تحت عنوان "الحريري غير مُرتاح لوضع حكومته"، ورد في صحيفة "الديار": يحاول الرئيس سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني أن يعمل على جمع الوزراء في وحدة موقف ووحدة عمل كي ينهض مجلس الوزراء بالمسؤوليات الواقعة عليه خاصة في المجال الاقتصادي.
لكنَّ الجهود التي يبذلها الحريري لا تجد تجاوباً لدى كلِّ الوزراء ولم يستطع إنشاء تنسيق بين الوزراء في حكومته رغم أنّه نجح إلى حد ما في منع الخلافات الحادة، وساعده في ذلك موقف وزراء "حزب الله"، والموقف المعتدل الذي يتخذه الحريري. إنّما يبدو أنّ الحريري غير مرتاح لحكومته، وأدائها والنشاط الذي تقدمه وتعطيه، وهو ينتظر أكثر من ذلك، أي أنّه ينتظر أن تعطي الحكومة مشاريع وحركة في إطار مسؤولية كل وزارة، كي تستحق وتأخذ ثقة الشعب اللبناني. ويشعر الحريري أنّ عمل الحكومة جيد ومقبول إنما غير فاعل جدياً، ولم تستطع الوزارات تحريك مصالح الناس وتلبية حاجاتها بفاعلية وقوة من اجل ان يشعر المواطن اللبناني بأنّ الرئيس سعد الحريري والحكومة التي يرأسها تعمل بفاعلية كبيرة من اجل مصالحة وخدمات للشعب اللبناني.
انما الحريري ينتظر أن تؤدّي اتصالاته الدولية كذلك أن تحصل الدول الأوروبية وأميركا على نتيجة ايجابية من دول الخليج للمساهمة في مؤتمر "باريس 4"، الذي يعمل بكل جدية له خاصة بالتنسيق مع الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي اصبح الرئيس الفرنسي يتبنى الرئيس سعد الحريري شخصياً ويدعمه ويدعم تعزيز علاقاته مع كافة الدول خاصة مع الدول الخليجية كي تعود علاقة الرئيس سعد الحريري مع السعودية علاقة جيدة، لأنّ مؤتمر "باريس 4" من دون مشاركة الخليج لن يقدم مساعدات هامة الى لبنان وقروض ومنح مالية ذلك ان القوة المالية هي لدى قطر وخاصة السعودية ودولة الامارات وخاصة إمارة أبو ظبي كذلك دولة الكويت إضافة إلى سلطنة عمان والبحرين.
ومن هنا فإنّ الحريري ينتظر نتائج المساعي للتحضير لمؤتمر "باريس 4" كي يكون ناجحاً، وإذا نجح مؤتمر "باريس 4" وجرت الانتخابات النيابية في لبنان فان الحكومة القادمة التي سيشكلها الحريري وفق الاتفاق الحاصل بينه وبين رئيس الجمهورية وكتل نيابية عديدة فإنّ الحكومة التي سيقدمها الحريري ستكون مجموعة من شخصيات فاعلة وأصحاب اختصاص وقدرة على الانتاج على قاعدة أنّ مؤتمر باريس أتى كرافعة للوضع الاقتصادي في لبنان وإعادة الثقة الدولية في لبنان والاستثمار فيه، كذلك فتح خطا باتجاه دول الخليج لأنّ القوة المالية والاقتصادية الحقيقة هي لدى السعودية والكويت وإمارة ابو ظبي وقطر. وهم القادرون على تأمين دعم مالي وقروض طويلة المدى ومنح مالية اضافة الى انه اذا اعطت انظمة دول الخليج ضوءا اخضر للاستثمار في لبنان فان مليارات الدولارات الموجودة في مصارف الخليج ستكون مستعدة للقيام بالاستثمار في لبنان في ضوء ان لبنان مستقر امنيا وليس فيه حوادث وليس فيه اضطرابات ولا اعمال ارهابية بل ان الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية مسيطرة على الوضع سيطرة كاملة وابعدت كل عناصر داعش بنسبة 99 في المئة والعناصر التكفيرية من الساحة اللبنانية.
كذلك فإنّ "حزب الله" بعد قراره النأي بالنفس عن مشاكل الخليج أو الشؤون الداخلية لدول الخليج كما صدر عن مجلس الوزراء يعتبره الحريري منطلقا لنجاح الحكومة القادمة التي سيشكلها بعد مؤتمر "باريس 4" وبعد الانتخابات النيابية في 6 أيار.
ولذلك فإنَّه حالياً يتحمل وضع الحكومة لكنه ليس مرتاح جدا لفاعلية هذه الحكومة، إنما يراهن على الحكومة القادمة التي سيتولى تشكيلها طبعا بالتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومع رئيس المجلس النيابي نبيه بري اضافة الى الكتل النيابية وحجم تمثيلها في مجلس النواب القادم.
(الديار)
أخبار متعلقة :