وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة إلى اللبنانيين في الذكرى السنوية ال12 لعدوان تموز توجه خلالها ب”تحية الإكبار والتقدير إلى صانعي النصر من شهداء المقاومة والجيش والمدنيين الذين روت دماؤهم أرضنا الطيبة، وفي هذه الذكرى نستعيد بطولات رجال المقاومة الذين احبطوا عدوان اسرائيل وحطموا اسطورة جيشها الذي لا يقهر بفعل تضحياتهم وشجاعتهم وتفانيهم في الدفاع عن لبنان، فسجلوا نصرا جديدا يضاف الى الانجاز العظيم في يوم التحرير ودحر الاحتلال عن تراب لبنان عام 2000، فكان الانتصار عنوان عزة وكرامة ليس للبنان فحسب انما لكل الاحرار في العالم”.
وراى قبلان “ان العدو الإسرائيلي كان يعتبر ان اجتياح لبنان يشكل لجيشه نزهة سياحية تحرق خلالها طائراته وبوارجه ودباباته شعب لبنان وتدمر البلاد وتقضي على المقاومة، بيد ان المقاومة بددت احلامه مرة اخرى واسقطت مشاريعه واحبطت عدوانه، حين نصر الله سبحانه عباده المقاومين والصامدين الذين وضعوا الله نصب اعينهم فكبر في قلوبهم وصغر ما دونه، وتصدى لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه لهذا العدوان وحقق انتصارا تاريخيا شكل مدرسة نموذجية في الصمود والنضال والتضحية، وكانت إرادة الله الأقوى وصلابة الحق كانت الأثبت والأرجح. وانجز لبنان الانتصار الاخر بالقضاء على العصابات الارهابية في عمليات تلاحمت خلالها المقاومة والجيش والشعب مما اثبت من جديد ان لبنان عصي على المؤامرة قوي ومحصن بفعل هذه المعادلة التي يحتاج اليها الان اكثر من اي وقت مضى في حماية ارض وثروات لبنان النفطية والمائية واستثمارها لما تشكله من ضمانة لردع العدوان، لذلك نطالب ان يحمل البيان الحكومي للحكومة تمسكا بهذه المعادلة وترسيخا لها على مستوى تعميق التعاون والتنسيق بين مكوناتها في مواجهة تهديدات اسرائيل وتداعيات الحرب الصهيونية على لبنان وسوريا من خلال تعميق التعاون والتنسيق بين الحكومتين السورية واللبنانية على مختلف المستويات بما يوفر العودة الامنة للنازحين السوريين الى وطنهم، ولا سيما ان تهجير السوريين من ارضهم وارهاق لبنان باعباء نزوحهم مطلب صهيوني واستعماري، فيما تشكل العودة لهم حاجة وطنية ومصلحة لبنانية وسورية ينبغي العمل على تحقيقها في اسرع وقت”.
وتابع قبلان: “ان اللبنانيين اثبتوا في عدوان تموز انهم اهل صبر وصمود يتحلون بوعي ومسؤولية ومناقبية وطنية عالية، وهم برهنوا عن قدرة وشجاعة في صد العدوان واثبتت المقاومة والجيش انهما على مستوى التحديات فواجها آلة الرعب الإسرائيلية وانتصرا، من هنا فان الجميع مطالبون بالمحافظة على النصر الذي حققناه على إسرائيل بوصفه أمانة في أعناقنا نحفظها بوحدتنا وتضامننا وتشاورنا لحل كل المشاكل التي تعصف بالوطن. وعلى السياسيين ان يضعوا مصلحة الوطن وشعبه نصب أعينهم ويرتقوا الى مستوى تضحيات شهداء لبنان، فيتنازلوا لبعضهم البعض، ويسرعوا الخطى في تشكيل حكومة وطنية موسعة تكون على قياس لبنان وتعمل لكل اللبنانيين بعيدا عن منطق المحاصصة لتنطلق في عملية النهوض بلبنان وتفعيل مؤسساته واجهزته ليكون لنا دولة عادلة يحكمها القانون والمؤسسات، تحارب الفساد وتكافح الفقر والعوز والجهل، فوطننا يحتاج الى حالة طوارئ اقتصادية تنعش الاقتصاد الوطني وتقضي على البطالة المتفشية وتنهض بالمناطق المحرومة من الانماء وتوفر الخدمات المطلوبة من استشفاء ورعاية اجتماعية لشريحة كبيرة من اللبنانيين الذين انهكهم الفساد والجشع والاحتكار”.
وختم قبلان قائلا: “ان التأخير في تشكيل الحكومة يفاقم الازمات التي تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ويسهم في رفع مستوى التشنج السياسي فيما المطلوب وقف السجالات والاقلاع عن الاساءات والتعاطي بحكمة ووعي ومسؤولية في مقاربة الشأن الوطني والتزام الخطاب الوطني المعتدل الذي يجمع ولا يفرق”.
أخبار متعلقة :