بدا للأوساط المعنية برصد المسار السياسي لتأليف الحكومة ان الشلل الذي يطبع هذا المسار والذي تعكسه حال اشبه ما تكون بالقطيعة السياسية الشاملة مع انعدام بروز أي تحركات داخلية يهدد بتحويل تعقيدات تأليف الحكومة في حال عدم حصول تطورات سريعة تنهي هذا الشلل الى متاريس سياسية تقف وراءها القوى السياسية. ولذا لم تستبعد هذه الأوساط ان يقوم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في قابل الساعات او الأيام القليلة المقبلة بطرح مسودة لتشكيلة حكومية تتلاءم وما يراه ضروريا لجعل هذه المسودة تظهر الطبعة الإصلاحية والانقاذية الملحة للحكومة التي يترقبها اللبنانيون والمجتمع الدولي.
ومع ان أي معلومات مثبتة من بيت الوسط لم تؤكد هذا الاتجاه او سواه بعد، حيال ما يزمع الرئيس الحريري القيام به، فان الأوساط المعنية نفسها تتحدث لـ”النهار”، عن أيام لا بد من ان تشهد نقلة حتمية لإعادة تعويم المشاورات في التفاصيل والدقائق المتعلقة بتشكيل الحكومة، حتى ولو كانت الاجتماعات التي عقدت بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري انتهت من حيث توقفت في آخر اجتماع في الأسبوع الماضي للعودة الى مربع البدايات. وتشير هذه الأوساط الى انه قد يتعين على الحريري، امام المعطيات التي تركتها زيارة الموفد الفرنسي لجهة الخشية من ارجاء مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كانت باريس تعد لانعقاده في الشهر المقبل لحشد دعم مالي واقتصادي للبنان بعد مؤتمر الدعم الإنساني الذي سيعقد في نهاية الشهر الحالي، ان يضع جميع المسؤولين والقوى امام مسؤولية تسهيل مهمته لتشكيل الحكومة التي تشكل شرطا لمؤتمرات الدعم.
وطبعا من دون ان يعني ذلك ان عدم تسهيل هذه المهمة ستحمل الحريري على التراجع، علما ان الرئيس المكلف ليس في وارد الاعتذار و”لن يمشي”. وتلفت الأوساط نفسها في هذا السياق الى انه ما دام الموفد الفرنسي الرئاسي باتريك دوريل خلال زيارته لبيروت توغل في بعض جوانب محادثاته مع مسؤولين وقادة سياسيين الى تفاصيل تشكيل الحكومة، فلا يمكن تبرير الشلل الغريب الذي أصاب المسار الحكومي داخليا بعد زيارته، بل ان الدفع الخارجي والدولي الذي اشتد أخيرا للضغط على الافرقاء اللبنانيين لتسهيل تشكيل الحكومة، يفترض ان يترجم بسرعة والا تكون البلاد امام انسداد هو الأسوأ اطلاقا منذ اكثر من سنة من شأنه ان يبقي الى غير افق محدد الازمات مشرعة تحت إدارة محدودة وضيقة لحكومة تصريف اعمال.