رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي أنَّه "ما من شيءٍ طُبِّق من اتفاق الطائف، وحتى الآن بقي نظرياً ويجوف داخلياً ولعله أفرغ من مضمونه بالكامل"، مؤكداً "أننا نحن في حركة أمل على وفاق تام مع اخواننا في "حزب الله" على كافة الصعد والمستويات وليس على الصعيد الانتخابي وحسب، بل نحن متساوون للمحافظة على لبنان، فنحن من قدم الشهداء ولسنا كمن هرب من هذا الوطن بحثاً عن الأمن والاستقرار".
وفي احتفال تأبيني أقامته حركة "أمل" في بلدة زبدين، قال قبيسي: "نحن زمن يتآمر فيه الجميع على استحضار الارهاب الى امتنا العربية، وهذا الإرهاب حاول أن يدخل هذا الوطن وخرج مهزوماً".
وأضاف: "شتان بين من يقف مدافعاً عن الوطن والارض وبين من يهرب الى مكان آمن في دول الغرب يبحث عن امان واستقرار، وشتان بين الشهداء ومن قدم الدماء والارواح دفاعاً عن هذه الارض، فهناك من واجه وضحى ومن حمى لبنان وهناك من هرب بحثا عن الامان لعل الذي يهرب بحثا عن حماية لعائلته هو امر مشروع، اما الذي يهرب من موقف ورط لبنان به ويفر الى مكان اخر فهو امر غير مشروع".
واعتبر أنه "لا سعي حقيقي لإلغاء الطائفية السياسية ولا سعي جدي لتكريس الاستقرار على الساحة اللبنانية بتوافق كل الطوائف على عنوان الغاء الطائفية السياسية، وان لم تتمكنوا من الغائها وتريدون الحكم بهذه الطريقة أي على سنة الطوائف ومذاهبها عليكم ان تتحدثوا بلغة التوافق. أما من يظن أنه يستطيع ان يحكم لبنان بالقوة ودون توافق وتفاهم فهو لا يسعى الى استقرار بل يسعى الى الفوضى واعادتنا الى ايام سابقة، فالرئيس القوي هو الذي يحكم بالمحبة ونحن راضون أن يكون قوياً برضانا، وأما من يريد ان يحكمنا بغير ارادتنا يكون ظالماً ولا مكان للظالم في بلدنا، فلن نسكت عن اي ظلم من اي جهة ولن نرضى بتكريس اللغة الطائفية والمذهبية، فلا يوجد على الساحة اقوى منا، نحن جميعا من دافعنا عن لبنان".
وتابع: "فريق 8 آذار هو الذي قاوم مع كل الاحزاب الوطنية التي قدمت الشهداء ولا نستطيع ان نتجاوز هؤلاء الشهداء وتضحياتهم لنقول إن هذا الوطن بحاجة الى رئيس قوي يعيد الاعتبار لطائفة واحدة، ومن أراد النيل من هذه الطائفة ومن اقترب منها ومن تحدث عن النيل منها، لا أحد يصور اوهاماً للناس بأن المسلمين يريدون السيطرة على هذا البلد ويخرج البعض ليقول اننا ندافع عن حقوق الطائفة المسيحية، هذا كلام مخجل ومعيب لاننا في خطابنا السياسي لم نخرج يوما لنقول بأننا نريد ان نحافظ على حقوق الطائفة الشيعية او أي طائفة اخرى".
وسأل: "من الذي يستهدف المسيحيين حتى تريدون الحفاظ على واقعهم وترفعون الظلم والغبن عنهم؟"، وقال: "هي شعارات وهمية لتتمكنوا من السيطرة على البلد بمقدراته، بإقتصاده بكل المشاريع التي تسعون للسيطرة عليها تحت عنوان رفع الغبن عن المسيحيين، ومن يريد غبنا لهذه الطائفة نحن من سنتصدى له لان الامام الصدر قال: الطوائف نعمة والطائفية نقمة، وهذه النقمة يمارسها البعض ويقوم بدور مشبوه ويبحث عن خلافات في كل مكان ليقول انا موجود وانا زعيم وانا قادر على مواجهة الاخر، نرى الاخر يصعد ويصرح ولا يريد لقاء أو حواراً أو اجتماعاً ولا حلا للمشكلة، ويقول انه بحاجة الى هذه المشكلة معنا او مع غيرنا لتقوية وضعه وساحته ولا يجوز أن نتلاعب بمصير البلد حتى نثبت اننا اقوياء، لا يجوز ضرب الاستقرار والتأسيس لخلافات بين الطوائف واغراقها بهذه اللغة الطائفية المذهبية لنقول اننا اقوياء، القوي هو الذي تحبه وتحترمه الناس وليس الذي يخرب معادلة الطائف، وهذا ما رأيناه في كثير من المحطات، فكل الوظائف توقفت لاجل التوازن الطائفي وان احد الطوائف الكريمة التي نعز ونحترم تمثل 34 بالمئة من الشعب اللبناني وتأخذ 50 بالمئة من جميع مقدرات الدولة، نتحدث هنا عن المناصفة التي قبلنا بها للمحافظة على الطوائف الاخرى".
وأضاف: "من غير المقبول ان يصل الامر الى ايقاف وظيفة فئة رابعة وهي ناطور احراج بحجة التوازن الطائفي فلا تقطعوا بأرزاق الناس، فلبنان يتعرض لواقع اقتصادي صعب واسرائيل متربصة بنا"، لافتاً إلى أن "استقرار لبنان لا يكون بالمعادلة الطائفية من تعيين موظفين فهذه السياسة المتبعة من البعض لا تؤدي الى استقرار بل تؤسس لفوضى والفوضى في لبنان هي استدعاء لاسرائيل وللارهاب من جديد، فلتتعاطوا مع الجميع بسواسية، فلنبحث عن مساواة وليس سيطرة على الكهرباء والانترنت، فمن يسأل ويعارض يكون ضدكم وضد الطائفة المسيحية، تريدون السيطرة على ثروات ومقدرات البلد واقتصاد مغتربيه بدون ان يعارضكم احد، تريدون ممارسة سياسة طائفية مع المغتربين، ولا تقبلوا أن يعترض أحد، لن نسكت على هذه السياسة بعد الآن وسوف نتحدث عن كل شيء ولا علاقة للانتخابات بهذا الموضوع، مع انه قريب والناس تميز وتعرف من وقف معها وحمى لبنان، الشعب اللبناني يمتلك الوعي ليعرف من يختار، من سيمثله في المجلس النيابي ونحن لا نخشى شيئاً أو أحداً بل نخشى من أموال تدفق وتصرف في هذا الاستحقاق وهنا يأتي دوركم لتختاروا المخلصين".
وأردف: "في هذا الوطن من حافظ على استقراره وحماه وقدم في سبيله الشهداء، ونحن ثابتون في ارضنا، في قرارنا ومبادئنا، فلتبحثوا عن لغة غير هذه اللغة ان اردتم ان تكونوا اقوياء والا فأنتم ضعفاء واذا استمريتم بهذه اللغة والسياسة ستكونون اضعف لانكم تستحضرون اللغة الطائفية الى كل بيت وشارع وبلدة ولا يعقل لزعيم لبناني يدير موقع اساسي في الدولة ان يجول في اصقاع العالم ويجمع الطوائف ويقول لهم انه سينسيهم كل الزعماء الذين مروا على لبنان
وختم: "لن نقبل بهذه السياسة، ولن نساوم على دماء شهدائنا وسنقف بوجه كل من تسول له نفسه ان يسيطر على البلد بهذا المنطق الطائفي والمذهبي".
أخبار متعلقة :