير والحكومة العمل بقوة، وننتظر الإجتماع الدولي في 4 أيلول لجمع القوى الدولية حول إيجاد الدعم للبنان في الميدان التربوي".

 

ثم طرح ممثلو الجامعات الأسئلة التي تحورت حول "أضرار المؤسسات وفقدان العديد من الطلاب، ودمار التجهيزات، وفقر الأهل والتوجه إلى السفر من جهة التلامذة والأساتذة بسبب الأزمة النقدية وتدني الرواتب، وامتناع المصارف عن إعطاء الدولار للمواطنين والمؤسسات". وشددوا على "ضرورة تأمين التجهيزات الإلكترونية وتحسين خدمة الإنترنت والكهرباء"، وتحدثوا عن "أسعار الكتب المرتفعة بالنسبة إلى اللبنانيين وحتى الكتب الرقمية والإشتراكات في المجلات العالمية تتطلب الدولار"، وتحدثت ممثلة الجامعة اللبنانية عن تدفق الطلاب إليها وطالبت بإعفائهم من رسوم التسجيل".

 

وركزت جيانيني على الإجتماع الدولي طالبة من وزارة التربية "إعداد لائحة بالحاجات الفعلية للتربية والتعليم العالي في لبنان لعرضها على المؤتمر".

 

بدوره أكد المجذوب على "التعاون بين الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة". لافتا إلى أن "الوزارة تعمل مع الجميع على جمع المعطيات وتنسيقها ولكن بإمكانات متواضعة"، وكشف عن "التواصل مع المؤسسات العالمية لتأمين تجهيزات الكترونية مجانا أو بأسعار متدنية جدا"، معتبرا أن "المحن تعلم الأمم أن تبقى وتستمر".

 

واشار الى "السعي إلى تطبيق تعليم نوعي ومرن للجميع"، مشددا على ان "الرأسمال الوحيد الذي لدينا هو الرأسمال البشري، والوزارة ستضع كل الإمكانات التي لديها بخدمة التربية والتعليم، وبمساعدة اليونيسكو ومع المنظمات الدولية وهناك وعود طيبة".

 

 
وختم مؤكدا إن "تواصلنا مستمر مع الدول العربية الشقيقة والصديقة وكلنا أمل بأن تتم ترجمتها فعليا"، مشددا على "إنجار البروتوكول الصحي الذي سوف يتم تعميمه قريبا".